كلمات أغنية الرسم بالكلمات

اقرأ في هذا المقال


من روائع نزار قباني:

واحدة من أجمل الروائع الأدبية والفنية، حيث تعتبر من أروع القصائد التي أخرجتها ملكة أفكار الشاعر نزار قباني، فهي قصيدة تختلف عن أخواتها، فهي تصف الغرام والهيام والعشق، فتلامس كلماتها العقل والوجدان، وعند سماعها تذهب بالمستمع إلى تلك القصص الخرافية التي لا نجدها إلا في قصص الخيال، فنزار هنا يبين لنا ذلك الشخص الذي تعب من الحب والغرام، فهو يتنقل من حب امرأه إلى عشق أخرى وكأن النساء بالنسبة إليه مثل الدم الذي يجري في العروق.

وعند الرجوع إلى كلمات هذه القصيدة فنجد أنها تصف ذلك المحب الذي أثقلته الهموم والمواجع، حيث يبين لنا الأسباب التي أصابته والظروف التي أثقلت كاهله، ويرى أنه لو بدأ يفسر الأحوال التي أوصلته لهذه الحالة فإنه سوف يحتاج إلى مراجعة كل ما مرّ به في حياته، ولو أنه فعلاً فعل ذلك فإن الوقت لن يساعده في شرح ذلك الأمر بالتفصيل، ومع هذا يمكن القول بأنه قال ذلك من أجل الإشارة إلى أن حياته كانت مليئة بالأحداث التي جعلت منه ملكًا، ولكنها غدرته وسحبت من تحته البساط ليعود كما بدأ أول مرة خالي الوفاض.

فنزار قباني وعلى لسان القيصر كاظم الساهر يصور لنا ذلك العاشق الذي تعرف إلى العديد من النساء والتي من كثرتهن يبين لنا وكأنه عاش في كل العصور، حيث تعب من كثرة التنقل والارتحال من امرأة لأخرى، ومن تعبه في خوض المعارك، والسبب في كل ذلك هو السعي إلى نيل رضاهن، ولكن في نفس الوقت هو مستمتع فهو يصوّر الخدّ كنايةً عن المرأة، فلا فرق عنده بين المرأة البيضاء أو السمراء، فكلاهما نار الحب والعشق لديه، فهنا يشبه لنا المرأة وقدرته على كسب مودتها وقبولها به باحتلال الأرض.

فمصطلح (الراية) الذي استخدمه وكما هو متعارف علية أن الجيوش في الزمن الماضي وحتى في الزمن الحاضر عندما يستولي على أرض ما فإن أول ما يقوم به هو رفع العلم أو الراية، وهو إشعار بأنه قد تملك ذلك المكان وأصبح تحت سيطرته ونفوذه، وهذا الأمر ما قام به ذلك العاشق المحب الذي يتنقل من امرأه لأخرى سواء أكانت بيضاء أم سمراء.

كلمات أغنية الرسم بالكلمات:

كلمات: نزار قباني

ألحان: كاظم الساهر

لا تطلبي مني حساب حياتي.

إن الحديث يطول يا مولاتي.

كل العصور أنا بها فكأنما.

عمري ملايين من السنوات.

تعبت من السفر الطويل حقائبي.

وتعبت من خيلي ومن غزواتي.

لم يبق خد أسمر أو أبيض.

إلا زرعت بأرضه راياتي.

واليوم أجلس فوق سطح سفينتي.

كاللص أبحث عن طريق نجاة.

أين السبايا أين ما ملكت يدي.

أين البخور يضوع من حجراتي.

اليوم تنتقم الخدود لنفسها.

وترد لي الطعنات بالطعنات.

إني كمصباح الطريق صديقتي.

أبكي ولا أحد يرى دمعاتي.

لاتطلبي مني حساب حياتي.

إن الحديث يطول يا مولاتي.

أنا عاجز عن عشق آية نملة.

أو غيمة عن عشق أي حصاة.

جربت ألف محبة ومحبة.

فوجدت أفضلها محبة ذاتي.

فالحب أصبح كله متشابها.

كتشابه الأوراق في الغابات.

كل الدروب أمامنا مسدودة.

وخلاصنا في الرسم بالكلمات.


شارك المقالة: