عناصر الإعفاء الضريبي بالقانون التجاري

اقرأ في هذا المقال


ما هو الإعفاء الضريبي؟

عند الرجوع إلى القانون المالي، لم نجد تعريفاً شاملاً للإعفاء الضريبي، ولكنه اقتصر على شرح نوعه وأسباب منح الإعفاء الضريبي؛ وذلك لأن الضرائب لم تعد مجرد أداة ذات غرض مالي، ولكنها أصبحت وسيلة لتحقيق أهدافها الحالية والمستقبلية من خلال استخدام الإعفاءات الضريبية إنشاء العدالة الاجتماعية، وتطوير التنمية الاقتصادية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي للمساهمة في سياسة الدولة.

فالأدوات الأساسية لخدمات النظام وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن المشرعين الضريبيين لم يتحركوا في نفس الاتجاه؛ لأنهم لم يؤسسوا مفهومًا واضحًا للإعفاء الضريبي، بل كانوا راضين عن تعداد حالاته وبيان أنواعها. ويُعتقد أن سبب عدم شرح قانون الضرائب لمفهوم واضح للإعفاء الضريبي هو أن هذا سيؤدي إلى توسيع أو تقليص الإطار المحيط بالمفهوم، وعند منح حقوق الإعفاء الضريبي، قد يؤدي ذلك إلى عيوب في عمل المؤسسات المالية؛ لأن قانون الضرائب هو مصدر مهم للدخل.

فالإعفاء الضريبي هو عدم فرض ضرائب على الدخل المحدد المؤقت أو الدائم الذي ينص عليه القانون، وتلجأ الدول إلى هذا الأمر من منطلق تقييم نفسها وتلبية ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يشمل الإعفاء الضريبي الدخل بمختلف معانيه ويجب أن يخضع للضريبة أولاً، لكن المشرع قرر استبعاده من الضرائب، ليس كإحدى تكاليف توليد الدخل، ولكن لاعتبارات أخرى؛ لأن هذه فائدة قانونية يحددها التشريع سواء كان نصًا عامًا أو نصًا خاصًا، فإن هذه الوظيفة تجلب منافع اقتصادية واقتصادية للبلد من خلال تعزيز الصناعة والتجارة وتجنب الازدواج الضريبي.

وبالمثل بالنسبة لدافعي الضرائب، فإن قرارات الإعفاء الضريبي على سبيل المثال، مواجهة الأعباء الأسرية، ليست أكثر من مزايا قانونية ينص عليها التشريع لتحقيق فوائد دافعي الضرائب أو أسرهم ومع ذلك، فإننا نعتقد أن حجة بعض الأشخاص للإعفاء الضريبي تشبه الاتجاه القانوني الذي ندعمه؛ لأنه يوضح أن الإعفاء الضريبي هو (امتياز تمنحه المؤسسات العامة للأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين من خلال النصوص القانونية في محاولة لتحقيق سلسلة من الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية).

 عناصر الإعفاء الضريبي:

 العنصر الأول: الإعفاء ميزة تمنحها السلطة العامة:

تأخذ معظم التشريعات الضريبية في الاعتبار الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها الدولة وتمنح إعفاءات ضريبية من خلال أحكام خاصة، ويمكن أن تكون الإعفاءات الضريبية المقررة لدافعي الضرائب لوائح عامة أو لوائح خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن الإعفاء الضريبي سيكون له أثر مالي إيجابي؛ لأنه يتراكم على الدولة ودافعي الضرائب في نفس الوقت.

فعلى سبيل المثال، فإن أحكام الإعفاء الضريبي تجعل دافع الضرائب يواجه عبء الأسرة؛ لأنه امتياز تشريعي يهدف إلى تحقيق الرخاء له، يمكن أيضًا استخدام الإعفاء الضريبي لتطوير الصناعة وتشجيع التجارة وتجنب الازدواج الضريبي، تُمنح هذه الميزة القانونية من قبل السلطة العامة؛ لأن السلطة العامة تسعى دائمًا لتحقيق المصلحة العامة، والتي تتطلب أن تكون السلطة العامة هي المؤسسة الوحيدة التي يمكنها تحصيل الضرائب.

وتجدر الإشارة إلى أنه عند اتخاذ قرار بشأن الإعفاءات الضريبية، راعت السلطات العامة طبيعة النظم الاقتصادية والاجتماعية السائدة تستخدم الدول المتقدمة هذا الإعفاء كوسيلة لدعم الشركات الاحتكارية بالنسبة للبلدان النامية، فإنها تستخدم عن عمد الإعفاء الضريبي كوسيلة لدعم تنمية اقتصادها الوطني.

العنصر الثاني: الإعفاء الضريبي ميزة تمنح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين:

يعتبر قانون الضرائب فرعًا من فروع القانون العام، لذا فهو يحاول التأكيد على شخصيته المستقلة وبتقسيمها إلى أشخاص طبيعيين وأشخاص اعتباريين هذا ما فعله المشرعون عند تمييز الشركات لاعتبارات مالية (الشركات المساهمة والشركات المحدودة) والشركات التي ينظر فيها الأفراد (مثل شركات الوحدة والشركات الموصى بها)، وستتعامل الأخيرة مع الأشخاص الطبيعيين عند فرض الضرائب وتعيينهم كمساهمين في رأس المال وينطبق الشيء نفسه على الإعفاءات الضريبية؛ لأن المشرعين يمنحون إعفاءات من الحد الأدنى للمعيشة (علاوة) للأشخاص الطبيعيين الذين ليس لديهم أشخاص اعتباريين، ويمنحون إعفاءات خاصة للأشخاص الاعتباريين غير الممنوحين للأشخاص الطبيعيين لتشجيع الاستثمار المالي وجذب رؤوس الأموال إلى البلاد.

العنصر الثالث: الإعفاء الضريبي ميزة تمنح لتحقيق جملة من الأهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية:

يعد احتساب الإعفاءات الضريبية في أي نظام ضريبي لدولة ما أحد أدوات السياسة الضريبية الفعالة في الاتجاه الاقتصادي والاجتماعي، بل إنها تسعى جاهدة لتحقيق سلسلة من الأهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق التنمية الشاملة على جميع المستويات.

فعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بالهدف السياسي للإعفاء الضريبي، بعد سقوط النظام الملكي عام 1958، ألغى المشرعون نظام الامتياز الأجنبي؛ لأنه كان وسيلة مهمة لدعم القضايا الوطنية والدولية، وفيما يتعلق بالأهداف الاجتماعية للإعفاء الضريبي، فقد تتضاعف هذه الأهداف حسب تنوع الاحتياجات الاجتماعية، ويمكن تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال خلق فجوة بين أصحاب الدخل المرتفع وذوي الدخل المنخفض، وفرض أسعار تصاعدية عالية على أصحاب الدخل المرتفع. وتنفيذ الإعفاء الضريبي لذوي الدخل المرتفع منخفض.

أما بالنسبة للأهداف الاقتصادية، الإعفاء الضريبي هو وسيلة فعالة لتطوير الأنشطة الاقتصادية، تمامًا كما فعل المشرعون عندما استخدموا الإعفاء الضريبي كوسيلة لتطوير صادرات من النفط والغاز لدعم تجارته الخارجية، وتنازل المشرعون عن القانون 62 لعام 2002 لا غطى “قانون الاستثمار العربي” سلوك الإعفاء الضريبي الدخل.

المصدر: المعاملة الضريبية للاستثمار العربي الوافد الى الاقطار العربي، عمّان- 1984- ص6. مشار اليه في مؤلف: عمار فوزي المياحي- الاعفاء الضريبي- مصدر سابق- ص12.د. عوض فاضل الدليمي- دين الضريبة محمول لامطلوب- بحث منشور في مجلة الرشيد المصرفي- العدد السادس- السنة الثالثة/ آب/ 2002- ص38-40.د. عبد الكريم صادق بركات- النظم الضريبية- مصدر سابق- ص68. حسن محمد علي- قانون ضريبة الدخل- مصدر سابق- ص118-119.


شارك المقالة: