التصوير الفوتوغرافي الدقيق

من الأفضل التمييز بين الفئات الثلاث للتصوير عن قرب، وتصوير الماكرو والتصوير الدقيق من خلال تحديد تكبير الصورة التي نشملها في الصورة الناتجة.

ما هو التصوير الدقيق

التصوير الدقيق هو عندما يكون التكبير أعلى بكثير بين النطاق 10: 1 والنطاق 20: 1، نتحدث هنا عن المستوى المجهري، حيث يتم تكبير الصورة النهائية 20 ضعف حجم الموضوع، وليس من السهل تحقيق تضخمات كهذه دون الاستثمار في جهاز متخصص أو ابتكار الاختراقات الخاصة بنا.

أما التصوير الفوتوغرافي عن قرب هو أي تصوير يتعين علينا فيه تكبير الموضوع، بحيث يكون تكبيرها أكبر داخل الإطار ولكن أقل من 1: 1، مع ملاحظة أنه من غير المحتمل أن نحقق نسبة تكبير 1: 1 أو أكبر بدون عدسة ماكرو مناسبة.

أما بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي المقرب هو عندما يكون لدينا تكبير لموضوع يشبه الواقع أو أكبر، تصل إلى 10: 1 تكبير، يمتلك العديد من صانعي الكاميرات عدسات مصممة للوصول إلى مثل هذه التكبيرات.

ولكن عندما نريد أن نفهمها وظيفيًا، نتذكر أن هناك خطًا ضبابيًا بين تصوير الماكرو والتصوير الدقيق. من المفيد أن تتذكرها بهذه الطريقة، لذا فإن تمكين رؤية الكائنات الدقيقة على نطاق واسع هو نوع التصوير الذي نحاول تحقيقه.

كيفية إتقان التصوير الدقيق

باستخدام الكاميرا الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة (DSLR) العادية، نحاول الالتفاف والنقر على لقطات مقربة لأكبر عدد ممكن من الموضوعات، الطبيعة مليئة بهم، ولن نمل أبدًا من الحصول على لقطات مذهلة من حولنا، يبدأ معظم المصورين في استكشاف هذا العالم أولاً عن طريق تصوير النباتات والطعام والحشرات.

1- إعدادا الماكرو على عدسة DSLR العادية

هذه عادةً ليست إعدادات (ماكرو) حقيقية، ولكنها ستساعد على اللعب بتكبير أكبر من مجرد التكبير، والتدرب على تحقيق قدر معين من التفاصيل باستخدام مثل هذه الصور مفيد من وقت لآخر، فعندما نذهب إلى مستويات تكبير أكبر  سنواجه صعوبة في التعرف على الموضوعات الجيدة والإدراك والتأطير على هذا النطاق، ويمكن بالتالي تطوير عين للحصول على التفاصيل مع ممارسة كافية لذلك.

2- الاستثمار في عدسة ماكرو جيدة

لا يجب الاهتمام بالاسم فقط بالنسبة للعدسات، فقد يسمي صانعو العدسات الرائدون عدساتهم بشكل مختلف، على سبيل المثال تطلق نيكون على عدسات الماكرو اسم Nikkor Micro في حين أن عدسات Canon ذات المجموعة المماثلة من المواصفات هي Canon EF Macro، والسر والمفتاح في هذا الأمر هو العثور على العدسات التي تساعدنا على تحقيق تكبير جيد 1: 1 أو أعلى والتركيز في الواقع على مسافة قريبة جدًا.

3- التدرب على عدسة ماكرو

تتمتع عدسات الماكرو بمسافة ضحلة للتركيز البؤري وتمنحنا صورة حادة، على بُعد حوالي قدم من العدسة في المتوسط، والعدسات العادية لديها مسافة تركيز أكبر لالتقاط المزيد من الخلفيات أيضًا.

وهذا يعني أنه سيتعين علينا الاقتراب حقًا من الكائن الخاص بنا للحصول على تركيز حاد والتصوير، وبذل جهود إضافية لتثبيت الكاميرا؛ لأنه يمكن تسجيل أقل اهتزازات للكاميرا.

كما أن إتقان التركيز البؤري اليدوي يمكن أن يكون مفيدًا حقًا؛ نظرًا لأن الضبط البؤري التلقائي على مثل هذه الأهداف القريبة يمكن أن يكون غير موثوق به، اعتمادًا على المعدّات الخاصة بنا.

كما ستسمح العدسة الدقيقة الجيدة للمصور بتحقيق تفاصيل لا تصدق، مثل نسيج بتلة الزهرة أو حتى العيون الرفيعة للحشرة.

نصائح للتصوير الفوتوغرافي الدقيق

1- تحديد الموضوع جيدا عند التصوير الفوتوغرافي الدقيق

ليست كل الكائنات والإعدادات تصنع أهدافًا جيدة للتصوير الفوتوغرافي، هذا يتطلب الكثير من التدريب مع حالة العين الجيدة، يقترح البعض البدء بتصوير الطعام، أو محاولة الخروج إلى الطبيعة للبحث عن أشياء صغيرة مثيرة للاهتمام لتصويرها.

2- تصور اللقطات مسبقا عند التصوير الفوتوغرافي الدقيق

عند محاولة تصوير مخلوق حي فيجب توخي الحذر الشديد، فعندما نقوم بتكبير كائنات أخرى في التصوير الفوتوغرافي الدقيق، فقد تظهر العديد من التفاصيل غير السارة، لذا يجب أن نكون أكثر حرصًا أثناء تنظيف الغبار والخدوش وغيرها من عوامل التلف، أو نبحث عن موضوع للتصوير لا نلاحظ فيه مثل هذه المشكلات.

3- إدارة الإضاءة بحكمة عند التصوير الفوتوغرافي الدقيق

تُعَدّ الصورة المضاءة جيدًا مبهجة للعين بصورة كاملة، لكن تعديل الإضاءة لصورة عالية الوضوح يمكن أن يصبح كابوسًا إذا كانت الإعدادات الأولية غير صحيحة، وتكمن مشكلة الأشياء الصغيرة في أن القليل من الضوء سوف يغمر الإطار، لذا فإن وجود مصادر نقطة صغيرة للضوء مثل فلاش LED الصغير أو طرق أخرى للإدارة مثل مصباح الحلقة الخاص بالعدسة يمكن أن يساعد.

4- التحقق من الخلفية عند التصوير الفوتوغرافي الدقيق

في التصوير الفوتوغرافي الدقيق يمكن لأي شيء يتجاوز الموضوع أن يتلاشى بشكل افتراضي، لكن هذا لا يعني أن المشاهدين لن يتعرفوا على عناصر الخلفية، ويمكن التقاط لون أو خوخه أو عناصر غير مرغوب فيها، وقد تكون النتائج غير مُرضية في نهايتها، لذلك يجب أن ننظف بدقة ونتحقق من الخلفية، ونتأكد من تطابق لونها مع ما ننقر عليه.

التصوير الدقيق في مرحلة ما بعد الإنتاج

يمكن أن تأتي مرحلة ما بعد الإنتاج في التصوير الدقيق بمجموعة من التحديات الخاصة، وعندما نتعامل مع مستوى عالٍ من التفاصيل، فلن يكون من السهل ببساطة تعديل العيوب في الصور.

وإذا كان من المفترض أن يتم استخدام الصور في سياق تقني فستكون الدقة ذات أهمية قصوى، وفي هذه الحالة يكون التركيز الصحيح وشحذ العناصر الصحيحة أمرًا مهمًا.

وفي النهاية يكشف التصوير الدقيق عن عالم نتخيله فقط في القصص الخيالية، فنرى تفاصيل لا تصدق ويمكننا حقًا أن نبدأ في تقدير مقدار التعقيد الذي يمتلكه العالم من حولنا، وإن امتلاك مثل هذه النظرة للعالم ليس شيئًا يمكن حتى لجميع أقراننا في التصوير الفوتوغرافي أن يدعي امتلاكه، وهو شيء يجب أن نعتز به حقًا في رحلتنا لالتقاط كل الأشياء الجميلة والصغيرة.