الموسيقى
الموسيقى هي لغة فنية عالمية تعبّر عن المشاعر والأفكار من خلال مجموعة متنوعة من النغمات والإيقاعات. إنها تشكل أحد أقدم وسائل التعبير الإنساني، حيث يتجسد الإبداع الموسيقي في تركيبات صوتية تنقل السامع إلى عوالم مختلفة.
يتضمن مفهوم الموسيقى تنوعاً واسعاً يشمل مختلف الأنواع والأساليب، مما يسمح للفنانين بالتعبير عن تراثهم الثقافي والشخصي. تلعب الموسيقى دوراً حيوياً في حياة البشر، حيث يستخدمونها للتعبير عن المشاعر وتسلية النفس، وتكون أيضاً جزءاً أساسياً من الفعاليات الاجتماعية والدينية.
يتفاعل الناس مع الموسيقى بشكل فردي، حيث تلهمهم اللحن والكلمات على حد سواء، مما يعزز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة ويخلق رابطاً قوياً بين الأفراد في مجتمعاتنا.
تأثير الموسيقى على الإنسان
تحسين المزاج
وقد أظهرت الدراسات بأنَّ استماع الفرد إلى الموسيقى يشعره بالسعادة، ويساعده على تنظيم عواطفه، كما وتساعد على الاسترخاء، وأشارت الدراسات إلى أنَّ استماع الفرد لموسيقى يحبها أو تعجبه تدفع الدماغ إلى إطلاق مادة كيميائية تسمَّى (الدوبامين)، ذات التأثيرات الإيجابية على المزاج.
وتساعد الموسيقى على الشعور بالعواطف القوية مثل الحزن، والخوف، والفرح، فالموسيقى لديها القدرة الهائلة على تحسين مزاج وصحَّة الإنسان.
تحسين المهارات اللفظية والبصرية
أشارت العديد من الدراسات أنَّ تعليم الموسيقى في عمر مبكر يحفِّز دماغ الطفل بطرق عدَّة تساعده على تحسين مهارات الاتصال، والمهارات البصرية، والمهارات الكلامية؛ حيث تناولت إحدى الدراسات أطفالاً تتراوح أعمارهم ما بين أربع سنوات إلى ستِّ سنوات.
وقد تمَّ إخضاعهم للتدريب الموسيقي على الإيقاع، والصوت، واللحن، والمفاهيم الموسيقية الأساسية لمدّة شهر واحد، وقد توصّلت هذه الدراسة إلى أنّ الموسيقى عزّزت قدرة الأطفال على فهم الكلمات وشرح معناها.
وجدت دراسة أخرى تبين أنّ الأطفال الذين التحقوا بفصول الموسيقى بعيداً عن المنهج الدراسي تطوّرت لديهم قدرات كبيرة من الذكاء اللفظي، بالإضافة إلى أنّ قدراتهم البصرية كانت أعلى من قدرات الأطفال الذين لم يشاركوا في التدريب، وقد تراوحت أعمار الأطفال في هذه الدراسة من 8 سنوات إلى 11 سنة.
زيادة معدل الذكاء
قامت العديد من الأبحاث بدراسة آثار الموسيقى على الدماغ البشري، وقد توصّل العلماء إلى أنّ الأطفال الذين يتعرضون للموسيقى، أو الأشخاص الذين يعزفون على الآلات الموسيقية.
كانت درجاتهم الدراسية أفضل من أولئك الذين لا يستخدمون الموسيقى في حياتهم، وتشير الأبحاث الحديثة أيضاً إلى أنّ الموسيقى تطوّر أجزاء معينة من الدماغ، وترفع من معدّل الذكاء لديهم، ويمكن أيضاً أن يستفيد البالغون من تعلّم العزف على آلة موسيقية؛ بحيث تساعد الموسيقى على بقاء دماغهم في حالة من النشاط والاستعداد، وتساعد كذلك في تقوية الذاكرة لديهم.
تقوية جهاز المناعة
أشارت الأبحاث الحديثة إلى أنَّ الاستماع إلى الموسيقى يقلِّل من مستويات هرمون الاجهاد، وهو هرمون (الكورتيزول) (بالانجليزية: cortisol)، وهو المسؤول عن إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان وضعف الذاكرة والتعلم.
وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وضغط الدَّم، والتقليل من كثافة العظام في الجسم، ووجدت هذه الأبحاث بأنَّ استماع الشخص للموسيقى لمدّة 50 دقيقة فقط يؤدِّي إلى رفع مستوى الأجسام المضادة في الجسم.
حقائق عن الموسيقى وتأثيرها
- أطلق العديد من الموسيقيين العرب على الموسيقى مسمّى (غذاء الروح)، كدلالةٍ على ما يمكن أن تحدثه هذه الموسيقى من أثرٍ كبيرٍ في روح الإنسان ونحن نعلم أنّ كلّ كيان حي يحتاج إلى غذاءٍ ليستمر، فالروح أيضاً بحاجة إلى غذاء.
- ومن الأسماء الأخرى التي أطلقها العرب على الموسيقى، (ملهمة الفنان، وشفاء النفس، إضافةً إلى مفكّكة الأحزان، مهدئة الأعصاب، مقوية العزيمة، مبعدة الهزيمة)، وغيرها من الأسماء والتعاريف الأخرى والتي نستخلص من خلالها تلك القيمة الكبيرة التي تمدنا بها الموسيقى.
- التأثير على الأداء العقلي: قد أظهرت الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يساهم في تحسين الأداء العقلي، مثل تعزيز التركيز وتحسين الذاكرة.
- التواصل الثقافي: تعتبر الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود اللغوية والثقافية، حيث يمكن للأصوات والألحان أن تواصل مشاعر وأفكار بين مختلف الثقافات.
- تأثير على الصحة النفسية: يُظهر البحث أن الموسيقى قد تكون لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية، حيث يمكن استخدامها كوسيلة للتخفيف من التوتر والقلق.
- تأثير على التواصل الاجتماعي: يمكن أن تكون الموسيقى وسيلة لتعزيز التواصل والتفاهم في المجتمعات، حيث يمكن للأغاني أن تعبر عن قضايا اجتماعية وتلهم التفاعل الاجتماعي.