تربية الطفل في الإسلام

الطفل الصالح هو أمنية لجميع الناس، فالجميع يتمنون أن يكون لهم أطفال صالحين، حتى غير الصالحين يتمنون أن يكون لديهم أطفال صالحين، فنحن بحاجة الى تربية الطفل تربية إسلامية، إنّ الطفولة من أهم مراحل النمو النفسي الإنساني، من أرقى المناهج التربوية هي تربية الطفل تربية إسلامية لأنها شاملة جميع جوانب الحياة، الإسلام اهتم بالطفل منذ مرحلة ولادته، فدعا إلى تلقينه الشهادتين، ويؤذّن في أذّنه لتكوين الإيمان والاستقامة السلوكية.

مكانة الطفل في الإسلام:

إنّ أول ما يسأل الله تعالى الأب عنه يوم القيامة هو ابنه قبل أن يسأل الابن عن أبيه، ومن الأمور الفضلى لما يقدمه الآباء لأبنائهم هو التربية والأخلاق الحميدة، فهذا أفضل لهم من الأملاك والثروات والأرصدة المالية، فعندما تكون الرعاية صحيحة نبني مجتمع صحيح متكامل.

مجالات التربية الاسلامية للطفل:

تتم تربية الطفل في الإسلام على الإيمان والعبادة والأخلاق الحميدة ومن أهم مجالات تربية الطفل في الاسلامما يلي:
1- التربية الاجتماعية: تساهم هذه التربية بتأديب الأطفال منذ الطفولة والالتزام بالعادات الاجتماعية، وهذا يتم في الأّعوام الأولى من أعمارهم.
2- التربية النفسية: الطفل منذ ولادته يجب على والديه تربيته على أصول الصحة النفسية، التي تجعله إنسان عاقل متزن.
3- التربية الجسمية: وتشمل هذه التربية على تقوية العضلات والاهتمام فيها، حيث أنّ القوة العضلية هي المسؤولة عن التحكم في الحواس الخمس وهي السمع والبصر واللمس والشم والتذوق، والتربية الجسمية هي تجهيز الطفل بطريقة صحيحة من خلال توفير أنواع الرعاية الصحية كاملة.
4- التربية العقلية: تهتم هذه التربية على أنّ يكون الطفل قادر على الملاحظة والتمييز والاستكشاف والتذكر والتخيل والقدرة على حل المشكلات.
5- التربية الإيمانية: تربية الطفل تربية دينية، غرس الأصول الصحيحة للعقيدة فيه حتى تترسخ في ذهنه وقلبه وعقله.

خصائص تربية الطفل في الإسلام:

1- الربانية: إنّ أحكام الإسلام وتوجيهاته ليست من عند الأشخاص، بل إنها من عند الله عزو وجل وهذا ما يميزها فهي راسخة ثابتة غير قابلة للتغيير أو التعديل لأنها من عند الله تعالى.
2- الشمولية: وهي تحتوي على جميع جوانب الحياة وصالحة لكل زمان ومكان.
3- التوازن: فهي توازن بين جميع مطالب الإنسان سواء كانت جسدية أو روحية.
4- الثبات والمرونة: فهي ثابتة غير قابلة للتغيير أو التعديل ولكن المرونة تظهر في القدرة على وضع حلول في الأمور التي تطرأ على حياة الإنسان.
5- الواقعية: الإسلام واقعي في إرشاد الإنسان وتوعيته، لأنه من عند الله عز وجل.

أهداف تربية الطفل في الإسلام:

1- تربية الطفل للقيام بالأعمال التي تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع وتمثل الشريعة الإسلامية.
2- تربية الطفل على الاقتداء بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قول وفعل.
3- تربية ضمير الطفل وحسن مراقبة الله عز وجل في أفعاله وتصرفاته.
4- تزكية النفس وتنقيتها مما يشوبها من أفعال غير محمودة.

أسس تربية الأبناء في الإسلام:

الأبناء من أجمل النعم التي أنعم بها الله عز وجل على الإنسان هم زينة الحياة وبهجتها ولا تكتمل هذه البهجة إلا بتربيتهم تربية صالحة وتربيتهم بأمانة، ومن أهم أسس تربية الأبناء في الإسلام:
1- تربية تأديب، وذلك من خلال استخدام الثواب والعقاب.
2- تربية أسلوب، حيث يتم توجيه الأوامر على هيئة طلب وليس أمر.
3- تربية تفاعل وحوار، وذلك من خلال مناقشة الأولاد بأسلوب لبق وراقي.
4- تربية اهتمام ومحبة، وذلك من خلال قيام الآباء الاهتمام بالأبناء وصحتهم، واتباع منهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الأذكار والرقية الشرعية وتوفير الحنان والحب لهم.
5- تربية القدوة الحسنة، الأسرة هم القدوة لأبنائهم فعليهم أن يكونوا خير قدوة.

حقوق الطفل في الإسلام:

شرع الإسلام للطفل مجموعة من الحقوق حتى وهو في بطن أمه وحرم الاعتداء عليه أو إيذائه وحفظ حقوقه وحذّر من الاعتداء عليها.
ومن أهم وحقوق الطفل في الإسلام:
1- النسب الثابت، حيث أن عقد الزواج مهم في إثبات نسب الطفل ويجب أن يحضر الشهود.
2- حضانة الطفل، فقد ضمن الإسلام للطفل أنّ يعيش في ظل والديه ليهتموا به في جميع الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية.
3- المساواة بين جميع الأطفال، يجب على الأهل العدل بين أولادهم فلا يميزون بينهم.
4- الرضاعة الطبيعية، أمر الإسلام الأم أن ترضع أطفالها، وأمر الاب بالإنفاق على الطفل وأمه.
5- اللعب المباح، هو من أهم حقوق الطفل ولا يجوز أن نمنعه من هذا الحق.
6- حق الطفل بالإنفاق، ألزم الإسلام الأب بالإنفاق على أولاده لأن هذا من حقهم ومن واجبه.

أسس الرعاية الصحية للطفل في الإسلام:

يهتم العالم المعاصر بشكل كبير بصحة الطفل، واهتم الإسلام بشكل خاص في صحة الطفل لأن صحة الطفل من رسائل الإسلام السامية التي دعت الشريعة الإسلامية إليها.
ما هي الأسس الصحية لرعاية الطفل في الإسلام:
1- أكّد الإسلام على قيمة الإنسان وتكريمه واحترامه.
2- إلغاء جميع الأعمال السلبية التي كانت سائدة قبل مجيء الإسلام، دفن البنات وهن أحياء وقتل الأولاد خشية الفقر.
3- أكد على المظاهر الإيجابية لرعاية الطفل وتدريبه على الفروسية والسباحة والرماية.
4- وفر الإسلام مجموعة من الأسس التي تنظم حياة الإنسان والرعاية والنسب والحضانة.