توجد العديد من الإختراعات التي أثّرت على حياتنا، من تغيير بنية المجتمع الى الاقتصاد ومن هذه الاختراعات هي إختراع نظام السكك الحديدية والقاطرات، فأي اختراع له آثاره السلبية والإيجابية، من الواضح أن المحرك البخاري والقاطرة البخارية كان لهما أثرٌ كبير على المجتمع الأوروبي، والآثار الإيجابية والسلبية واضحة، حيث أدت هذه الاختراعات التكنولوجية الكبرى إلى تحول المجتمع الأوروبي، وهنا في هذا المقال سنذكر أهم التأثيرات التي سببها هذا الاختراع المهم.
أثر اختراع القطارات والسكك الحديدية على حياتنا
1. تطور المجتمع Society evolution
سرعان ما انتشر خط السكة الحديدية وسرَّع النقل، أدى هذا إلى خلق وظائف جديدة، مما أجبر الناس على الانتقال إلى المدن، إلى جانب العديد من المدن الأخرى كمدينة لندن التي يزيد عدد سكانها عن (100000) شخص، حُوِلت نواة المجتمع من مجتمعات صغيرة متماسكة حيث كان إنتاج المنسوجات والزراعة سائدًا إلى مدنٍ كبرى تحوي مجموعة متنوعة من الوظائف والأشخاص.
مرة أخرى، يتضح هذا في لندن، حيث كان أساسها زراعيًا إلى حد كبير حتى الثورة الصناعية، وأبرزها القاطرة البخارية، حيث قدمت القاطرة البخارية وسائل نقل أسرع والمزيد من الوظائف، والتي بدورها جلبت الناس إلى المدن وغيرت بشكل جذري توقعات العمل.
بحلول عام (1861)، كان (2.4 ٪ ) فقط من سكان لندن يعملون في الزراعة، بينما كان (49.4 ٪) يعملون في مجال التصنيع أو النقل، من الواضح أن اختراع القاطرة البخارية كان نقطة تحول رئيسية في التاريخ حيث حولت المجتمعات من مجتمعات ريفية وزراعية إلى حد كبير إلى مجتمعات حضرية وصناعية، كما هو الحال اليوم.
2. الأعمال واسعة النطاق large-scale Business
بحلول عام (1800)، وليس حتى بعد نصف قرن من التحسينات التي أدخلها واط على المحرك البخاري، كان هناك (2500) محرك بخاري تعمل في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، على غرار المحركات التي صنعها، دفع المحرك البخاري والقاطرة عددًا لا يحصى من الصناعات الأخرى مثل: منفاخ القيادة والبكرات وآلات الغزل وآلات النسيج، ولأول مرة في التاريخ، أصبح لدى الناس القدرة على الانتقال بسرعة وبتكلفة زهيدة إلى المدن الكبرى للعثور على عمل، بدلاً من العمل في المزارع.
بعد ذلك، كان لها تأثير كبير على الأعمال التجارية، حيث عززت إنتاج الموارد الطبيعية، التي كانت ضرورة حيوية للمجتمع، وخلقت العديد من الوظائف الجديدة، مما جعل إنجلترا أقل اعتمادًا على المنسوجات وجعلت أوروبا ككل أقل زراعيةً وأكثر تمحوراً حول الأعمال التجارية الجماعية، على سبيل المثال، زاد إنتاج الحديد البريطاني ما يقرب من (2500٪) من عام (1796) إلى عام (1854)، ويرجع ذلك بوضوح إلى اختراع القاطرة البخارية.
مهدت الوظائف المتعلقة بالأعمال الجماعية الطريق لاقتصاد عالمي موجود الى اليوم؛ ازدهر وجود الأعمال التجارية في جميع أنحاء القارة، حتى في العالم بفضل القاطرة البخارية، عبر التاريخ ربما لم تكن هناك نقطة تحول أعظم عززت وجهة نظر الأعمال الموجودة اليوم من القاطرة البخارية.
3. تغيير بنية المجتمع
مع ولادة هذه الاختراعات الثورية، ظهرت طرق مختلفة للحياة، خاصةً فيما يتعلق بالوظائف، على سبيل المثال، بدأ الناس العمل بالساعة وكانوا يتقاضون رواتبهم بالساعة، بدلاً من العمل من شروق الشمس إلى غروبها، وليس لديهم حقًا فكرة عن مقدار ما يكسبونه بالساعة أو مدى كفاءتهم من حيث الأجر، وبما أن العديد من المنتجات أصبحت أرخص، كان لدى الناس أموال إضافية لاستخدامها في الأنشطة الترفيهية مثل الذهاب في إجازة.
أخيرًا، مهدت القاطرة البخارية الطريق للاختراعات التي غيرت الحياة اليومية للعديد من الأوروبيين، مثل: الهاتف والإضاءة الكهربائية وبلا شك أن القاطرة البخارية لعبت دورًا كبيراً في تغيير الحياة اليومية لعدد لا يحصى من الأوروبيين.
4. التلوث Pollution
كما شهد ظهور القاطرة البخارية والسكك الحديدية بداية تلوث كبير ناجم عن الشركات الكبرى، والذي يُشاهد كثيرًا اليوم، بدأت الأنهار الملوثة والهواء المليء بالدخان بالسيطرة على المدن، مما أدى بدوره إلى خلق ظروف معيشية وظروف عمل سيئة أدت في إلى ظهور الاشتراكية.
كانت مشكلة التلوث الأكثر تأثيرًا التي أحدثتها القاطرة هي ثاني أكسيد الكربون المنبعث الى الغلاف الجوي، مما أدى الى ظهور نوعية هواء رديئة وظروف معيشية سيئة، بالإضافة إلى ذلك، دعمت القاطرة البخارية الأعمال والصناعات حيث كان التلوث أمرًا مقبولًا وطبيعيًا، أدى ذلك إلى سوء ظروف العمل والمعيشة الموجودة اليوم لبلدان مثل الصين حيث أن لديها تلوث متفشي وظروف معيشية مروعة، بما في ذلك نوعية الهواء الرديئة، والتي تعود إلى اختراع القاطرة البخارية.
5. عمالة الأطفال Child Labor
باستخدام القاطرة البخارية، كان الناس قادرين على الانتقال إلى المدن، والعثور على المزيد من الوظائف، والسفر بشكل أسرع، ولكن هذا جاء بسعر باهظ للغاية، حيث أصبحت عمالة الأطفال متفشية، كان على الأطفال العمل لساعات طويلة، وكانوا يعملون بِجد، ولم يكن لديهم سوى القليل من الوقت للاستراحة، ولم يكن لديهم سوى القليل من الوقت إن وجد للمدرسة، مما لا شك فيه أن أحد سلبيات القاطرات، أنها قد بَشَّرت بعصر مليء بظروف مروعة للأطفال لا تزال موجودة حتى اليوم في بلدان مثل الصين، حيث يعمل الأطفال لساعات بأجور زهيدة.