كيف تساهم عملية إعادة التدوير في الحفاظ على البيئة

قد نسمع الكثير عن إعادة التدوير لتكون أكثر استدامة أو “صديقة للبيئة”، لكن هل تساعد صناديق إعادة التدوير البيئة بالفعل؟

لطالما اعتبرت إعادة التدوير إحدى أفضل الطرق لإحداث تأثير إيجابي في الحفاظ على البيئة وحمايتها، كما أن إعادة التدوير هي إعادة معالجة القمامة لإنتاج منتجات جديدة، وقد أدت إلى انخفاض هائل في النفايات في جميع أنحاء العالم، إنه ليس مهمًا فقط للبيئة الطبيعية، ولكن للبشر أيضًا والأجيال القادمة، يجب أن نتصرف بسرعة لأن كمية النفايات التي ننتجها تتزايد عامًا بعد عام ويستمر عدد سكان العالم في النمو، مما يعني أن إنتاج القمامة ينمو بهذه الأعداد، حيث توضع النفايات التي لم يتم إعادة تدويرها في مقالب القمامة ومكبات النفايات المتزايدة باستمرار.

لفهم كيف يمكن أن تساعد إعادة التدوير البيئة، يجب أن تفهم كيف يضر فيضان مدافن النفايات بالبيئة.

ما هي مكبات النفايات؟

موقع دفن النفايات الذي يسمى أحيانًا مكب النفايات، هو موقع للتخلص من النفايات، حيث يعتبر طمر النفايات أكثر أشكال التخلص من النفايات شيوعًا، وقد تم استخدامه لسنوات عديدة، إما يتم إلقاؤها على الأرض أو استخدامها لملء حفرة كبيرة أو غير مرغوب فيها، تحتوي مواقع دفن النفايات على نفايات منزلية وتجارية وينتج عن القمامة المتحللة مواد كيميائية حمضية ضعيفة تتحد مع السوائل في النفايات لتكوين العصارة وغاز مكبات النفايات، والتي يمكن أن تكون سامة.

تواجه الحيوانات والنباتات والأجيال القادمة الآثار المزمنة لمكب النفايات وتجذب مخلفات الطعام الموجودة في مكبات النفايات الطيور والثدييات والقوارض على حد سواء لتتغذى على بقايا الطعام، ولكنها غالبًا لا تكون مناسبة للحيوانات، ويمكن أن تسبب لهم تسممًا غذائيًا.

بالإضافة إلى تغيير موائل الحيوانات، تعمل مدافن النفايات أيضًا على تدمير موائلها الطبيعية، قطع الأشجار وتطهير الأرض لتوسيع مواقع مكبات النفايات لدينا يقضي على منازل مئات الأنواع المختلفة ويعد فقدان الموائل أحد أكبر التهديدات لـ 85٪ من الأنواع في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).

ليس لمدافن النفايات تأثير مباشر على الحيوانات فحسب، بل لها تأثير غير مباشر عليها أيضًا، غالبًا ما تكون النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات محملة بالمواد الكيميائية التي يمكن أن تعيق نمو النبات في المناطق المجاورة إذا تسربت إلى الأرض، تلوث المواد الكيميائية النباتات والمياه وكما يبدو مخيفًا ، فإن هذا التلوث في أصل التسلسل الهرمي للحيوانات يعني أن جميع الأنواع في السلسلة الغذائية يمكن أن تتأثر.

إعادة التدوير

ينتج الناس النفايات، إنها حقيقة من حقائق الحياة لا يمكننا تغييرها سواء تم إنتاجها في المنزل أو في بيئة عمل فإن النفايات هي إهدار ومن واجبنا أن نفعل شيئًا حيال ذلك، إن إيلاء أكبر قدر ممكن من الاهتمام لإعادة التدوير في عملك ومنزلك يعني أنه يمكن إعادة معالجة المواد إلى شيء آخر، وبالتالي تقليل الكمية التي ترسلها إلى مكب النفايات، لذلك يمكن أن تحدث إعادة التدوير فرقًا كبيرًا في الحفاظ على البيئة.

في إعادة التدوير، لا يتم إعادة استخدام القمامة ببساطة بل يتم تحويلها مرة أخرى إلى عنصر قابل للاستخدام، هذه العملية القيمة تزيل النفايات تمامًا من البيئة وتضيف بدلاً من ذلك منتجًا تم إنشاؤه حديثًا.

مطلوب طاقة أقل عند إنتاج العنصر في المرة الثانية، مما يعني أنه ينتج عنه ضرر أقل للغلاف الجوي، وهي طريقة أخرى يمكن أن تساعد بها صناديق إعادة التدوير البيئة، هذا لأن المواد الجديدة الخام ليست مطلوبة ولا تحتاج إلى صياغة؛ لأنها موجودة بالفعل في شكل قمامة نتيجة لذلك، يُنظر إلى إعادة التدوير على أنها صديقة للبيئة من نواح عديدة.

يشير دعاة الحفاظ على البيئة إلى أن الطاقة والنفايات التي يتم توفيرها أثناء إعادة التدوير تقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يعني أن لها تأثيرًا إيجابيًا على تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بعملية التصنيع الأصلية.

ربما سمعنا عن مصطلح صفر نفايات، هذا يعني أننا نسعى جاهدا لاستخدام أقل قدر ممكن من البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة، وبدلاً من ذلك تختار البدائل المستدامة والقابلة لإعادة الاستخدام، وبالتالي إرسال أقل قدر ممكن إلى مدافن النفايات، مما قد يضر بالبيئة والموئل الطبيعي من حولهم.

يمكن أن يؤدي إنشاء مكان عمل دائري إلى تحقيق مجموعة واسعة من الفوائد المالية والبيئية والاجتماعية، الاقتصاد الدائري هو بديل مرحب به للاقتصاد الخطي التقليدي، بدون اقتصاد دائري فإننا نأخذ الموارد بانتظام من الأرض، ثم في وقت ما بعد إلقاءها مرة أخرى في حفرة في الأرض، الموارد الطبيعية قيمة للغاية ولا يمكننا تحمل نفادها، لذا بدلاً من التخلص من هذه الموارد، فإن إنشاء اقتصاد دائري يعني إعادة استخدام العناصر أو إرسالها لإعادة تدويرها بحيث يمكن استئنافها بالكامل مرة أخرى في النظام.