ضريح السيدة رقية:
إن الأضرحة من أهم محدثات الفاطميين في العمارة، ولم يصل من تلك المدافن إلا القليل مثل المدافن الأربعة المعروفة بالسبع بنات ومسجد الجيوشي ومدفن الشيخ يونس ومشهد أسوان وتربة خضرة الشريفة، والعادة في حجرة الدفن أن تكون مربعة الشكل مغطاة بقبة جدرانها مبنية بالحجارة، بينما رقبة القبة أيضاً مبنية بالآجر (الطوب)، كما يتم الانتقال من المربع على الدائرة عبر المثمن عن طريق الحنايا الكروية (الركنية) أو المحاريب والعقود المدببة في المحاور، ويكون لحجرة الدفن محراب في جدار القبلة ومدخل في الاتجاه المقابل.
ومن أشهر أضرحة القاهرة المشهد الحسيني وضريح السيدة رقية، والذي بني سنة 526 هجري، وهو يتكون من ثلاثة حجرات لها ردهة وصحن كبير، وحجرة الدفن هي الوسطى، وهي أكبرها حجماً وتقوم فوقها القبة وعلامة الضريح المميزة منذ انتشار نموذج مسجد الضريح أو مسجد الطواف، وذلك نتيجة لانتشار التصوف والتشيع ومقامات الأولياء، ولعل القبة الصليبية التي دفن فيها المنتصر العباسي بن المتوكل وبعده المعتز المهتدي هي أقدم الأضرحة في العالم الإسلامي، حيث تدل الدراسة الأثرية أن التربة الحالية للسيدة رقية هي مقدم الضريح القديم الذي كان مستطيل الشكل ويتوسطه صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة.
كما ان الرواق الذي الذي يمثل الصفة أو المؤخرة ينقسم مثل ضريح المقدمة على ثلاث غرف (ثلاث أواوين)، حيث كان للأوسط منها شكل صليبي وقبة المقام مضلعة قائمة على رقبة مثمنة وواجهة الضريح عبارة عن بائكة عقودها فارسية الشكل محولة على أعمدة مزدوجة رقيقة.
جامع الجيوشي:
وهو من المساجد الصغيرة الهامة التي تركها الفاطميون، وهو أول بناء يشتمل على مسجد وضريح عام 1085 ميلادي، وهو مبني بالحجر، وذلك بسبب أصل الجيوشي الأرمني الشامي، ويشتمل على مميزات معمارية خاصة بتطور المآذن في مصر كما أن محرابه ذو الزخارف الجصية يعتبر قطعة فنية نادرة.
الزخارف الفاطمية في الجامع الأزهر:
أهم هذه الزخارف تتمثل في واجهات الصحن، حيث العقود الزخرفية المسطحة التي تتخللها وردات دائرية، ثم حافات عقود الرواق المركزي القاطع في بيت الصلاة، وهي محلاة بكتابات كوفية مزهرة مما يتميز به العصر الفاطمي، كما حليت خواصرها بزخارف نباتية محفورة.
