عمارة جامع محمد باشا شائب العين

اقرأ في هذا المقال


تولى محمد باشا الملقب (بشائب العين) شؤون الولاية في ليبيا في سنة 1698 ميلادي، وتشير الأخبار إلى أن أهداب عينيه وحاجبيه كانت بيضاء منذ نعومة أظافره.

إنجازات محمد باشا

إن أعظم إنجاز معماري أقيم في عهد محمد باشا في طرابلس كان ذلك الجامع الواقع في سوق الترك والذي يحمل اسمه، أقيم في عام 1698 ميلادي، لقد اشتمل هذا الجامع في الأصل على مبنى مربع (19×19 متر) منقسم إلى أربع بلاطات متوازية مع جدار القبلة وأربع متعامدة معها مما نتج عنه ستة عشر رقعة مربعة في منتهى الانتظام يغطيها عدد مماثل من القبيبات.

وبمرور الزمن أدى تزايد عدد المصلين إلى توسعة الجامع، ولذا فقد أضيف إليه مبنيان جديدان أحدهما بسيط على الجانب الغربي والآخر مزدوج على الجانب الشرقي وكلاهما من طابقين يساوي مجمل ارتفاع عمارة الجامع الأصلية، ونتيجة لذلك أصبح مجهزاً بشرفتين داخليتين أفضل بكثير من المساجد العثمانية.

أما الجزء الغربي من الجامع فيحاذي بيت الصلاة بهيكل من الأقواس وأنصاف الأقواس والقبوات التي ترتكز على الدعائم أو بصورة غير منتظمة على هيكل بيت الصلاة الأصلي لينتهي بعدئذ في أعلاه بسطح.

ورغم هذه العيوب يعتبر جامع شائب العين في عداد المساجد المهمة في ليبيا، لأنه يكشف في الواقع عن أن نية من قاموا بتوسيعه كانت تتجاوز التصميم التقليدي للمسجد الليبي بإضافة مبنين جانبيين ذوي طابقين يفيض فيهما مد الفضاء الداخلي ليبت الصلاة.

وصف مسجد محمد باشا

يشمل الجامع في الجهة الشمالية صحناً ذا أروقة في شكل شبه منحرف تنفتح عليه مختلف المرافق وشرقاً المئذنة وصحناً آخر أصغر، وأخيراً تربة في الناحية الجنوبية، وهنا ىوجد روضة ضريح المؤسس في وضع مماثل لروضة ضريح طرغت، بمعنى أنها متاخمة للجدار القبلي من الجانب الخارجي وقرب المحراب.

يسترعي جامع شائب العين انتباه الدارس حتى من حيث الزخرفة المتقنة التي تعتمد على استعمال أربعة عناصر أساسية متكررة كالأهلة والنجوم والحلي المستديرة البسيطة أو المقترنة بنخلات وشجيرات سرو محورة. حيث إن الأعمدة لبيت الصلاة تيجاناً شبيهة بالتاج الكورينثي مزدانة بشوكات محورة أو غير محورة، وأما تيجان أعمدة الصحن الرئيسي فجاءت من النوع الحفصي.


شارك المقالة: