يقع هذا القصر أو المنزل في شارع السيوفية، وقد أنشئ هذا القصر الأمير سيف الدين طاز بن عبد الله الناصري من مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حيث أُعتق ثم ترقى في الوظائف وارتفع نجمه حتى عين أمير مجلس، وتداخل في الصراع الدائر على العرش بين أولاد الناصر محمد وظل محتفظاً بماكنته، حيث اشتهر ذكره في أيام الملك الصالح إسماعيل.
عمارة قصر الأمير طاز في القاهرة
يعتبر هذا القصر من القصور المملوكية لا بل أهمها، حيث يتميز بضخامته ودقة صنعه، وقد كان الأمير سيف الدين طاز قد بدأ بإنشائه سنة 753 هجري، ومكان القصر قديماً كان يوجد مساكن تم هدمها بموافقة أصحابها، وتم بناء القصر في نفس موقع هذه المساكن، حيث أشرف الأمير عليه بنفسه حتى أصبح قصراً كبيراً كما بنى لنفسه اسطبلاً كبيراً.
ويذكر لنا كل من المقرمزي وابن إياس أن الأمير طاز احتفل في يوم السبت السابع عشر من جمادى الآخرة سنة 754 هجري بتدشين كمال هذه الدار بأنه أقام بها وليمة عظيمة حضرها السلطان الملك الصالح والأمراء قاطبة، وظلوا بها إلى بعد العصر حيث انصرفوا بعد إن أهداهم الأمير خيولاً ومماليك وكان يوماً مشهوداً.
خصائص قصر الأمير طاز في القاهرة
وبقي هذا القصر بعد رحيل الأمير طاز مسكناً للأمراء، وبعد ذلك تم إجراء عمليات تجديد وترميم على هذا القصر، كما تحدث علي باشا مبارك عن هذا القصر تحت عنوان مدرسة البنات، وقال “أن هذه الدار قبل جعلها مدرسة جارية في في وقف علي آغار دار السعادة، وكانت الناظرة عليها امرأة تدعى نفوسة وفي زمن العزيز محمد علي باشا أخذت هذه الدار وجعلت مخزناً للمهمات الحربية”
كما أن تخطيط المنزل عبارة عن فناء متوسط كبير الحجم تتوزع حول هذا الفناء عناصر المنزل الأخرى، حيث تعد القاعة الرئيسية والمقعد من اهم العناصر المعمارية للمنزل حيث احتلا الجزء الجنوبي من المنزل.
أما اليوم وبعد فترة زمنية طويلة مرة على هذا المنزل وبعد العديد من التعديات التي حصلت عليه، فقد زالت معظم أجزاء هذا المنزل وتبقى القليل من العناصر للمعمارية، حيث مازالت باقية الواجهة الجنوبية الشرقية التي تحتوي على مدخل فرعي للقصر وبعض الأجزاء الأخرى من المنزل.