مجمع معبد الكرنك (Karnak Temple Complex)
مجمع معبد الكرنك هو الأكبر في مصر، وواحد من أكبر المعابد في العالم، وهو عبارة عن تجمع هائل من المعابد والمصليات والأعمدة الكبيرة ومجموعة مباني أخرى، ويغطّي مساحة 247 فداناً، ويتضمن ثلاث مناطق مع بعض المباني خارج المجمعات، كما كانت الكرنك مركزاً دينياً لمصر ومقر العبادة الرئيسي لإله طيبة آمون، وقد أخذ اسمه من القرية المحيطة به، وهي قرية الكرنك.
يقع الكرنك في مدينة طيبة وعلى بعد 1.6 كم من وسط المدينة ومعبد الأقصر، على الضفة الشرقية لنهر النيل، حيث يعتبر من علامات الأقصر المتميزة، حيث حاول جميع الحكام الذين مروا عليه جعل معبده الأكثر روعة، وذلك ليتميز به عن الذين قبله، لذلك تحول الكرنك إلى مكان يجمع معابد بغاية الروعة، بحيث يظهر مراحل تتطور الفن المصري، والهندسة المعمارية الفرعونية المتيمزة.
عبد المصريون العديد من الآلهة في الكرنك، وكانت كل منطقة فيها معبد رئيسي،حيث تضم معبد الإله عمون رع العظيم، ومعابد الآلة بتاح ومنتو وخنسو وآتون، وكذلك معابد الآلهة موت وأبيت، وكانت هذه المعابد محاطة بسور من الطوب، ويوجد في هذا السور 8 بوابات.
لمحة تاريخية:
معبد آمون هو أكبر مبنى ديني في العالم، على الرغم من أن البعض يزعمون أن أنجكور وات (Angkor Wat) في كمبوديا أكبر، وتم تكريم في هذا المعبد ليس فقط آمون بل آلهة أخرى مثل أوزوريس ومونتو، تم بناءه تدريجاً عبر القرون، حيث كان كل حاكم يضيف جزءاً إليه، من بداية المملكة الوسطى وحتى نهاية المملكة الحديثة.
تم إزالة العديد الهياكل أو تجديدها أو توسيعها خلال تاريخ المعبد الطويل، حيث استمر المعبد بالنمو مع كل حاكم حتى أصبحت مساحته تغطي أكثر من 200 فدان.
كان معبد آمون في استخدام مستمر مع نمو دائم لأكثر من 2000 سنة، ويعتبر واحداً من أكثر المواقع المقدسة في مصر، أصبح كهنة آمون الذين أشرفوا على إدارة المعبد أكثر ثراءاً وقوة لدرجة أنهم كانوا قادرين على السيطرة على حكومة طيبة في نهاية الدولة الحديثة ، ويعتبر صعود قوة الكهنة وضعف موقف فرعون من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تدهور الدولة.
بحلول القرن الرابع الميلادي، كانت مصر جزءاً من الإمبراطورية الرومانية، حيث أمر الإمبراطور كونستانتوس الثاني بإغلاق المعابد الوثنية، وتم هجر معبد آمون.
كما استغل المسيحيون الأقباط مبنى الكنيسة، وقد ظهر الفن المسيحي من خلال النقوش الموجودة على الجدران، وبعد ذلك تم التخلي عن الموقع.
الهياكل الموجودة في الكرنك تعود إلى عصر المملكة الحديثة، أعاد الحكام المتعاقبين على مصر بناء معبد الكرنك، حيث كان البناء في الكرنك وسيلة لضمان الخلود للفرعون والآلهة.
زينت أعمدة وجدران المعابد بمجموعة متنوعة من المشاهد، تظهر بعض الطقوس أو المهرجانات الي أجريت في المعبد.
معبد آمون رع في مجمع الكرنك
يعتبر المعبد الرئيسي في مجمع الكرنك، في هذا المعبد هو المرسى، والمرسى عبارة عن رصيف مرتفع بواسطة أعمدة مربعة الشكل، للمركب المقدس الذي كان يصل بين المرسى والنيل، وتمثل واجهة المعبد الصرح الأول، والذي بناه نقطانبو الأول، وتم بناءه من الحجر الرملي، ويحتوي على برجين يتوسطهما مدخل إرتفاعه 25 متراً.
يحتوي هذا المعبد على فناء مفتوح، حيث كانت تقام فيه الاحتفالات والمهرجانات، وتقدر مساحته حوالي 8 آلاف متر مربع، وقد تزينت جانباه بالبواكي التي تحملها أعمدة دائرية، تيجان هذه الأعمدة على هيئة براعم البردي، وأمام هذه الأعمدة تماثيل كباش لرمسيس الثاني. تماثيل كباش: التماثيل التي يكون رأسها رأس كبش، وجسمها جسم أسد.
يحتوي معبد آمون على بهو كبير لاحتفالات، حيث كان فريد في عمارته، طوله 43 متراً وعرضه 15 متراً، يتوسطه صفين من الأعمدة الدائرية، كانت أعمدة هذه التيجان تشبه الناقوس.
كما احتوى المعبد على حديقة تسمّى حديقة آمون، وهي عبارة عن بهو مستطيل الشكل، يحمل سقفه أربعة أعمدة مضلعة، وقد سجل على جدرانها كل أنواع النباتات الزهور التي جلبها آتون.