الأهرامات هي أشهر المعالم الأثرية في مصر القديمة، وما زالت تبهر الناس في الوقت الحاضر، أصبحت هذه الآثار المتميزة مرادفة لمصر، على الرغم من أن الثقافات الأخرى مثل الصين والميان قد صنعت أهرامات أيضاً، لقد كُتِب تطوّر الشكل الهرمي وتمت مناقشته على مدار القرون، لكن لا شك فيما يتعلّق بمصر، فقد بدأ بنصب تذكاري لملك واحد صممه مهندس معماري لامع وهو هرم زوسر المدرج في سقارة.
هرم زوسر المدرج (Djosers step pyramid):
هرم زوسر المدرج في سقارة، يُعدّ أول هرم، كان في الأصل مصطبة كبيرة، تم بناءه في عهد الملك زوسر، في عهد الأسرة الثالثة في المملكة القديمة، حكم لمدة 30 سنة، وكان إمحوتب وزيراً له، الذي كان يقوم ببناء المعابد، والذي بنى هرم زوسر المدرج في سقارة، ويُعد هذا الهرم القبر الملكي التذكاري الأول وأقدم الأبنية الحجرية في مصر.
قبل عهد زوسر كانت مقابر المصاطب هي الشكل المعتاد للمقابر، وكانت عبارة عن هيكل مستطيل الشكل، مصنوع من الطوب الطيني المجفف، حيث كان يتم دفن المتوفي فيها، لكن قام وزير زوسر المهندس المعماري إمحوتب، ببناء قبر أكثر إثارة للإعجاب لملكه، من خلال تكديس المصطحات فوق بعضها البعض، يقل حجمها كلما ارتفعنا نحو الأعلى لتشكيل الشكل المعروف الآن باسم الهرم المدرج.
وقد أحدث إمحوتب وزير الملك زوسر تغييراً جذرياً في فن العمارة في ذلك الوقت، حيث بدأت المقابر تأخذ الشكل الهرمي، وبداية استخدام الحجارة كمادة أساسية للبناء بدلاً من الطوب الطيني.
أعمال بناء هرم زوسر المدرج:
لقد تم فحص هرم وزسر المدرج والتحقق فيه على مدار القرن الماضي، حيث تبين أن عملية البناء مرت بعدة مراحل مختلفة، يبدو أن إمحوتب قد بدأ أولاً في بناء مصطبة بسيطة، وكانت على ارتفاع 6 متر، لكن إمحوتب قرر أن يرتقع، وأظهرت التحقيقات أن الهرم بدأ كمصطبة مربعة الشكل بدلاً من الشكل المستطيل المعتاد، وسبب تغير إمحوتب عن الشكل المستطيل غير معروف، ولكن من المحتمل أن يكون إمحوتب قد وضع في الاعتبار هرماً مربعاً منذ البداية.
كانت المصاطب القديمة تُزيّن بنقوش دقيقة وجميلة، وكان إمحوتب يريد مواصلة هذا التقليد، حيث يتمتع هرم زوسر بنفس اللمسات الدقيقة والرمزية الرنانة، مثل المقابر الأكثر تواضعاً التي سبقته، والأفضل من ذلك، أن كل هذه الأشياء تم عملها بالحجر بدلاً من الطين المجفف. وبني هرم زوسر من الحجر الجيري الأبيض، غرفة الملك كانت من الغرانيت والرخام، ويتكون من الداخل من عدة ممرات ودهاليز.
عند الأنتهاء من ذلك، ارتفع هرم زوسر 62 متراً، وكان أطول هيكل في ذلك الوقت، شمل المجمع المحيط فيه المعبد والفناءات والأضرحة وأماكن عيش الكهنة على مسحة 40 فدان، ويحيط به سور بيلغ ارتفاعه 30 متراً.