تغير المناخ هي قضية معقدة نوعاً ما وآثار تغير المناخ على مختلف قطاعات المجتمع مترابطة، تظهر تأثيرات تغير المناخ في كل جانب من جوانب العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن تأثيرات تغير المناخ غير متساوية في جميع أنحاء البلاد والعالم.
آثار تغير المناخ
درجات حرارة أعلى
مع ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري ترتفع درجة حرارة سطح الأرض، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم العديد من أنواع الكوارث بما في ذلك العواصف وموجات الحرارة والفيضانات والجفاف، يخلق المناخ الأكثر دفئًا جوًا يمكنه جمع المزيد من المياه والاحتفاظ بها وإطلاق العنان لها، مما يؤدي إلى تغيير أنماط الطقس بطريقة تجعل المناطق الرطبة أكثر رطوبة والمناطق الجافة اكثر جفافاً.
العواصف والأعاصير
الأعاصير تخضع لعدد من التأثيرات المتعلقة بتغير المناخ: ارتفاع درجات حرارة سطح البحر وارتفاع مستوى سطح البحر والتغييرات في الغلاف الجوي وقد يؤدي الاحترار في خطوط العرض الوسطى إلى تغيير نمط العواصف الاستوائية.
أصبحت العواصف المدمرة أكثر حدة وتكرارًا في العديد من المناطق ومع ارتفاع درجات الحرارة يتبخر المزيد من الرطوبة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، مما يتسبب في المزيد من العواصف المدمرة، كما يتأثر تواتر ومدى العواصف الاستوائية بارتفاع درجة حرارة المحيط، حيث تتغذى الأعاصير على المياه الدافئة على سطح المحيط، وغالبًا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة.
زيادة الجفاف
الجفاف هو نقص في هطول الأمطار على مدى فترة زمنية طويلة (عادة موسم أو أكثر)، مما يؤدي إلى نقص في المياه، تشمل مؤشرات الجفاف هطول الأمطار ودرجة الحرارة وتدفق مجاري المياه ومستويات المياه الجوفية والخزانات ورطوبة التربة والثلوج.
يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توافر المياه، مما يجعلها أكثر ندرة في المزيد من المناطق، يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق المجهدة بالفعل بالمياه، ويؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف الزراعي الذي يؤثر على المحاصيل ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النظم البيئية.
ارتفاع درجة حرارة المحيطات
يمتص المحيط معظم حرارة الاحتباس الحراري، ارتفع معدل ارتفاع درجة حرارة المحيط بشدة خلال العقدين الماضيين عبر جميع أعماق المحيط، ومع ارتفاع درجة حرارة المحيط يزداد حجمه مع تمدد الماء مع ارتفاع درجة حرارته.
كما يتسبب ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجزرية، بالإضافة إلى ذلك يمتص المحيط ثاني أكسيد الكربون ويبقيه من الغلاف الجوي لكن زيادة ثاني أكسيد الكربون تجعل المحيط أكثر حمضية، مما يعرض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للخطر.
تتعرض النظم البيئية البحرية للأرض لضغوط نتيجة لتغير المناخ، حيث أصبحت المحيطات أكثر حمضية ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى امتصاصها لبعض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الزائدة، مع تسارع هذا التحمض فإنه يشكل تهديدًا خطيرًا للحياة تحت الماء خاصة المخلوقات ذات الأصداف أو الهياكل العظمية من كربونات الكالسيوم بما في ذلك الرخويات وسرطان البحر والشعاب المرجانية.
كما يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على مصايد القواقع، فمثلا يمكن أن تخسر صناعة المحار الأمريكية أكثر من 400 مليون دولار سنويًا بحلول عام 2100 بسبب تأثيرات تحمض المحيطات.
فقدان الأنواع
يشكل تغير المناخ مخاطر على بقاء الأنواع على الأرض، وفي المحيط تزداد هذه المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة وتتفاقم بسبب تغير المناخ، حيث يفقد العالم الأنواع بمعدل 1000 مرة أكبر من أي وقت آخر في التاريخ البشري المسجل وفق دراسات سجلت مليون نوع معرض لخطر الانقراض خلال العقود القليلة القادمة.
كما وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي والآفات والأمراض الغازية من بين العديد من التهديدات المتعلقة بتغير المناخ، حينها ستكون بعض الأنواع قادر على الانتقال والبقاء على قيد الحياة لكن البعض الآخر لن يتمكن من ذلك.
الغذاء
تعتمد الإمدادات الغذائية على الظروف المناخية والطقس على الرغم من أن المزارعين والباحثين قد يكونون قادرين على تكييف بعض التقنيات الزراعية أو تطوير تقنيات جديدة لكن سيكون من الصعب إدارة بعض التغييرات، تشكل درجات الحرارة المتزايدة والجفاف والإجهاد المائي والأمراض والظروف الجوية القاسية تحديات للمزارعين ومربي الماشية الذين يزودون العالم بالغذاء.
يمكن أن يعاني عمال المزارع البشرية من مشاكل صحية مرتبطة بالحرارة مثل الإرهاق وضربة الشمس والنوبات القلبية، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الحراري إلى الإضرار بالماشية.
التغيرات في المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة هي من بين الأسباب الكامنة وراء ارتفاع عالمي في الجوع وسوء التغذية، قد يتم تدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية أو تصبح أقل إنتاجية لكن مع ازدياد حمضية المحيطات أصبحت الموارد البحرية التي تغذي مليارات البشر معرضة للخطر.
أدت التغيرات في الجليد والغطاء الجليدي في العديد من مناطق القطب الشمالي إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من الرعي والصيد وصيد الأسماك، يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى تقليل المياه والأراضي العشبية للرعي، مما يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل ويؤثر على الثروة الحيوانية.
المخاطر الصحية
تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية، حيث تضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة من خلال تلوث الهواء والأمراض والظواهر الجوية المتطرفة والنزوح القسري والضغوط على الصحة العقلية وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها النمو أو العثور على غذاء كافٍ.
في كل عام تودي العوامل البيئية بحياة حوالي 13 مليون شخص، كما تؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر.
يؤثر تغير المناخ بالفعل على صحة الإنسان، حيث يمكن للتغيرات في أنماط الطقس والمناخ أن تعرض الأرواح للخطر، حيث تعتبر الحرارة من أكثر الظواهر الجوية فتكًا، مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات تزداد قوة الأعاصير وتصبح أكثر رطوبة، مما قد يتسبب في وفيات مباشرة وغير مباشرة.
تؤدي الظروف الجافة إلى مزيد من حرائق الغابات والتي تجلب العديد من المخاطر الصحية، كما انه يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل حدوث الفيضانات إلى انتشار الأمراض التي تنقلها المياه والإصابات والمخاطر الكيميائية مع توسع النطاقات الجغرافية للبعوض والقراد يمكن أن تنقل الأمراض إلى مواقع جديدة.
الفئات الأكثر ضعفاً بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية سابقة والعاملين في الهواء الطلق وذوي الدخل المنخفض هم المعرضون لخطر أكبر؛ بسبب العوامل المركبة من تغير المناخ، لكن يمكن لمجموعات الصحة العامة العمل مع المجتمعات المحلية لمساعدة الناس على فهم وبناء القدرة على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ على الصحة.
الفقر والنزوح
يزيد تغير المناخ من العوامل التي تضع الناس في حالة فقر، قد تجرف الفيضانات الأحياء الفقيرة في المدن وتدمر المنازل وسبل العيش، حيث أن الحرارة تجعل من الصعب العمل في الوظائف الخارجية، كما انه قد يؤثر ندرة المياه على المحاصيل.
وفي نهاية ذلك تتضمن أثار تغير المناخ تأثيرات على الكائنات الحية جميعها كالنباتات والحيوانات لكن الخطر والتهديد الرئيس على الإنسان وصحته وتكيفه وسلوكه.