“Archeology” ويعتبر علم الآثار مهماً ببساطة لأن الكثير من الناس يحبون أن يعرفوا ويفهموا ويفكروا، حيث تلبي دراسة علم الآثار حاجة الإنسان الأساسية لمعرفة من أين أتينا وفهم طبيعتنا البشرية، والتأمل الذاتي الثقافي الذي من شأنه أن يوفر أساساً أفضل لمستقبلنا الجماعي.
مفهوم علم الآثار
يعرًف علم الآثار على أنه دراسة الماضي القديم والحديث للبشرية من خلال الأشياء التي صنعها البشر واستعملوها وغيروها والتي تعتبر مواضيع دراسة علم الآثار، حيث أنهم يدرسون بقايا المواد مثل كوخ مسكن بسيط وأدواتٍ حجرية وهياكلٍ عظمية بها مجوهراتٍ ذهبية، أو أهرامات ملكية تقف في الصحراء، بالإضافة إلى عظام الأشخاص الأوائل وأدواتهم المصنعة وأسس المستوطنات.
بحيث يبحث علماء الآثار عن هذه البقايا ويحللونها من أجل فهم شيٍ ما عن ثقافة الأشخاص الذين تركوها، حيث يمارس علماء الآثار في جميع أنحاء العالم علم الآثار من خلال العمل مع أشخاص من مختلف التخصصات لمعرفة الهوية الفعلية وجذور البشرية؛ كالمؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا، وأثناء إجراء هذه الدراسة أو البحث، يتواصل علماء الآثار مع الأدلة التي تلقي الضوء على المستقبل القادم.
أنواع علم الآثار
هنالك عدة أنواع من علم الآثار ومنها ما يلي:
- علم آثار ما قبل التاريخ والذي يدرس الأشياء القديمة قبل إدخال اللغة المكتوبة.
- علم الآثار التاريخي الذي يدرس الأشياء بعد إدخال اللغة المكتوبة، حيث تم تقديم اللغة المكتوبة منذ حوالي 500 عام.
- علم الآثار التوراتي الذي يدرس القطع الأثرية المتعلقة بالكتاب المقدس.
- علم آثار الحيوان الذي يدرس بقايا الحيوانات من مواقعٍ أثرية مختلفة.
- علم الآثار الحيوية الذي يدرس بقايا الهياكل العظمية من مواقعٍ أثرية مختلفة.
- علم أمراض الحفريات الذيؤ يدرس الأمراض القديمة، خاصةً علامات الأمراض والصدمات التي تظهر على العظام وما إلى ذلك.
- علم الآثار العرقية الذي يدرس الثقافات الحية لفهم نمط الحياة السابق للناس.
- علم الآثار تحت الماء والذي يركز على البقايا المادية للأنشطة البشرية تحت مياه الأراضي الرطبة والبحيرات والأنهار والمحيطات.
أهمية علم الآثار
تكمن أهمية علم الآثار في فهم كيف ولماذا تغير السلوك البشري بمرور الوقت، حيث يبحث علماء الآثار عن أنماطٍ في تطور الأحداث الثقافية المهمة، بحثاً عن أدلة على سبب حدوث هذه الأحداث، فهم يبحثون عن طرق للتنبؤ بشكلٍ أفضل عن كيفية تغيير الثقافات وكيفية التخطيط بشكلٍ أفضل لمستقبلنا، كما يوفر علم الآثار تاريخاً وتراثاً للعديد من الثقافات التي لن يعرف أي شيءٍ عنها لولا علم الآثار، حيث أن علم الآثار ببساطة مهماً؛ لأن الكثير من الناس يحبون أن يعرفوا ويفهموا ويفكروا، بحيث تلبي دراسة علم الآثار حاجة الإنسان الأساسية لمعرفة من أين أتينا وفهم طبيعتنا البشرية.
علم الآثار ليس مجرد دراسة بعض أكوام الخشب المملة أو الكتل المعدنية أو الأحجار العشوائية الموجودة في الحقل، لكن علم الآثار يدور حول أكثر من ذلك بكثير، فهو يساعدنا على فهم أنفسنا كنوع، من خلال ما فعلناه في الماضي والحاضر، وبالاقتران مع الأنثروبولوجيا، يمكن للمرء أن يفهم كيف تعيش الشعوب القبلية الحالية، ومقارنة ذلك بأسلافنا، فنحن قادرون على فهم كيفية عمل العلاقات بين مختلف الأشخاص والجماعات والحيوانات وعملنا عبر التاريخ، حيث تدور الحضارة حول العلاقات بين مختلف الأشخاص، ومن خلال السجل الأثري للقرى والبلدات والمدن القديمة، يمكننا أن نرى كيف تطور كل هذا.
وبذلك يعتبر علم الآثار أكثر من مجرد التنقيب عن أشياءٍ قديمة رائعة، بل يتيح لنا الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالماضي البشري؛ على سبيل المثال يمنحنا علم الآثار في مزارع العبيد في جنوب شرق أمريكا نظرةً ثاقبة لحياة مجموعة من الأشخاص الذين نادراً ما يتم ذكرهم في السجلات المكتوبة، كما تتمثل إحدى أكبر فوائد علم الآثار في الحفاظ على التراث الثقافي والسياحة التراثية، حيث يزور الناس المناطق ذات الأهمية الثقافية والأثرية والتي تعتبر صناعة بمليارات الدولارات على مستوى العالم، كما تم تبني العديد من الأساليب العلمية، من التصوير إلى التحليل الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي، بشكلٍ حماسي وكبير من قبل علم الآثار؛ لأنها توفر في كثيرٍ من الأحيان أفضل الوسائل لفهم التاريخ والأصول الجغرافية وتصنيع واستخدام المصنوعات اليدوية التي ندرسها، بالإضافة إلى النسب والنظام الغذائي وتاريخ الحياة.
وتكمن أهمية القطع الأثرية في التاريخ من خلال التنقيب عليها والتعرف على الماضي، حيث لم يكن لدى العديد من الثقافات القديمة لغةً مكتوبة أو لم تسجل تاريخها بنشاط، لذلك توفر المصنوعات اليدوية أحياناً، القرائن الوحيدة حول كيفية عيش الناس.