الزحف العمراني

اقرأ في هذا المقال


مشكلة الزحف العمراني تُعَدّ من المشكلات المعاصرة التي يشهدها العالم كلَّه، خاصة الدول النامية التي تتميز بزيادة أعداد سكّانها بشكل سريع. وغالباً ما يكون هذا الزحف على الأراضي الزراعية بشكل أكبر، التي تُعَدّ مصدر غذاء الإنسان ونشاطه الاقتصادي الأول.
ونتيجة لزيادة أعداد السكان في المدينة كانت الحاجة ملحة جداً للبحث عن أراضي جديدة للبناء عليها؛ لتوفير المساكن لسكّانها، فقد كان هذا التوسع باتجاه المناطق المحيطة والاراضي الزراعية المجاورة للمدينة. والزحف العمراني يُعرف بأنه زيادة مساحة المدن وضواحيها، على حساب الأراضي الزراعية والمناطق المحيطة به.

أسباب الزحف العمراني:

إن معظم دول العالم تُعاني من مشكلة الزحف العمراني خاصة الدول النامية، ذلك للأسباب التالية:

1- النمو السكاني: نتيجة النمو السكاني السريع أصبحت حاجات الإنسان تتزايد من بناء السكن، البنية التحتية والأنشطة الإقتصادية؛ ممّا ترتب عليه زيادة مساحة المدن وامتدادها بشكل أفقي على حساب الأراضي الزراعية، كما ساهمت ظاهرة التحضر بسبب تركّز السّكَّان في المدن بشكل كبير أدّى إلى اتساعها، حيث كانت نسبة سكان المدن في أوائل القرن العشرين أقل من (5) بالمئة من سكان العالم، حيث استمرت هذه النسبة في الزيادة حتى وصلت نحو (65) بالمئة عام 2014.
2- الزيادة الطبيعية والهجرة: حيث ساهم التقدّم العلمي والحضاري الذي شهده العالم كلَّه في القرن الماضي، بارتفاع معدل المواليد، تناقص معدل الوفيات، التقدم في الرعاية الصحية والقضاء على الأمراض، كما أدَّى التطوّر بالانشطة الاقتصادية؛ كالتجارة والصناعة إلى استقطاب الأيدي العاملة، التي قامت بالهجرة من الريف الى المدينة للبحث عن حياة أفضل.
3- التوسع في شبكات الطرق والنقل والمواصلات: لقد لعبت شبكات الطرق والنقل والمواصلات دوراً هاماً في الزحف العمراني على الأراضي الزراعية؛ عن طريق شقّ الطرق، إقامة المصانع والمنشاَت. وساهمت أيضاً وسائل النقل المطورة؛ كشبكة السكك الحديدية، القطارات، السيارات، واستخدام الطرق المعبدة وغير المعبدة من أجل استقطاب الأيادي العاملة من الريف الى المدن؛ ممّا أدّى إلى زيادة ملحوظة في سكّان المدن وتوسّعها على حساب الأراضي المحيطة في المدينة.
4- التخطيط غير السليم: أدّى التخطيط غير السليم إلى التوسّع العمراني على حساب الأراضي الزراعية، انخفاض الإنتاج الزراعي وهجرة الأيدي العاملة من الريف إلى المدينة؛ من أجل توفير فرصة عمل ووجود الخدمات والأنشطة الاقتصادية الأخرى.
5-الجانب الاقتصادي والسلوكي: إن رغبة فئة من السكّان في العيش في الضواحي خارجَ المدينة؛ طلباً للهدوء والابتعاد عن الضوضاء والتلوّث، يجعلهم يأخذون مساحة معينة من الأراضي الزراعية؛ ليقوموا بتحويلها إلى أراض سكنية وترفيهية فقط دون الاستفادة منها في الزراعة، بالإضافة إلى الجانب المادي الذي يدفع أصحاب الأراضي الزراعية ببيع أراضيهم القريبة من المدن لأسباب تجارية؛ بسبب ارتفاع اسعارها.

اَثار الزحف العمراني:

لقد أصبحت هذه الظاهرة تُشكّل تحدياً كبيراً لمعظم دول العالم، خاصة الدول النامية نتيجة الاَثار البيئية التي تقوم بتركها على مختلف الأنظمة البيئية المختلفة، حيث تلخصت اَثار الزحف العمراني فيما يلي:

1- التصحّر: بسبب تراجع مساحة الأراضي الزراعية و زيادة مساحة المباني؛ ممّا يُمهّد الطريق بدرجة أو بأخرى لحدوث التصحّر.
2- القضاء على الغطاء النباتي: ذلك بسبب قطع النباتات، الأشجار، تعبيد الطرق وإنشاء الطرق العامة؛ مما سيساهم مع مرور الوقت في تشكيل السيول والفيضانات.
3- تعرّض التربية للإنجراف والتعرية: بسبب بناء المنشاَت، فتح الطرق، استخراج المعادن ومدّ الأنابيب.
4- انخفاض نصيب الفرد: إن انخفاض نصيب الفرد من الأراضي الزراعية المنتجة على مستوى العالم، يؤدي إلى مشكلات عديدة؛ كتناقص الإنتاج الزراعي وضعف الأمن الغذائي بمناطق الدولة؛ ممّا أدى الى استيراد المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية.
5- التلوث والإخلال بالنظام البيئي: بسبب البناء العشوائي للمساكن، قطع الأشجار، إزالة الغطاء النباتي، يؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري.

الحلول المقترحة للحد من مشكلات الزحف العمراني:

أصبحت هذه الظاهرة تُشكّل تحدياً كبيراً لمعظم دول العالم، خاصة الدول النامية بسبب ارتفاع معدل الزيادة السكانية فيها، فقد كان ملزماً عليها بأن تبادر إلى التخطيط العلمي السليم؛ من أجل التخفيف من الاَثار السلبية على البيئة والأنظمة الحيوية المحيطة بالتجمعات السكانية. ومثال على ذلك مدينتي عمان وإربد؛ ممّا أدى إلى الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية الواقعة في الجزء الغربي، كذلك الأجزاء الغربية والجنوبية من مساحة الأراضي الزراعية في الأردن مساحتها 3 بالمئة؛ نتيجه التوتر في عمليات البناء في الريف والمدن.

طرق لحل مشكلة الزحف العمراني:


1- عدم منح رخص للبناء في الأراضي الزراعية.
ّ
2- توجيه التوسع الحضري في المستقبل الى مناطق غير الصالحة للزراعة.
3- بناء المساكن بشكل عمودي.
4- وضع سياسات تتعلق بإدارة الأراضي واستخدامها.


شارك المقالة: