بلاد ما بين النهرين

اقرأ في هذا المقال


ما هي بلاد ما بين النهرين؟

بنى البابليون الأبراج وذلك من أجل أن يتعرفوا على الأجرام السماوية ورصد حركاتها وتمكنوا من تسجيل ظاهرتى الخسوف والكسوف وأطلقوا على الفترات التى تفصل بين كسوف وآخر تعبير ساروس (Saros)، كما وضع البابليون تقويماً قمرياً وجعلوا طول الشهر القمري 29 يوماً وثلاثين يوماً بشكل متتابع، وعلى هذا صار طول العام 354 يوماً، ولكي يتم التوافق بين السنة القمرية والسنة الشمسية كان البابليون يضيفون شهراً آخر للسنة عند الضرورة لتصبح 13 شهراً.
حيث أن البابليون كانوا من أقدم الشعوب التي أبدعت في رسم الخرائط، حيث أن الأمر الذي ساعدهم على هذا هو توافر المادة الخام التي كانوا يقومون بصنع خرائطهم منه والتي تتمثل في الطين الذي يرسبه نهرا دجلة والفرات، بالإضافة إلى ذلك فإن تفوقهم في علم الفلك والرياضيات قد يسر لهم الدوائر والأشكال الهندسية وغيرها من الأشياء والحسابات اللازمة من أجل إعدد الخرائط.
ويذكر المؤرخ أحمد سوسه أن أقدم خريطة كانت معروفة للعالم حتى عصرنا هذا هي لوح من الطين المحروق توضح منطقة الفتوح التى أنجزها سرجون السامي ملك اكاد حوالى 2300 ما قبل الميلاد، وهي عبارة عن سهل مستدير يضم بلاد بابل وآشور وتقع الجبال في جهة الشمال والأهوار في جهة الجنوب، كما يحيط بالدائرة البحر وعلى أجزاء البحر جزر رسمت على شكل مثلثات دونت عليها المسافات، ورسمت بابل في وسط الدائرة على شكل مستطيل.
ولكن الأستاذ إرون ريز (Erwin Raisz) أكد على أن هناك خريطة ثانية أقدم من الخريطة التي ذكرها سوسة، وهذه الخريطة كذلك وجدت في جاسور على بعد مائتي ميل شمالي بابل تقريباً، وقد تم إجاد هذه الخريطة مع ما يقرب من مائتي لوح من الطين المحروق والتي كتب عليها بعدة لغات مثل السومرية والأكدية.
ويبدو أن الخريطة التى يشير إليها يرجع تاريخها إلى حوالي 2500 ما قبل الميلاد، وهناك خرائط أخرى عثر عليها المنقبون عن الآثار مثل خريطة مساحية ترجع إلى سلالة أور الثالثة في أواخر الألف الثالثة ما قبل الميلاد، حيث تمثل هذه الخريطة مساحة 800 دونم عراقي مقسمة إلى قطع بأشكال ذوات أضلاع.
سجل البابليون قوائم البيانات الجغرافية التي تم معرفتها عن الأقاليم المختلفة مثل قوائم الملك سرجون، حيث تعد بعض هذه البيانات إرشادات للسفر وبيانات توضح الطريق، ويبدو أنها كانت خاصة بالأعمال الإدارية، وربما كان اتساع الدولة والنجاح في ضم الأقاليم سبباً للاهتمام بالمعلومات الجغرافية لدى البابليين عن هذه الأقاليم لتيسير إدارتها.


شارك المقالة: