بماذا تشتهر أوزباكستان

اقرأ في هذا المقال


هل تعلم أنّ أرض أوزبكستان تبعد 3 ساعات فقط عن الهند و6 ساعات عن وسط أوروبا عبر رحلة مباشرة؟ كما أنّ أوزبكستان هي واحدة من دولتين غير ساحليتين في العالم، بمعنى أنّها ليست فقط غير ساحلية ولكنها محاطة أيضًا ببلدان غير ساحلية والأخرى هي ليختنشتاين، فقد منحه هذا الموقع الاستراتيجي العديد من المزايا، كما لعب دورًا رئيسيًا في طريق الحرير القديم، بالإضافة إلى أنّه يزورها حوالي 1000 بريطاني كل عام وذلك وفقًا لأرقام المكتب الوطني للإحصاء، مما يجعلها على قدم المساواة مع أمثال أرمينيا وملاوي (للمقارنة تستقطب إسبانيا حوالي تسعة ملايين منا سنويًا).

جوهرة طريق الحرير:

تقع أوزبكستان في قلب طريق الحرير القديم وهي بلد يضم أهم ثلاث مدن على طريق الحرير وهم: سمرقند وبخارى وخوارزم، فجوهرة التراث العالمي لليونسكو في أوزبكستان هي مدينة سمرقند التاريخية المذهلة هي بوتقة تنصهر فيها الثقافات من جميع أنحاء العالم، ومنذ الدهر سافر التجار (المسافرون الأصليون) من الصين إلى أوروبا عبر أوزبكستان وجلبوا معهم ثقافات وديانات وحرف وطعام جديدة.

الطعام:

تحتوي العديد من الأطباق الأوزبكية على جميع السمات المميزة لطعام الاتحاد السوفيتي، حيث الخضروات المسلوقة غير المحددة والشوربات غير الملهمة واللحوم الرمادية المطهية أكثر من اللازم، ومن أشهر الاطباق شوربة اللاجمان وهو حساء لحم الضأن اللذيذ مع المعكرونة المحلية السميكة بنكهة الثوم المعمر والكمون الأسود.

أمّا الخبز الأوزبكي (non) بالنسبة للسكان المحليين فإنّ (non) أكثر من مجرد طعام فهو مقدس، ويتم وضع (non) تحت رأس المولود كطريقة للتمني له حياة طويلة وصحية، ويتم وضعه بين أرجل طفل خطى للتو خطواته الأولى، كما تجبر الأمهات ابنهن على تناول الطعام على أمل أن يعودوا قريبًا بأمان من أي خدمة عسكرية.

حفلات الزفاف:

تنطلق حفلات الزفاف الأوزبكية في جولات كبيرة في مدن أوزبكستان القديمة، حيث يكونون مسلحين بأطقم التصوير والأقارب، وتكون مجموعات الزفاف دائمًا في روح الحفلة حيث حداثة رؤية العروس ترتدي ثوبًا أبيض كاملًا تحت مئذنة من القرن العاشر تكنيكولور لا تتلاشى أبدًا.

السياحة المظلمة:

يعتبر بحر آرال من أكبر الكوارث الطبيعية التي تسببت فيها البشرية، وما تبقى الآن هو صحراء ميتة انحسرت ومقبرة سفينة يمكن زيارتها، وهذا عامل جذب آخر للمسافرين ومكسب لشهرة أوزباكستان، خاصة لأولئك المهتمين بالسياحة المظلمة.

تيمور الفاتح:

الفاتح المتعطش للدماء هو بطلهم القومي، حيث إنّ بطل أوزبكستان الشهير هو بلا شك هو تيمور الفاتح من القرن الرابع عشر الذي تزوج من سلالة جنكيز خان وقتلت جيوشه ما يقدر بنحو 17 مليون شخص أثناء ثورتها عبر آسيا الوسطى.

مكان رائع للتسوق:

دعا تيمور وأحفاده خبراء الخزف والفنانين والمهندسين المعماريين من جميع أنحاء الإمبراطورية لتجميل مدن خيوة وسمرقند وبخارى، وزينت مساجدهم بأرقى الجداريات والفسيفساء بتقنيات ومواد مستوردة بشكل رئيسي من بلاد فارس.

وأوزباكستان هو مكان جنة المتسوقين، حيث يتوفر كل شيء من السيراميك إلى الفخار إلى الأواني الفخارية والفواكه الجافة إلى المنسوجات المطبوعة على الأيكات، والأيكات (Ikat) هو نمط وطني يرى كثيرًا في المنسوجات من مفارش المائدة إلى الأوشحة.

البازارات المحلية:

أشهر البازارت في أوزباكستان هو بازار كورسو (Chorsu Bazaar) في طشقند، حيث إنّه المكان الذي يتسوق فيه السكان المحليون للمنتجات الطازجة واللحوم (بدءًا من لحم الضأن إلى لحم الحصان وخبزهم اليومي).

أشهر ما تتميز به المدن الأوزباكستانية:

وليمة معمارية:

زيارة أوزبكستان هي وليمة للحواس من أعمال القرميد الرائعة التي تزين المدارس والمساجد إلى الأسواق والبازارات الصاخبة، كما إنّه سحري ومذهل للغاية، كما إنّ الإتقان المطلق والحرفية اللذان تم توظيفهما في بناء المآذن والمقابر والمدارس الدينية والمساجد وهو الأمر المحير جدًا.

سحر بخاري عند شروق الشمس وغروبها:

تعود شهرة مدينة البخاري بأنّها أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فهي مدينة يقال إنّ عمرها يزيد عن 2700 عام، أمّا الآن تشتهر بأنّها من أفضل الأماكن لمشاهدة بخاري في عزلة شروق الشمس.

السفر عبر الزمن:

في مدينة خيوة الذي كان المكان يعج بالقوافل التي تتنقل والتجار يبيعون التوابل، يعطي لمحة جيدة عن تجربة طريق الحرير، كما أنّ نغمات المكان البني الداكن تضيف هذا الشعور، فمدينة خيوة القديمة -المعروفة أيضًا باسم (Itchan Kala)- هي في الأساس متحف في الهواء الطلق.

ويحيط بالمجمع حصن يضم عشرات المدارس القديمة والمساجد والمآذن والمنازل ذات الألوان الطينية، وهو محمي من قبل اليونسكو لكنها ما زالت مأهولة بالعائلات والشركات الأوزبكية، فقد تأسست في القرن السادس وازدهرت كمدينة تجارية على طريق الحرير، حيث تمت إضافة المساجد والأضرحة والمدارس (المدارس الدينية) المزخرفة بشكل متزايد إلى متاهة الشوارع والتي تم ترميمها جميعًا بشكل فني.

كما إنّه مكان شهير لحفلات الزفاف الذين يزورون للحصول على فرص لالتقاط الصور تحت الفسيفساء الفيروزية النابضة بالحياة، وتصطف شوارعها بأكشاك بيع التذكارات التي تبيع كل شيء من أباريق الشاي المصنوعة يدويًا إلى القبعات الصوفية التقليدية.

الحقبة السوفيتية:

أوزبكستان جمهورية سوفيتية سابقة نالت استقلالها عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وبعد زلزال عام 1966 في طشقند تم تجديد المدينة على الطراز المعماري السوفيتي، ويعد الفندق الأيقوني أوزبكستان مثالاً صارخًا على ذلك، وتمت إعادة بناء المدينة بأكملها وترميمها، وفي الواقع يقال إنّ أعمال البناء بدأت في اليوم التالي للزلزال، ونتيجة لذلك سيجد المرء مزيجًا ساحرًا من المساجد التي تم ترميمها من القرن الثاني عشر والهندسة المعمارية الروسية الكلاسيكية جنبًا إلى جنب مع المباني الوحشية الممتلئة وتماثيل العمال ذوي العضلة ذات الرأسين المنتفخة.


شارك المقالة: