كيف تتحايل بعض النباتات على تحمل الجفاف؟
إننا نلاحظ عند الكلام على ما تحتاجه النباتات للماء، حيث أن بعض الأنواع النباتية يوجد لها صفات تساعدها على تحمل الجفاف في الأقاليم التي تكون الأمطار فيها قليلة أو الأقاليم التي تتميز بوجود فصل جاف طويل، ومن هذه النباتات ما ينفض أوراقه في فصل الجفاف ثم يعود للإخضرار مره أخرى في فصل المطر، ومن أمثلتها كثير من الأشجار التي تنمو في الأقاليم الموسمية، حيث أن سقوط الأمطار ينقطع في بعض أشهر فصل الشتاء.
ومن هذه النباتات أيضاً ما يمتاز بمقدرته على خزن الماء، إمَّا في أوراقه أو في جذوره من أجل الاستفاده به في فترات الجفاف، ومنها ما تكون أوراقه شوكية أو حجمها صغير جداً، أو تكون مغطاة بطبقة شمعية أو طبقة من الأهداب الدقيقة حتى لا تضيع عن طريقها مقادير كبيرة من الماء بواسطة النتح.
حيث أن هذه الأنواع النباتية هي التي تنمو في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية بصفة عامة، وكما أن هناك غير ذلك من النباتات التي يوجد لها جذور طويلة تستطيع أن تستفيد عن طريقها من رطوبة الطبقات العميقة من التربة أو من طبقة المياه الباطنية، ومن الأمثلة على ذلك أشجار الزيتون التي يتم زراعتها بكثرة في الجهات التي تكون قليلة الأمطار من حوض البحر المتوسط.
ويلاحظ فضلاً عن ذلك أن بعض النباتات يمكنها أن تستفيد ببخار الماء الذي في الجو أو بالندى الذي يتكون فوق أوراقها، كما أن معظم هذه النباتات تكون صغيرة الحجم ولا تعلو كثيراً عن سطح الأرض، وعلى العكس من ذلك تجد أن نباتات الأقاليم غزيرة الأمطار تتميز ببعض الصفات التي تساعدها على التخلص من الماء الزائد عن حاجتها وذلك عن طريق النتح.
ولهذا فإن هذه الأشجار تكون في الغالب كثيرة الأوراق، كما أن الأوراق نفسها تكون كبيرة الحجم وكثيرة المسام وفضلاً عن ذلك، فإن جذور معظم هذه النباتات تكون قصرة نسبياً، ممَّا قلل من مقدرتها على إمتصاص الماء كما يغلب أن تكون جذوع الأشجار طويلة لأن هذا من شأنه أن يساعد على تنظيم وصول الماء إلى الأوراق.