حديقة اللوكسمبورغ الأثرية في فرنسا

اقرأ في هذا المقال


“Jardin du Luxembourg” وتعتبر الحديقة الأكثر شهرةً وشعبيةً في باريس، حيث يستمتع الزوار بالمساحات الخضراء التي تتخللها العديد من التماثيل وأحواض الزهور، والمتنزهات التي تصطف على جانبيها الأشجار والملاعب وعروض الدمى.

حديقة اللوكسمبورغ

تقع حديقة اللوكسمبورغ في مدينة باريس في الدائرة السادسة في قصر لوكسمبورغ، والتي تم إنشاؤها في عام 1617، ويعود اسمها إلى دوق بيني لوكسمبورغ، المالك الأول للملك، حيث أرادت الملكة الإيطالية المولودة إنشاء مبنى لتذكيرها بقصر بيتي وكذلك إنشاء حدائق تستحضر تلك الموجودة في بوبولي في فلورنسا.

هذا وقد كلفت ماريا ببناء القصر (قصر لوكسمبورغ الحالي) من سالومون دي لا بروس، حيث تم افتتاح الصرح الجديد على حديقة مساحتها 8 هكتارات، حيث تمت زراعة أكثر من 2000 شجرة دردار ووضع أحواض زهور كبيرة، كما تم بناء قناة “Arcueil” حديثاً لتغذية النوافير بالمياه العذبة.

إلى جانب ذلك فقد تم تعديل الحديقة وتوسيعها عدة مرات، حيث قام المهندس المعماري “Le Notre” ببناء حوض مثمن كبير في وسط الحديقة الرسمية، حيث تنجرف القوارب الصغيرة، ولم يبقَ شيء تقريباً اليوم بصرف النظر عن البرتقال ونافورة ميديسي المستوحاة من فلورنسا.

تماثيل حدائق اللوكسمبورغ

أثناء التنزه في حدائق اللوكسمبورغ، سيندهش الزائر من كثرة التماثيل المنتشرة في الحديقة، ومن بين التماثيل الـ 106 الموجودة في الحديقة، يعود معظمها إلى عهد لويس فيليب (19 م) الذي رغب في إضافة الطابع الرومانسي للموقع.

1. تماثيل ملكات فرنسا

أطلق الملك لويس فيليب (1830-1848) المشروع في عام 1843، الذي جمع بعضاً من أعظم النحاتين في ذلك الوقت، وهي عبارةً عن سلسلة من 20 منحوتة من الرخام الأبيض موضوعةً على الشرفتين اليمنى واليسرى حول الحوض الكبير، إلى جانب ذلك فقد يبلغ ارتفاع كل تمثال ما بين 2.30 و 3.80 متراً، كما يقف على قاعدة حجرية تشير إلى الاسم والوظيفة وتواريخ ميلاد الشخص ووفاته.

ومن المثير للاهتمام أن السلسلة تضمنت في الأصل تمثالاً لجوان دارك بقلم فرانسوا رود، ونظراً لأنه كان يعتبر هشاً للغاية، بحيث لا يمكن أن يظل في الهواء الطلق، فقد نقلته السلطات إلى متحف اللوفر في عام 1872.

2. تمثال الحرية

وهو التمثال الأكثر غرابة في الحديقة، والذي تم وضعه هناك عام 1906 للميلاد، هو تمثال تمثال الحرية، كما أن النسخة المتماثلة هي تبرع نحاتها، فريديريك أوغست بارتولدي.

نافورة ميديشي

تعتبر هذه النافورة واحدةً من أجمل الأماكن في حدائق اللوكسمبورغ، وهي أشهر نافورة في الحديقة، حيث يعود تاريخها إلى ثلاثينيات القرن السادس عشر، عندما قامت “Maria de ‘Medici Florentine” بتكليف من المهندس “Thomas Francine” ببنائها، كما أطلق عليها في البداية اسم “مغارة لوكسمبورغ”، هذا وقد تتميز برواقٍ على الطراز الإيطالي أضاف إليه مهندسو الحديقة نافورة وحوض مطول.

ومع ذلك، فقد تم تغيير النافورة التي نراها الآن عدة مرات منذ القرن السابع عشر، وفي عام 1863، زينها أوغست أوتين بمجموعة من ثلاث شخصيات أسطورية.

التراث النباتي

ظهرت العديد من نباتات البرتقال وذهبت في حديقة لوكسمبورغ، لكن المزرعة الحالية تعود إلى عام 1839، كما تضم حوالي 180 نبتة في حاويات تنتمي غالبيتها إلى عائلة الحمضيات، والدفلى ونخيل التمر والرمان هي بعض النباتات الأخرى في “Orangerie”، كما تُعرض أقدم أشجار البرتقال المر، التي يتراوح عمرها بين 250 و 300 عام، وذلك في الحديقة كل عام على طول الواجهة الجنوبية من مايو إلى أكتوبر.

هذا وقد تضم حديقة لوكسمبورغ أيضاً بستاناً بدأ في القرن السابع عشر، وكما أنه يضم أكثر من 350 نوعاً من التفاح وحوالي 250 نوعاً من الكمثرى اليوم، وفي عام 1991 للميلاد تم الاعتراف رسمياً بحديقة الفاكهة باسم “البستان الموسيقي”، حيث يديرها مجلس الشيوخ منذ عام 1879، هذا وقد تضم الحديقة صوبات بها نباتات ونباتات زخرفية تحافظ على تراث منتصف القرن التاسع عشر، كما أن أحد البيوت الزجاجية مخصص خصيصاً لبساتين الفاكهة ويضم أكثر من 60 نوعاً.

وفي نهاية ذلك فقد تعد حديقة لوكسمبورغ واحدةً من أكثر مناطق الجذب سحراً في باريس لكل من السكان المحليين والسياح، حيث إنها تضم العديد من المرافق التي تجلب الفرح للأطفال والكبار على حدٍ سواء، كما يبيع الطلاب محصول العسل في مهرجان “Fete du Miel” السنوي، حيث تستحق خلايا النحل الزيارة لرؤية الصناديق الخشبية الجميلة، كما يمكن العثور عليها في الجزء الجنوبي الغربي من الحديقة الأقرب إلى شارع “Rue d’Assas”.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: