قصر بيت الدين الأثري في بيروت

اقرأ في هذا المقال


“Beiteddine Palace” ويعتبر إحدى أهم المعالم الأثرية البارزة في بيروت، والذي يجلس بشكلٍ مهيب على تلٍ محاطاً بالحدائق والبساتين، حيث يتميز القصر بهندسته المعمارية المتقنة والفسيفساء التاريخية والديكورات الرائعة التي لا تقدر بثمن.

تاريخ بناء قصر الدين

يعود تاريخ بناء قصر الدين إلى القرن التاسع عشر عام 1788م على يد الأمير بشير شهاب الثاني (حاكم المنطقة المعين من قبل العثمانيين)، واسمه يعني “بيت الإيمان”، اعترافا بالحبسة الدرزية الأقدم التي احتلت الموقع في الأصل، وفي عام 1812، ألزم الأمير بشير كل من رعاياه الذكور الأصحاء بتوفير عمل غير مدفوع الأجر لمدة يومين من أجل ضمان إمداد وفير من المياه في مقر حكومته الجديد في القصر.

وفي غضون عامين اكتمل المشروع، حيث ظل القصر مكان إقامة الأمير حتى نفيه القسري عام 1840م، حيث استولى العثمانيون على القصر واستخدموه كمبنى حكومي قبل أن يتم تحويله إلى موقع تاريخي محمي، وخلال الانتداب الفرنسي، تم استخدام القصر للإدارة المحلية، وبعد عام 1930 تم إعلانه معلماً تاريخياً، وفي عام 1943 أعلن أول رئيس للبنان بعد الاستقلال أنها مقر إقامته الصيفي.

ويتميز القصر بتصميماتٍ داخلية فاخرة وإطلالاتٍ على التلال المحيطة، ومجموعةٍ أثرية مهمة، وعلى الرغم من تصميمه من قبل المهندسين المعماريين الإيطاليين، إلا أن القصر يضم العديد من الأشكال التقليدية للتصميم العربي، حيث يعتبر نموذجاً للأناقة.

فيما بعد تعرض القصر لأضرارٍ جسيمة خلال الاجتياح الإسرائيلي، حيث تشير التقديرات إلى أنه تم فقد ما يصل إلى 90٪ من المحتويات الأصلية خلال هذا الوقت، وعندما انتهى القتال في عام 1984، أعلنت الميليشيا الدرزية السيطرة على الموقع، وأمر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بترميمه، وفي عام 1999 أعادها الدروز إلى الحكومة.

السياحة في قصر بيت الدين

يجب على زوار بيت الدين أن يكونوا شاكرين لسلسلة العثمانيين في العثمانية، والنتيجة هي واحدة من أفضل الأمثلة المتبقية للعمارة اللبنانية في القرن التاسع عشر، حيث يعتبر قصر بيت الدين واحداً من أشهر المعالم الأثرية في لبنان، والذي لم يستطع حتى الغزو الإسرائيلي تدميره.

وتشمل أبعاد القصر الكبيرة ثلاث ساحات فناء رئيسية، وإسطبلاتٍ ضخمة مقببة ومتاحف صغيرة وشقق للضيوف ونوافير مياه وبوابات رخامية ومطعم، بالإضافة إلى حماماتِ ذات قبة فاخرة، كما يحتوي على مجموعةٍ من الفسيفساء البيزنطية الجميلة، حيث تم التنقيب عن الكثير من مدينة بورفيريون القديمة وتم الاحتفاظ بها لحفظها في بيت الدين طوال فترة الحرب، ويُعتقد أنها واحدة من أكثر مجموعات الفسيفساء إثارةً في شرق البحر الأبيض المتوسط​​، إن لم يكن في العالم.

وعند الاقتراب من القصر، توجد منطقةً كبيرة لوقوف السيارات توفر بعضاً من أفضل الإطلالات على المباني والأراضي، ويؤدي المدخل الرئيسي إلى ساحة الميدان، التي تبلغ مساحتها 107 × 45 متراً، حيث كان الفرسان والحاشية والزائرون يجتمعون في التجمعات المختلفة.

كما يحتوي القصر على غرفٍ مزينة بفنانين من لبنان ودمشق وإيطاليا، حيث تعتبر نموذجاً للعمارة الشرقية، بالإضافة إلى متحف للأسلحة الإقطاعية والأزياء والمجوهرات، ومتحف أثري للفسيفساء البيزنطية، بالإضافة إلى غرفةٍ كبيرة عند مدخل القصر تحتوي على نموذجاً كاملاً لقصر بيت الدين، والذي يساعد الزائر على تصور حجم وتكوين المباني.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: