ما هو أثر ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض؟
عندما نتكلم عن توزيع الحرارة بشكل خاص على سطح الكرة الأرضية أو على أحد القارات فإن المعتاد هو إغفال أثر التضاريس، لهذا فإن خطوط الحرارة التي تكون متساوية والتي تُرسم على مستوى العالم ومستوى القارات لا تمثل في العادة التوزيع الصحيح للحرارة على سطح اليابس، لكن عندما يكون الأمر متعلقاً بالكلام عن توزيع الحرارة في أي منطقة من المناطق وخصوصاً إذا كانت منطقة صغيرة فيجب أن يؤخذ عامل التضاريس بعين الاعتبار حتى يكون التوزيع مطابق للحقيقة بقدر الإمكان.
حيث أن هذا التوزيع هو الذي يؤثر فعلاً في توزيع كل ما في هذه المنطقة من مظاهر بشرية وغير بشرية، كما يمكن توضيح توزيع الحرارة في هذه الحالة عن طريق خطوط الحرارة المتساوية التي ترسم على أساس المعدلات الواقعية وليس على أساس المعدلات بعد تعديلها من أجل أن تحدث الحالة عند سطح البحر، فهو ما يتبع في رسم خطوط الحرارة المتساوية على مستوى القارات أو العالم.
وبما أن درجة الحرارة تتناقص بالارتفاع، لذلك فإن خرائط خطوط الحرارة المتساوية الفعلية تتشابه بشكلٍ كبير مع خرائط الخطوط الكنتورية، كما أن المعدلات الحرارية تتناقص أفقياً من خلال الدوائر العرضية من خط الاستواء باتجاه القطبين، فإنها تتناقص بشكلٍ رأسي على الجبال من خلال الخطوط الكنتورية حتى تنخفض إلى درجة التجمد على القمم العالية في العروض المختلفة بما في ذلك العروض المدارية.
كما أن هذه القمم تتغطى بالجليد، ممَّا يسمح ارتفاعها بذلك، حيث يظهر عليها مناخ شبيه بمناخ المناطق القطبية، كما أن تناقص درجة الحرارة بالارتفاع بمعدل يطلق عليه اسم (التناقص الرأسي المعتاد لدرجة الحرارة)، حيث أن مقداره درجة مئوية واحدة لكل 150م، إلّا أن هذا المعدل يتأثر بعوامل مختلفة من أهمها رطوبة الهواء وكمية السحب.
إلى جانب ذلك فإن معدل التناقص في الجو الرطب يكون أبطأ من الجو الجاف؛ وذلك لأن بخار الماء يقوم بامتصاص الحرارة ويساعد على بقائها في الطبقات السفلى من الجو، كما أن السحب تساعد على خفض معدل التناقص الحراري الرأسي؛ وذلك لأنها تكون بمثابة غطاء يعمل على تقليل سرعة انتقال الحرارة من طبقة الجو التي تحتها إلى الطبقات التي فوقها.