تأثير الطبوغرافيا في عمليات التجوية:
تعرف الطُبوغرافيا بأنها تمثيل واضح لسطح الأرض بعناصره البشرية والطبيعية، كما أنها تعتبر علم يصف الواقع والهيئات الاصطناعية أو الطبيعية، بعمل لها مقياس رسم خاص تتضمن رموز مُصغَّرة ومتفق عليها سواء دولياً أو عالمياً على ما تُسمَّى خريطة، التي تعتبر رسم هندسي مُصغَّر يوضّح معالم وظواهر الأرض، كما أن طُبغرافية سطح الأرض تؤثر في حدوث عمليات التجوية كافة، سواء أسبابها أوعواملها من خلال ما يلي:
- التباين الحراري واختلاف كمية التساقط بسبب عمليات الانخفاض والارتفاع عن سطح البحر، كذلك اختلاف اتجاه التضاريس ومواجهة أشعة الشمس لها. فالمعروف أن الارتفاع عن مستوى سطح البحر يتبعه انخفاض في درجة الحرارة؛ ممّا يحدث تبايناً مكانياً في درجة الحرارة، فالمناطق المرتفعة تكون درجة حرارتها أقل من درجة حرارة المناطق المنخفضة، حيث أن ذلك يُمهّد لحدوث التجوية خاصة الميكانيكية التي ترتبط بالتغيرات الحرارية.
كذلك فإن تزايد كمية التساقط مع الارتفاع أو في السفوح المواجه للرياح، توفر الرطوبة اللازمة والمطلوبة للتجوية، ذلك على العكس من المناطق المنخفضة أو السفوح الجبلية، التي تقع في ظل المطر ولا تسقط عندها كميات كافية من الأمطار؛ ممّا يؤدي ذلك إلى ضعف التجوية الكيماوية ونشاط التجوية الميكانيكية. - يؤدي التباين في درجة انحدار السطح إلى تنوع وتفاوت معدلات عمليات التجوية. كما يرتبط النشاط الكيماوي للماء بمعدلات تسرّبه عبر الفراغات الصخرية. وتزداد هذه المعدلات مع تزايد درجة انحدار السطح إلى حد حرج يقلّ بعده معدل التسرّب؛ بسبب زيادة سرعان الجريان.
كما أن هذا النشاط يتوقف عند السقوف المستوية لركود الماء وتشبعه بالمواد المعدنية الذائبة وعدم تجدده. أمّا فيما يتعلق بالتجوية الميكانيكية، فإن معدلاتها تتزايد مع تناقص درجة انحدار السطح؛ بحيث تصبح في أقصاها في الأراضي المستوية؛ بسبب تعامد أشعة الشمس مع السطح وما ينتج عن ذلك من شدة ارتفاع في درجة الحرارة نهاراً وانخفاضها ليلاً؛ بحيث تشهد مدى حراري يومي مرتفع يساعد في تصعيد التجوية الميكانيكية بفعل تعاقب التسخين والتبريد.
أمّا السُفوح المُنحدرة، فإنها تستقبل أشعة الشمس بصورة مائلة؛ ممّا يقلل من كمية الأشعة المكتسبة نهاراً والمفقودة ليلاً ويحدد المدى الحراري اليومي، حيث يضعف بالتالي من فاعلية التجوية عن طريق التسخين والتبريد.