ما هي رسوبيات سهل الفيضان؟

اقرأ في هذا المقال


رسوبيات سهل الفيضان:

كما تدل التسمية فإن السهل الفيضي هو جزء من الوادي الذي غمرته المياه أثناء الفيضانات. وعموماً فإن معظم المجاري المائية لها سهول فيضانية يصل عرض بعضها إلى عدة كيلو مترات، فيما لا يتعدى البعض الآخر البضع أمتار. وإذا تفحّصنا الرُكام الذي يغطي السهول الفيضانية، لوجدنا أن بعضه يتكون من الرمال الخشنة والحصى الصغيرة، التي ترسبه أصلاً كرسوبيات السنة بواسطة مجاري مائية متعرجة مغيرة في مساراتها جانبياً.
ويتكوَّن البعض الآخر من أغطية السهول الفيضانية من الرمال الدقيقة والجرين والطمي، التي تنتشر فوق هذه السهول كلما غادرت المياه قناة المجرى أثناء الفيضانات. وتبني الأنهار ذات الأحواض العريضة والمنبسطة ما يعرف بالأرصفة الطبيعية على موازاة القناة. ويتم بناء الأرصفة الطبيعية بتوالي الفيضانات على مدى عدة سنين وعند فيضان الماء فوق حواف مجراه يتحرك الماء على السطح في صفيحة عريضة؛ ممَّا ينقص من سرعته واضطرابه ويتم هنا ترسب الأحجام الكبيرة على حواف القناة.
أمّا باقي الرسوبيات القليلة في كميتها والدقيقة في حجم مكوناتها فيتم تراكمها فوق سطح الوادي. وينتج عن هذا التوزيع غير المتساوي للرسوبيات تكوين ممال طفيف للأرصفة الطبيعية. وعلى سبيل المثال ترتفع أرصفة نهر الميسيسبي الطبيعية بمقدار 6 أمتار على مستوى الحوض. ولانحدار الأرصفة الطبيعية إلى الخارج فإن الماء الفائض لا يجد طريقة إلى النهر ثانية بل يكون ما يُسمَّى بالمستنقع الخلفي.
وقد يضطر أحد الروافد إلى محاذاة الرصيف الطبيعي في مسار موازي لمسار النهر قبل الالتحام به، وهذا ما يُسمَّى برافد اليازو؛ وذلك كناية إلى نهر اليازو الذي يجري بمحاذاة نهر الميسيسبي بمسافة 300 كيلومتر. وقد يتم بناء أرصفة صناعية محاولة للتحكم في الفيضانات وهذه هالة التميز من الأرصفة الطبيعية لشدة انحدارها. وعندما تحجز الأرصفة المياه داخل المجرى، فإن المياه تقوم بترسيب حمولتها داخل القناة التي كانت ستترسب على سهل الفيضان عند تناقص كمية تدفقه وبهذا يتم بناء القناة إلى أعلى؛ ممَّا يلزم كمية أقل من الماء لتفيض فوق الأرصفة الأصلية. وبهذا يلزم رفع مستوى الأرصفة ثانية لتفادي الفيضانات. ومثال ذلك أرصفة نهر الميسيسبي التي تم رفعها مرات عدة ، ولهذا فإن بناء الأرضفة الصناعية لا يعتبر حلاً نهائياً لمشكلة الفيضانات.


شارك المقالة: