عملية النتح:
إن عملية النتح تعتبر من أهم العمليات التي تنطلق عن طريق كميات عظيمة جداً من بخار الماء في الجو، إذ أن المياه تخرج على طول من مسام أوراق جميع النباتات تقريباً ثم تتحول إلى بخار، كما يطلق على عملية خروج الماء من مسام أوراق النباتات في هذا الشكل باسم (النتح)، فمن الممكن أن نتصور كُبر كمية بخار الماء التي تندفع في الجو بهذه العملية.
إذ عرفنا أن كمية الماء الذي يخرج عن طريق النتح من عود واحد من الذرة يزيد في اليوم الواحد 10 أرطال، حيث يحدث ذلك خلال الفترة التي يكون فيها النبات قد وصل إلى أوج نموه، كما أن قياس النتح ليس بأقل إن لم يكن بأكثر تعقيد وصعوبة من قياس عملية التبخر، حيث أن بعض من الباحثين في علم النباتات استطاعوا أن يحصلوا على نتائج تقريبية عن طريق عمل تجارب في المعمل على نباتات محددة.
ولكن إن هذه النتائج لا يمكن أن تدل على عملية النتح من النباتات المختلفة في بيئتها الطبيعية التي قد تختلف من جهات كثير عن البيئة الصناعية التي يمكن أن تتوفر داخل المعمل من أجل عمل التجارب، حيث أن النباتات تختلف فيما بينها اختلافاً كبيراً فيما يخص استطاعتها على النتح؛ ذلك لأن هذه العملية تتوقف على عوامل عديدة ومنها شكل الأوراق وحجمها وكمية الرطوبة النسبية للهواء وسرعة الرياح أيضاً.
فلو استثنينا العوامل الخاصة بحجم النباتات وشكل أوراقه، فإننا نلاحظ أن العوامل التي تتحكم في عملية النتح هي تقريباً نفس العوامل التي تتحكم في عملية التبخر، من أهمها الإشعاع الشمسي، درجة الحرارة، الرطوبة النسبية، الرياح، الضغط الجوي، فمن الطبيعي أنه كلما كانت النباتات كثيرة في تغطية سطح الأرض زادت كمية المياه التي تضيع بالنتح من أوراقها.
فالتجارب التي يتم استخدامها من أجل تقدير عملية النتح من النباتات كثيرة وأغلبها يكون معقداً، خاصة أن معظم نتائجها بقيت غير مؤكدة حيث أن هذه التجارب تدخل تحت نوعين رئيسين وهما:
- تجارب تجري على النباتات الحية في مراحل نموها المختلفة، ذلك من أجل تقدير ما يخرج منها من مياه عن طريق عملية النحت، عن طريق وضع النباتات في غرفة خاصة من أجل أن يقاس ما يحدث على الهواء في داخلها من تغير.
- تجفيف النباتات وإيجاد الفرق بين وزنه بين ما هو حي وبين ما هو جاف، حيث يمكن أن يكون هذا الفرق تقديراً للنتح.