مدينة براغ في التشيك

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة براغ:

يعود تاريخ المدينة إلى تأسيس قلعة براغ بواسطة بوريفوج في عام 870 بعد الميلاد، وكانت قلعة براغ رمزاً للتاريخ التشيكي لعدة قرون، وبعد عام 894 أصبح المقر الرئيسي لأقدم سلالة حاكمة في ولاية بوهيميا، كما كانت براغ جزءاً من إمبراطورية مورافيا العظمى التي لم تدم طويلاً حتى انفصل عنها التشيك، تحولت المنطقة المحيطة بالقلعة إلى مركز تجاري مهم، حيث اجتمع التجار من جميع أنحاء أوروبا معاً.

في عام 1085، أصبح فراتيسلاف الثاني أول ملك تشيكي، أما في عام 1170 تم بناء أول جسر حجري وهو جسر جوديث فوق نهر فلتافا، كما عانت براغ من أضرار أقل بكثير خلال الحرب العالمية الثانية من المدن الكبرى الأخرى في المنطقة، مما سمح لمعظم هندستها المعمارية التاريخية بالبقاء على حالها، كما أصبحت براغ مدينة خلال القرن الثالث عشر، وتم تأسيس المدينة القديمة والحي الصغير من خلال الاستعمار، كما شهدت بداية القرن الرابع عشر سلسلة من النزاعات بدءاً من وفاة فاكلاف الثاني.

تتميز المدينة بواحدة من أكثر المجموعات البكر والمتنوعة في العالم من الطراز القوطي وعصر النهضة والباروك والكلاسيكية الجديدة وفن الآرت نوفو والتكعيبية والعمارة الحديثة للغاية، فريدة من نوعها في العالم هي التكعيبية، في أماكن أخرى تقتصر على اللوحات، ولكن هنا تتحقق في العمارة أيضاً، حتى أن المكعبين في براغ أقاموا مؤسسة سكنية مستوحاة من هذا النمط اقتصرت الفنون في ظل الشيوعية على الواقعية الاشتراكية بمبانيها السكنية الشاهقة المبنية من ألواح مسبقة الصنع.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة براغ:

جسر تشالز:

يعد جسر تشارلز التاريخي أحد المباني الشهيرة الأخرى في براغ، حيث يستقبل عدداً كبيراً من السياح كل عام للاحتفاء بمهارته الحرفية، كما يعد هذا النصب التذكاري لليونسكو في براغ أحد أشهر الجسور في أوروبا، ويوفر الكثير من المناظر المثالية للصور التي تمتد حتى طول 520 متراً، وقد تم إنشاؤه عام 1357، وتم بناؤه كعنصر من برنامج البناء الضخم لتشارلز الرابع ليحل محل جوديتا السابقة، حيث يضم الجسر 32 نقطة مثيرة للاهتمام، وقد كان محور العديد من الخرافات.

أهم ما يميز الهيكل هو العديد من التماثيل القديمة المثيرة للإعجاب وأشهرها الإمبراطور الروماني المقدس تشارلز الرابع، وتلك الخاصة بجون نيبوموك وهو أكثر قديس البلاد احتراماً، والتي تم اكتشافها في عام 1683، ويعتقد أنه من خلال فرك اللوحة في القاعدة من التمثال، حيث سوف يعطي رغبة المرء وتحقيق الأمنية، وهناك نقطة أخرى مذهلة من الجسر هي منظر نهر فلتافا والبوابات القوطية الرائعة، هو تجربة تخطف الأنفاس.

برج باودر:

يقع برج باودر في مدينة براغ القديمة، وكان يستخدم في الأصل كحصن للخندق المائي ويطلق عليه برج المسحوق؛ لأنه يستخدم لتخزين البارود، وفي القرن السادس عشر سمح الملك للساحرين بدراسة الخيمياء هنا، أما في القرن الثامن عشر كان يستخدم لتخزين خزينة كنيسة القديس فيتوس لعرض أعمال فنية من العصور الوسطى وعلم الفلك والكيمياء، أصبح الآن متحفاً، حيث يتدفق عدد لا يحصى من الناس عبر برج البارود ويدخلون المدينة القديمة كل يوم.

هذا المعلم الشهير في براغ هو أيضاً نقطة فاصلة، عند دخول المدينة القديمة تكون الشوارع ضيقة وحساسة ومعظمهم من المشاة يتجولون على مهل، ويتجولون في متاجر البوتيك المختلفة، ويستمتعون بالمباني القديمة على طول الطريق، أما على الجانب الآخر من برج الألعاب النارية توجد طرق واسعة ومراكز تسوق ضخمة ودور سينما رائعة وبنوك تجارية وما إلى ذلك.

قاعة المدينة:

تم بناء قاعة المدينة القديمة في عام 1338، وهي أحد أهم المعالم الأثرية الموجودة في براغ جمهورية التشيك، كما تضم قاعة المدينة التاريخية هذه مجمعاً من خمسة منازل من العصور الوسطى، ربعها مزين بنافذة أورييل ذات مظهر قوطي، وساعة فلكية قديمة وبرج ضخم مستطيل الشكل، مع التصميمات الداخلية الرائعة والسقوف المطلية والهندسة المعمارية القوطية، لا تزال قاعة المدينة القديمة واحدة من المعالم التاريخية، حيث تم إنشاؤها كمقعد إداري للمدينة القديمة في براغ، وتستخدم قاعة المدينة القديمة الآن بشكل رئيسي للأغراض الاحتفالية.

كما تغطي المنازل الخمسة القديمة العديد من الغرف الغنية التي يعود تاريخها إلى فترات مختلفة من التاريخ، ومناطق تحت الأرض تحمل أساطير وقصص غامضة وبرج ضخم، أما الساعة الفلكية هي ميزة أخرى مثيرة للاهتمام تشجع الزوار على الوقوف في طوابير حتى يتمكنوا من مشاهدتها في الجزء العلوي من الساعة، وذلك عندما يظهر اثنا عشر رسولاً في النوافذ، كما يعكس المبنى تاريخ المدينة، لذلك تستحق هذه المنازل القديمة الزيارة لجميع أولئك الذين يقدرون المباني المعمارية الجيدة أو المناظر الخلابة أو لديهم اهتمام كبير بالتعرف على تاريخ براغ.

مجمع كليمنتينوم:

وهو مجمع ضخم يضم عدداً كبيراً من أبنية الروكوكو الرائعة والباروك التي تشغلها بشكل أساسي المكتبة الوطنية التشيكية، تعد قاعة مكتبة الباروك والبرج الفلكي ومصلى المرايا جزءاً من المجمع، وتضم المكتبة الوطنية اليوم أكثر من ستة ملايين كتاب بما في ذلك نسخ من كل كتاب تم نشره في جمهورية التشيك، والتي تم إعلانها كمكتبة عامة في عام 1782، كما تم تزيين قاعة هذا النصب التذكاري الشهير في براغ بأعمال فنية معقدة على السقف تصور معبد الحكمة بخلاف معبده، كما تم تزيين البرج الفلكي بأطلس برونزي ضخم وعرض أدوات فلكية من القرن الثامن عشر، وهو معلم رئيسي آخر.

قلعة براغ:

تم تأسيسها في الأصل كحصن حوالي عام 970 بعد الميلاد، وكانت في السابق موطناً لملوك بوهيميا، أما اليوم يعد هذا النصب التذكاري النبيل والمتميز في براغ المقر الرسمي لرئيس جمهورية التشيك، ويمثل بعض الأساليب المعمارية الرئيسية في الألفية الماضية، لقد تغير هذا المبنى التاريخي بشكل واضح على مر السنين، وهو حالياً الموقع الأكثر زيارة في براغ، كما تتألف من ثلاثة أفنية وتحصينات وحدائق إلى جانب مناطق جذب سياحي شهيرة أخرى.

كنيسة سانت نيكولاس:

استمراراً لإرث العمارة المذهلة، تعد كنيسة القديس نيكولاس ابتكاراً يعرض مثالاً رائعاً للباروك العالي، كما تقع كنيسة القديس نيكولاس في ساحة ليتل كوارتر، وقد تم بناؤها في القرن الثامن عشر على يد اليسوعيين، ويُعرف هذا أفضل نصب تذكاري في براغ بتصميمه الداخلي الكبير ولوحاته الباروكية الكبيرة للرسام التشيكي كاريل سكريتا والثريات المذهلة من القرن التاسع عشر التي تجسد الطراز المعماري الباروكي، ميزة أخرى مدهشة للكنيسة هي برج الجرس الذي يوفر إطلالة رائعة من أعلى قبة الكنيسة الضخمة والمدينة القديمة.

كنيسة السيدة العذراء:

تقع في ساحة البلدة القديمة، وهي مبنى مثير للإعجاب مع لمسات من العمارة القوطية، هذا النصب التراثي في ​​براغ هو هندسة معمارية آسرة تجسد الطراز القوطي، وهي تتألف من أبراج توأمية يبلغ ارتفاعها 80 متراً تهيمن على السماء في المنطقة المحيطة بالمبنى من كل جانب، ويدعم كل واحد بدوره أربعة أبراج صغيرة، عندما يدخل المرء المدخل الرئيسي عبر قناة ضيقة سيشعر المرء وكأنه يعود إلى القرن الخامس عشر عندما تم الانتهاء من الكنيسة، منذ ذلك الحين خضع المبنى للعديد من التغييرات على مر القرون مع تغير مقر السلطة.

أما التصميم الداخلي الرائع هناك الأعمال الرائعة للمقابر، وهي بوابة شمالية قوطية مع منحوتات الصلب وأعضاء الأنابيب العتيقة من القرن السابع عشر ولوحات مذبح الباروك المبكرة التي يعود تاريخها إلى عام 1649.

دير ستراهوف:

يعد دير ومكتبة ستراهوف التي تعكس ثراء العمارة في القرن الثاني عشر، وهي مبانٍ تاريخية تشتهر بهندستها المعمارية الرائعة وأعمالها الفنية، ومع ذلك فإن أهم ما يميز الهيكل هو مكتبتي الباروك المزخرفتين ببراعة، وتعد المكتبة الفلسفية مكاناً رائعاً لمحبي الكتب الذين يعرضون ترتيباً رائعاً للمفروشات وسقفاً مصنوعاً بدقة من قبل فرانز أنتون مولبيرتش بعنوان التنوير، المكتبة اللاهوتية والمكتبة الأخرى عبارة عن غرفة باروكية رائعة مزينة برسومات متقنة على السقف، ومع ذلك فإن الأمر الأكثر روعة هو مجموعة من المجلدات والمخطوطات القديمة النادرة مثل إنجيل ستراهوف الشهير في القرن التاسع، كما يضم قبو هذا النصب القديم في براغ المطابع القديمة، بينما تعرض الأديرة مجموعة فنية دينية.


شارك المقالة: