التساقط الصلب

اقرأ في هذا المقال


ما هو التساقط الصلب؟

إضافةً إلى الشكل السائل للمطر، فإن المطر الموجودة داخل الأقاليم الباردة يكون في أكثر الأحيان بشكل صلب، أو على شكل سائل يختلط بالصلب، كما أن هناك شكلان أساسيان للتساقط الصلب وهما (الثلج، البرد)، أمَّا التساقط المختلط بين الصلب والسائل فيطلق عليه اسم (Sleet)، فبالرغم من الفروق الواضحة بين كل من الشكل السائل للمطر وأشكاله الصلبة الأخرى، فإنها جميعاً تدخل في إحصاءات المطر بعد أن يتم احتساب كميات التساقط الصلب على أساس ما يمكن أن تنتج من انصهارها من الماء، وما يلي شرح لأشكال التساقط الصلب:

  • الثلج: هو عبارة عن بلورات تكون رقيقة جداً، حيث لا يزيد حجم الواحدة منها في الغالب على بوصة واحدة فهي تسقط باتجاه سطح الأرض مثلما تسقط الأمطار تماماً، لكن بسبب خفتها فإنها تطير في الهواء ومنظرها يكون أشبه بأهداب الريش الأبيض، كما تأخذ عند سقوطها أشكالاً مختلفة، حيث يسقط الثلج بسبب انخفاض درجة الحرارة في طبقات الجو التي تصبح فيها السُحب إلى ما دون درجة التجمد، حيث يحدث ذلك كثيراً في المناطق الباردة.
    حيث يؤدي سقوط الثلج بكثرة في بعض المناطق إلى تغطية سطح الأرض وما عليه من أجسام بطبقة كبيرة، حيث يزيد سُمك معظمها في بعض الأماكن على بضعة أمتار وتكون هذه الطبقة رقيقة في بداية الأمر ولكنها تتماسك بسرعة؛ وذلك بسبب ثقل الثلج فتتحول إلى طبقة من الجليد، فمن الممكن أن يتكون الثلج في أعلى طبقة التروبوسفير في الأقاليم الدافئة والأقاليم الحارة، لكنه في هذه الحالة لا يصل غالباً إلى سطح الأرض لأنه يتم انصهاره خلال سقوطه بسبب درجة حرارة الهواء المرتفعة خاصة في طبقاته السفلى.
  • البرد: يُعرف البرد بأنه عبارة عن كرات صغير من الجليد تتساقط على شكل أمطار، وذلك عند حدوث العواصف الرعدية، حيث أن قطرالواحدة منها يتراوح تقريباً سنتيمتر ونصف، كما أن بعضها يزيد قطره عن ذلك بكثير، حيث يصل في بعض الأحيان إلى عشرة سنتيمترات أو أكثر، حيث أن هذه الكرات تتكون بسبب تكثف بخار الماء في سُحب المزن الركامي التي تتراكم بسبب نشاط التيارات الهوائية الصاعدة.
    حيث أن البخار يتكثف بالأول إلى نقطة مائية، فإذا كانت الحرارة داخل السُحب أقل من درجة التجمد فإن هذه النقاط تتحول إلى كرات صغيرة من الثلج، حيث أن حجم هذه الكرات يزداد بالتدريج؛ ذلك لأنها عندما تبدأ في السقوط باتجاه الأرض ترجع وترتفع مره أخرى، بتأثير التيارات الهوائية الصاعدة التي تحملها مرة أخرى إلى داخل السُحب فتكثف حولها طبقة جديدة، فمع تكرار هذه العملية يتزايد عدد الطبقات التي تتراكم على الكرة الأرضية، فيصل في بعض الأحيان إلى 30 طبقة، فتسقط الكرات سبب ثقلها باتجاه سطح الأرض، فمن الممكن أن يكون سقوطها بكميات كبيرة وبسرعة قوية تؤدي إلى تلف في كثير من المحاصيل الزراعية.
    كما يتبين لنا ممَّا سبق أن هناك عدد من الشروط يجب أن تتوفر من أجل ظهور البرد وهي:

    • انخفاض في درجات الحرارة داخل طبقات الجو التي توجد فيها السُحب إلى ما دون درجة التجمد.
    • وجود تيارات هوائية مرتفعة، حيث يترتب عليها عواصف رعد مثلما يحدث كثيراً في المناطق الاستوائية والمعتدلة، فإن ظهور البرد داخل الأقاليم القطبية يُعد من أندر الظاهرات المُنتشرة؛ وذلك لعدم وجود تيار هوائية صاعدة.
    • عدم ارتفاع درجة حرارة الطبقات السفلى من الهواء بشكل يسبب في انصهار كرات الثلج قبل وصولها إلى سطح الأرض، كما يحدث في العادة داخل الأقاليم الاستوائية، فرغم نشاط التيارات الصاعدة هناك واحتمال تكون البرد داخل طبقات الجو العليا، حيث لا يصل إلى سطح الأرض وذلك نتيجة شدة الحرارة في طبقات الجو السفلى.
      حيث نجد بأن الأماكن القطبية والأماكن الاستوائية لا يوجد فيها البرد بشكل تام تقريباً، وفيما عدا ذلك من المُحتمل أن يظهر البرد في أي منطقة أخرى من العالم، لكنه يكثر بشكل خاص على الهضاب، كما هو الحال فوق القسم الجنوبي من هضبة أفريقيا الجنوبية، التي تتعرض خلال فصل الصيف إلى سقوط البرد بشكل يسبب أحياناً إلى حدوث خسائر كبيرة، مثالاً على ذلك دولة الهند حيث يسقط البرد بشكل كبير في شهر مايو، أيضاً في مصر يظهر البرد أحياناً في فصل الخريف وفصل الشتاء أثناء العواصف الرعدية.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: