المعالم الأثرية في مدينة إنسبروك

اقرأ في هذا المقال


“Innsbruck” وتعتبر إحدى المدن التاريخية المهمة في النمسا، حيث تعد موطناً لواحداً من أروع مراكز المدن القديمة التاريخية في أوروبا، وتحيط بها القمم الصخرية لجبال الألب النمساوية، وهي تسجل كملعب في جبال الألب وكعرض لتراث إمبراطورية هابسبورغ.

مدينة إنسبروك

تقع مدينة إنسبروك في وسط ولاية النمسا في وادي “إن”، حيث ينحني نهر “إن” شمالاً، وهي عاصمة ولاية تيرول، ويستمتع سكان المدينة البالغ عددهم 130.000 نسمة، بمدينةٍ مزدهرة ومغامرات في الهواء الطلق طوال العام، حيث حصلت إنسبروك على اسمها من الجسر الأول عبر نهر “إن”، والذي تم تشييده في حوالي عام 1170، وسرعان ما نمت نقطةً تجارية صغيرة على ضفاف النهر وحصلت المدينة على مكانتها كمدينة بالفعل في عام 1200.

تعود آثار المستوطنين في مدينة إنسبروك إلى العصر الحجري المبكر، وخلال العصر الروماني، كانت المدينة تسمى “Veldidena”، وأصبحت قاعدة إمداد مهمة للرومان، بعد أن قاموا ببناء طريق عبر ممر “Brenner” في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيث ظهر اسم إنسبروك في عام 1187، عندما تم بناء جسر إنسبروك، وفي عام 1429، أصبحت إنسبروك عاصمة تيرول في عهد ماكسيميليان الأول، كما استضافت المدينة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عامي 1964 و 1976، وبالتالي أصبحت الوجهة الرياضية الشهيرة الشتوية كما هي اليوم.

المعالم الأثرية في مدينة إنسبروك

1. “The Golden Roof”

ويعتبر أشهر معلم في مدينة إنسبروك والذي يضيء في قلب المدينة القديمة التاريخية، حيث حصلت شرفة الكوة الرائعة على اسمها من 2657 قطعة من البلاط النحاسي المطلي بالنار والتي تزين السقف، وساد المبنى منازل القرون الوسطى والأروقة المظللة لأكثر من 500 عام، وتم بناؤه من قبل الإمبراطور ماكسيميليان الذي استمتع كثيراً بالمنظر؛ من هناك كان ينظر إلى الأسفل على صخب مدينته الملونة، ويشاهد بطولات المبارزة ويحظى بالاحترام من الأسفل.

يمكن رؤية السقف الذهبي اللامع عند دخول المدينة القديمة التاريخية، ولكنه يستحق أيضاً إلقاء نظرة عن قرب، حيث تم تزيين الهيكل الموجود أسفل السقف بشكلٍ غني بمجموعة متنوعة من الأشكال والصور، بما في ذلك العديد من الأشياء المثيرة للفضول.

2. القصر الإمبراطوري

تم الانتهاء من القصر الإمبراطوري في عام 1500 تحت حكم الإمبراطور ماكسيميليان الأول (1459-1519)، حيث تم بناء القصر بنفس الحجم الذي نراه اليوم والتقطه ألبريشت دورر على أنه لوحة مائية، حيث تُظهِر اللوحة فناءً قوطياً متأخراً به درج مغطى وبرج كريست وغرف للنساء، كما تم بناء منطقة الاستقبال، التي تُعرف اليوم باسم “القبو القوطي”، على طراز قاعة كبيرة ذات أعمدة وأقبية؛ إن “Kurnstube” (موطن تذكارات ماكسيميليان للصيد)، و “الغرفة الفضية” (الخزانة) وقاعة الاحتفالات (مع صور هرقل) هي أيضاً تذكيرات بالوقت، كما يحتوي على ساحة “رينبلاتز” أمام القصر الإمبراطوري، التي كانت بمثابة ساحة منافسة لإرضاء الإمبراطور المحب للرياضة.

بعد ما يقرب من 250 عاماً، زارت ماريا تيريزا (1717-1780) قصر إنسبروك واعتبرته متأخراً عن العصر، ولم يكن هناك أي أمراء تيرول منذ عام 1665، والحاكم الذي حكم تيرول نيابة عن الإمبراطور، عاش في مقر الحاكم في الطابق الأول، كما كانت غرف التمثيل في الطابق الثاني، والتي كانت مخصصة للعائلة الإمبراطورية غير مأهولة، رتبت ماريا تيريزا إعادة بناء القصر على الطراز الباروكي المتأخر في فيينا وأرسلت أفضل فنانيها إلى إنسبروك؛ كونستانتين فون والتر ونيكولاس باركاسي، كما تم تعيين مارتن فان ميتينز ومدرسته وفرانز أنطون مولبيرتش للداخلية، وتوقفت أعمال التجديد بسبب حرب السنوات السبع، وبالتالي لم تكتمل إلا في سبعينيات القرن الثامن عشر.

3. قلعة أمبراس

“الناس والأساطير والرموز” هو شعار قلعة أمبراس في إنسبروك، وهي واحدةً من مناطق الجذب التي يجب مشاهدتها في المنطقة ومكاناً للمعارض الحديثة التي تقام داخل الجدران القديمة، وضع الأرشيدوق فرديناند الثاني بصمته الدائمة على الموقع من خلال إنشاء مبنى المتحف الخاص به، وتحويل قلعة أمبراس إلى كنزٍ دفين من التاريخ والفن والأدب.

عند دخول البهو الجديد للمتحف، يجد الزائرون أنفسهم منغمسين في قصة حب شبيهة بالقصص الخيالية للأرشيدوق التيرولي والفلبين ويلسر، الابنة المذهلة لعائلة تجارية، وأثناء تتبعهم لتاريخ زواج الزوجين الذي ظل سراً لفترةٍ طويلة، يمكن للضيوف استكشاف قلعة عصر النهضة الرائعة واكتشاف حديقة الأعشاب والطب في فلبين ويلسر ومنطقة الاستحمام، كما تكشف محطات إعلامية مختلفة حقائق إضافية مثيرةً للاهتمام، حول حياة الأرشيدوق و “أسطورة الفلبين” والتكوينات الصخرية الغارقة في التاريخ التي بنيت عليها القلعة.

مع ميزاتٍ مثل الإسقاط الكبير 180 درجة للاحتفالات الكبرى، ورؤى افتراضية عن طقوس الترحيب “Ambraser Willkomm” والآثار التاريخية الثقافية وحدائق عصر النهضة والشلال، توفر كل محطة للزوار نظرةً خاصة على القلعة وماضيها، حيث لم تكن قلعة أمبراس جوهرة الثقافة المحلية فحسب، بل اكتسبت أيضاً كنوزاً من أماكن أبعد بفضل شبكة فرديناند الواسعة من المراكز التجارية، ونتيجةً لذلك، فإن “غرفة أمبراس للفنون والعجائب” الفريدة مليئةً بالأعمال الفنية الرائعة والنوادر من جميع أنحاء العالم، التي لا يزال من الممكن أن تحظى بإعجاب الزوار في يومنا هذا.

4. شارع ماريا تيريزين

ويعتبر إحدى الأماكن السياحية الرائعة في المدينة، حيث يمكن الاستمتاع بالقيام بنزهة وبعض التسوق، ومقابلة الأصدقاء والجلوس في أحد المقاهي العديدة في الهواء الطلق، والاستمتاع بمشاهدة العمارة الباروكية الرائعة وتذوق مناظر المدينة البانورامية، وعندما تم إنشاء الشارع منذ أكثر من 700 عام، لم يكن هناك سوى عدد قليل من بيوت المزارع هنا في المدينة الجديدة، ولا تزال الحياة تدور حول المدينة القديمة، التي كانت محاطةً بأسوار مدينة قوية من العصور الوسطىن ولم يكن الوصول إليها متاحاً إلا من شارع ماريا تيريزين عبر بوابة “St”، واليوم، يمثل هذا بداية شارع هيرتسوغ فريدريش شتراسه؛ الطريق المؤدي إلى “Golden Roof”.

ومع ذلك، لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ أعضاء الطبقة الأرستقراطية في بناء منازل خارج بوابات المدينة، حيث كان الموقع أكثر عملية بفضل قربه من الحكام المحليين في ذلك الوقت، وكانت المنازل الجديدة أيضاً أكثر راحة من القلاع القديمة المليئة بالحيوية خارج المدينة، وخلال فترة الباروك، تم تحويل العديد من هذه المنازل الجديدة إلى مساكن فخمة رائعة، وما زالوا يسعدون أن يروا اليوم، على سبيل المثال “Palais Gumpp”، مقر الحكومة التيرولية، أو”Palais Trapp” مباشرةً مقابل فناءه الداخلي الساحر والمقهى.

5. برج المدينة “Stadtturm”

تم بناء هذا البرج عام 1450 م، والذي يمنح الزائر إطلالاتٍ جميلة على مدينة إنسبروك والجبال المحيطة، وللحصول على نظرة عامة على المدينة، يمكن صعود 148 درجة للوصول إلى منصة المشاهدة، و نظرًا لأن البرج يقع بجوار ساحة السوق القديمة، يمكن الاستمتاع برؤية بعض معالم إنسبروك؛ مثل السقف الذهبي الشهير.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: