حدود المحيطات وملامحها العامة

اقرأ في هذا المقال


ما هي حدود المحيطات وملامحها العامة؟

إن المحيطات لم تكن مفصولة عن بعضها البعض فصلاً بشكل تام في أي عصر من العصور، بل أنها كانت دائماً متصلة قي بعضها البعض داخل نطاقات كبيرة جداً، ممَّا تسبب ذلك في أن يصبح المنسوب العام لسطح مياهها واحداً في كل مكان، وهذا هو السبب في اختيار هذا المنسوب ليكون منسوب الصفر الذي نبدأ منه حساب المرتفعات جميعها وأيضاً جميع المنخفضات، كما أن تركيب مياهها أصبح واحداً في كل الأماكن إلا في بحار قليلة قد تكون لها ظروفها الخاصة.
ومع أن كل محيط من المحيطات الثلاثة يكون محدد تحديداً واضحاً من أكثر الجهات وذلك يكون عن طريق أرض يابسة، كما أن مياهه تختلط من جهة أو أكثر بمياه المحيط أو المحيطين المجاورين له على امتداد نطاقات طولية، حيث يبدو ذلك واضحاً بشكل خاص في المجال الذي ينحصر بين خطي عرض 40 ْ درجة و 65 ْ درجة في نصف الكرة الجنوبي، كما أنه في هذا المجال نقوم باستخدام خطوط الطول كحدود تقريبية بين المحيطات، وعلى هذا الأساس فإن خط طول 160 ْ درجة شرقاً من الممكن أن يكون فاصلاً بين كل من المحيط الهندي والمحيط الهادي، وأن خط طول 30 درجة شرقاً يكون فاصلاً بين كل من المحيطين الهندي والأطلسي، خط طول 63 ْ درجة غرباً فاصلاً بين كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهادي.
وكما أن المحيط الهادي يُعد من أكبر المحيطات من حيث المساحة وأكثرها عمقاً على الإطلاق، حيث أنه يغطي تقريباً 51% من المساحة الكلية للمحيطات، وكما يبلغ متوسط عمقه حوالي 3940 متراً، حيث أنه أكبر من متوسط عمق المحيط الهندي بحوالي 100 متر، أيضاً من متوسط عمق المحيط الأطلسي بحوالي 630 متراً، فيعود السبب في أن متوسط عمق المحيط الأطلسي يكون أقل من متوسط عمق المحيطين الهندي والأطلسي أن البحار الهامشية الضحلة التي تتصل به بشكل نسبي أكثر منها، ومن أهمها (خليج المكسيك والبحر الكاريبي وبحر الشمال والبحر البلطي)، فلو أننا قمنا بإخراج هذه البحار منه لما قل عمقه كثيراً عن عمق المحيط الهندي.
كما أن المحيط الهادي أيضاً يحتوي على أكثر بقاع المحيطات عمقاً، حيث يكون وقوع هذه البقاع داخل الأخاديد البحرية التي تقع إلى جهة الشرق من جزر الفلبين، وفيها من الممكن أن يزيد العمق عن 11 كيلو متراً، كما يعتبر وجود الأخاديد العميقة بقرب أقواس من الجزر الجبلية من الصفات التي يختص بها هذا المحيط، ويعود في ذلك إلى أن شرق آسيا والجزر التي تجاورها قد تعرضت خلال عصور جيولوجية حديثة للحركات الانثنائية التي تسببت في ظهور سلاسل جبلية عالية تجاورها ثنيات مقعرة ذات عمق شديد، كما بقيت هذه المناطق تكون في وقتنا الحاضر جزءاً من النطاق الضعيف الذي يعرف باسم الحلقة النارية.
كما أن المحيط الأطلسي يعتبر من أطول المحيطات بين الشمال والجنوب؛ وهذا لأنه يكون مفتوح من هاتين الناحيتين بحيث يمكن أن نعتبر البحر المتجمد الشمالي امتداداً له، حيث أنه هذا الأساس يمتد من القطب الشمالي حتى خط عرض 70 درجة جنوباً أي لمسافة 160 درجة عرضية، كما أن هذا المحيط أيضاً يمتاز بكثرة مياه الأنهار التي تصب فيه من جميع القارات التي تحيط به.
أمَّا المحيط الهندي فيتميز بأن الجزء الأكبر منه موجود داخل نصف الكرة الجنوبي، وأنه هو أكثر المحيطات تأثراً باليابس؛ وذلك بسبب وجوده بين ثلاث قارات، فهو مقفل تقريباً من جهة الشمال بواسطة كتلة آسيا الضخمة، كما أنه مقفل بشكل تام من جهة الغرب حتى خط عرض 35 ْ درجة جنوباً بواسطة كتلة أفريقيا، أمَّا من جهة الشرق فإنه مقفل أيضاً، ولكن بدرجة ذات وضوح أقل منها في الشمال والغرب، بواسطة قارة أستراليا والجزر التي تقع بينها وبين آسيا حتى خط عرض 45 درجة جنوباً، كما أن التأثير القوي لليابس على هذا المحيط هو السبب في أن نظام التيارات البحرية ونظام الرياح ينقلبان في نصفه الشمالي بشكل تام بين فصل الصيف وفصل الشتاء.
كما أن مساحات المحيطات ومتوسطات أعماقها مع بحارها يتم قياسها بالكيلو مترات المربعة ومتوسط العمق بالأمتار كما يلي (المحيط الهادي 180 مليون 3940، المحيط الأطلسي 106 مليون 2310، المحيط الهندي 75 مليون 3840، مجموع مساحة المحيطات 361 مليون، مجموع مساحة اليابس 149 مليون) حيث أن المجموع هو 51 مليون للمساحة سطح الكرة الأرضية.

المصدر: علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: