قصر الشروانشاه الأثري في أذربيجان

اقرأ في هذا المقال


“Shirvanshah Palace” ويعتبر قصر الشروانشاه أحد اللآلئ في العمارة الأذربيجانية، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، حيث يتميز بعمارته الرائعة التي تبرز الفن الأذربيجاني القديم.

تاريخ قصر الشروانشاه

حكم الشيروانشاه أذربيجان لما يقرب من 700 عام، ببناء المنطقة وتطويرها، وبالنسبة لمعظم فترة حكمهم التي بدأت في عام 861، اتخذ الشاهون عاصمتهم في شاماخي، ولكن من 1382 إلى 1500، عاشوا في باكو، وخلال هذا الوقت، تم بناء أسوار القلعة الدفاعية حول المدينة، وبنى الحكام قصر الشروانشاه، حيث كانوا يعيشون.

كان هناك عدة أجزاء من القصر، بما في ذلك غرفة للقاء الضيوف، وحريم (حيث تعيش النساء)، والعديد من الأضرحة، ومسجد وحمام، واليوم، تُستخدم الأجزاء الرئيسية من القصر كمتحف، حيث تعرض العناصر التي كان من الممكن استخدامها وارتداؤها في العصور الوسطى في أذربيجان، وتم ترميم الكثير من القصر، نظراً لحدوث أضرار جسيمة بمجرد عودة “Shirvanshahs” إلى شاماخي، وخاصةً بمجرد وصول الحرب إلى باكو في عام 1918.

المعالم الأثرية في قصر الشروانشاه

عند دخول قصر الشروانشاه لأول مرة، يوجد فناء ترحيبي مليء بالنباتات والأشجار حول بركة، وعلى الحائط المقابل للمدخل، ثقوب الرصاص، التي خلفتها القتال خلال أيام الفوضى في عام 1918، ويستمر المعرض داخل القصر، من خلال غرفة الانتظار وغرفة الاستقبال الأصلية، والتي تم تجريد معظمها من الزخارف الأصلية، عندما جاء الروس في عام 1920، أخذوا أرقى قطع الخزف والتحف إلى المتاحف الروسية في سان بطرسبرج وموسكو، واليوم، لا يوجد سوى نسخ طبق الأصل في قصر شيرفانشاه نفسه، بالإضافة إلى معارض مختلفة عن تاريخ سلالة شيرفانشاه وشخصيات تاريخية مشهورة، مثل: العملاق الأدبي نظامي جانجافي، كما تُظهر غرفة خاصة المجوهرات الفاخرة المصنوعة من أجل النساء والخيول (لأنه لا يوجد شيء يحبه الرجل الأذربيجاني أكثر من امرأته وحصانه)، والمعارض الفنية في بعض المساحات الأخرى.

بالانتقال إلى خارج القصر الرئيسي، يوجد “Divankhana”، الذي تم بناؤه جزئياً عندما هرب “Shirvanshahs” من باكو قبل تقدم الجيوش الفارسية في 1500، وكان من الممكن تصميم المساحة لمناقشة القوانين الجديدة أو الأعمال التجارية، أو يمكن أن تكون مساحة دينية أو ضريح، وعلى الرغم من التناسق الجميل والأقواس الرشيقة التي توفر مكاناً هادئاً، لا تزال أجزاء كثيرة من الزخرفة غير مكتملة، على الرغم من وجود نقوش ممتازة تظهر الأشجار المحلية، مثل أشجار التين والجوز، وفي عام 1920، استخدمت الجيوش الروسية “Divankhana” كثكنات، وترك أولئك الذين بقوا هنا وراءهم كتابات على الجدران بأسمائهم، كما توجد أنفاق أسفل “Divankhana”، حيث تم استخدام معظمها لتخزين الطعام، لكن أحدها على الأقل يمتد إلى أبعد من ذلك، مما يسمح بالفرار السريع قبل الجيوش الغازية.

أبعد من قصر الشروانشاه توجد مساحة عرض والعديد من الأضرحة ومسجد وحمام، بالإضافة إلى منازل مساحة العرض الواسعة التي تعتبر بقايا قلعة بايل، والتي كانت تستخدم للدفاع عن ميناء باكو حتى تغير مستوى سطح البحر وغرقت القلعة تحت الماء، لتُنسى لقرون، حيث تم التنقيب في بعض أجزاء القلعة، بما في ذلك مسافات طويلة من النصوص العربية والفارسية التي كانت تزين الجزء العلوي، حيث تصطف هذه الزخارف النصية الآن في الفناء الخلفي للقصر، بالقرب من بوابة مرود.

أسفل التل يوجد مدخل المسجد وضريح الأسرة، وبين المكانين توجد شجرة الفستق، والتي على الرغم من عمرها قرون، لا تزال تنتج ثماراً ناضجة في شهر أغسطس، وتم تصميم المسجد ليكون صوتياً مثالياً، بحيث يمكن سماع صوت الإمام بوضوح في كل من قسم الرجال وقسم النساء، حيث كانت هناك ثقوب وغرف خاصة مدمجة في الجدران لامتصاص الموجات الصوتية، وممر منحني بين قسم الرجال وقسم النساء يسمح بمرور الأصوات، لكنه يمنع الجنسين من رؤية بعضهما البعض أثناء الصلاة، كانت المساحات الكبيرة في الجدران (بما في ذلك الطابق الثاني المخفي جزئياً)، مثاليةً أيضاً لإخفاء الذهب عند دخول الجيوش الغازية، نظراً لأن المساجد مقدسة وكان الجنود يتركونها دون أن يمسها أحد.

يقع أدنى جزء من القصر حتى الآن أسفل التل الذي كان لعدة قرون تحت الأرض، وكان الحمام جزءاً مهماً من حياة القصر، ولكن بعد مغادرة الشاه، أصبح في حالةٍ سيئة ودُفن في النهاية تحت الأرض، ثم أعادت الحفريات الأثرية فيما بعد اكتشاف غرف الحمامات، مكتملةً بالأنابيب النحاسية التي جلبت المياه والصهاريج الكبيرة لتسخينها، حيث كان الحمام مهماً للحياة الاجتماعية، حيث تتجمع النساء لترتيب الزيجات والتباهي بالمكانة الاجتماعية، ويتجمع الرجال قبل حفلات الزفاف والتواصل الاجتماعي.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: