ما هي الجيومورفولوجية الريحية؟

اقرأ في هذا المقال


الجيومورفولوجية الريحية:

يقصد بالجيومورفولوجية الريحية أشكال الأرض والعمليات الجيومورفولوجية، التي تنتج بفعل الرياح كعامل رئيسي. وعلى الرغم من ممارسة الرياح نشاطاً جيومورفولوجياً في مختلف الأقاليم المُناخية، إلا أن دورها يبرز بصورة خاصة في الأقاليم الجافة؛ وذلك لما تمتاز به هذه الأقاليم من خصائص أهمَّها:

  • غياب أو ضعف تأثير معظم العوامل والعمليات الجيومورفولوجية الأخرى، فالأنهار على الرغم من أهميتها في تشكيل معالم سطح الأرض الصحراوية، إلا أن انتشارها محدود في بعض مواقع الأودية دون غيرها. وإن ظروف الجفاف تقلل من دورها الجيومورفولوجي من خلال تحديد التساقط الفعلي.
    كذلك، فإن انتهاء معظم الانهار الصحراوية بتصريف داخلي، أو زيادة أطوالها في حالة التصريف الخارجي يعرّضها إلى معدلات فقدان مائي مرتفعة ناتجة عن ارتفاع معدلات التسرب والتبخر على حد سواء. وينطبق الشيء نفسه على فعل الجليد، أو الأمواج والتيارات البحرية التي يقتصر دورها على طول سواحل الأراضي الجافة فقط.
    بذلك فإن التكوينات الصخرية في الأراضي الجافة تفرض دورها بوضوح، في تحديد المعالم الجيومورفولوجية للأراضي الجافة؛ بحيث تتباين خصـائـص أشـكـال الأرض حـسب نـوعـية الصخور التـي تحـتفظ بـهذا الـدور، فـي ظل انتــشار ظـروف الجفـاف وأبـرزهـا التـباين الحـراري ونـشاط الريـاح.
    ولا يـبعدها عن هذا الـدور سـوى الحـركـات التـكـتـونية، أو وجـود أشـكـال أرضـية حفـرية نتـجـت عن أحـوال منـاخية غابـرة، ففي هـذه الحـالة قد تنـشأ أشكال أرضية أو أن تضاف خصائص جـيـومورفـولـوجـية محـددة لسطح الأرض الصـحراويـة، مثـل المحـدّبات والمقعـّرات، الأشكال البركانـية، اضطـراب المنـحدرات، أو انتـشار أودية عاجزة ومظاهر الانقلاب التضاريسي المختلفة.
  • تسـود الأراضي الجـافـة ظـروف بيئيـة خاصة تفـعل النـشاط الجيومورفـولـوجـي للـرياح. ومـن ذلك اسـتواء السـطح، تفـكك المـواد الصخـرية، قلـة الغطاء النـباتي، الامتداد المـساحـي والوضع الطُبوغرافي. ويتمثل استواء سطح الأراضي الجافة في غـياب الـحواجـز الجـبليـة، أو قلـة وعـورتـه أو ضعـف تـأثيرها فـي نشـاط الريـاح إن وجـدت.
    ففي آسيا يـقع حـوالـي نصـف مسـاحة الأراضـي الجافـة في الـسهـول الرسـوبـية لأقلـيم إسـبتـس وسـط آسـيا. وفـي الأراضـي المـستويـة المنخفـضة فـي الجـزيرة العربية، في حين تفتقـر صحـاري إفـريقـيا وأسـتـراليـا إلـى الأراضـي الجبـلـية، باستنثنـاء بـعض المنـاطق المرتـفعة تكتونياً (صـدعـياً)، مثل شرقـي إفـريقـيا وجـنوب أستـراليـا، بينما تسـودها أسـطح درع غنـدوانـا التي تحـتل نحـو 50% من مسـاحة أسترالـيا وأكـثر مـن 90% فـي جنـوب إفريقيــا.

المصدر: على عبدالوهاب شاهين/بحوث فى الجيومورفولوجيا/1977. آمال اسماعيل شاور/الجيومورفولوجيا والمناخ: دراسة تحليلية للعلاقة بينهما/1979.جودة حسنين جودة/الجيومورفولوجيا :علم اشكال الأرض مع التطبيق/2000.


شارك المقالة: