مسجد جامك الأثري في ماليزيا

اقرأ في هذا المقال


“Masjid Jamek” ويعتبر أحد أشهر المساجد في مدينة كوالالمبور في ماليزيا وأقدمها، حيث يتميز بمظهره المميز والجذاب ويعتبر المكان المناسب لمعرفة تاريخ كوالالمبور، حيث يأتي إليه الكثير من الزوار للتعرف على تاريخ المدينة العريق.

تاريخ بناء مسجد جامك

تم بناء مسجد جاميك عام 1908م وقد صممه “ABHubback” بصفته مهندساً مساعداً في قسم الأشغال العامة، ويقع المسجد حيث بدأ تاريخ كوالالمبور، على جسرٍ مرتفع عند التقاء نهري كلانج وجومباك، وهما مصبات الأنهار الموحلة التي أعطت كوالالمبور اسمها، حيث كان كلا هذين النهرين عرضة لفيضانات متكررة، لكن المسجد تمكن في الغالب من البقاء فوق مياه الفيضان، وحتى افتتاح المسجد الوطني في عام 1965، كان مسجد جامك يعتبر المسجد الرئيسي في كوالالمبور.

تم وضع حجر الأساس المصنوع من رخام إيبوه الأبيض والمنقوش بالخط الجاوي في اليوم الرابع عشر من مارس عام 1908، من قبل سلطان سيلانجور علاء الدين سليمان شاه بحضور السيد إتش سيلانجور والسيد “ABHubback”، وتم إيداع تسع عملات معدنية جديدة (ثلاث ملكيات وستة دولارات) تحتها، وأفتتح المسجد رسمياً في 23 ديسمبر عام 1909م، وتم منح عقد البناء إلى المقاول “Towkay Ang Seng” بميزانية قدرها 33.538.25 دولاراً، حيث دفعتها الحكومة والسلطان والملايو أعضاء مجلس الدولة.

وقبل بناء المسجد، كان الموقع يستخدم كأول مقبرة إسلامية في كوالالمبور، حيث تم استخراج العديد من القبور في وقت البناء، بينما بقي البعض الآخر داخل مجمع المقبرة، ولا يزال من الممكن العثور على بعض شواهد القبور القديمة وسط الحدائق، وفي عام 2017، تم تغيير اسم المسجد رسمياً إلى مسجد السلطان عبد الصمد جامك، تكريماً للسلطان عبد الصمد، رابع سلطان سيلانجور الذي حكم من 1857 إلى 1898م.

المعالم الأثرية في مسجد جامك

تم وصف الطراز المعماري للمسجد بأنه أرابيسك وموغل انتقائي، ويتكون من ثلاث قباب على شكل بصل مع أجنحة شهاتري وزوجٍ من المآذن الأنيقة التي يبلغ ارتفاعها 27 متراً، وفي الأصل كان هناك فناءً واسعاً في المقدمة، ولكن تم تغطيته منذ ذلك الحين لاستيعاب المزيد من المصلين براحة، وتم بناء المسجد من الطوب والجص مع المآذن الخرسانية و “Chhatri’s”، حيث كانت القبب مصنوعة من الخشب المغطى بالقار ومواد اللباد ومطليةً باللون الأبيض، وكانت الأرضية في الأصل مرصوفةً ببلاط دولتون على غرار سجادة صلاة الملايو، ولكن تم استبدالها منذ ذلك الحين بالرخام الأبيض.

تعرض مسجد جامك لأضرارٍ جسيمة خلال غارة جوية يابانية في 26 سبتمبر 1941م، وأسفرت عن مقتل 3 من المصلين، وتم تجديد المبنى وتعديله في عددٍ من المناسبات على مر السنين، حيث احتوى مجمع المسجد دائماً على عددٍ من أشجار جوز الهند التي تساعد في الحفاظ على الأجواء الريفية في قلب كوالالمبور المزدحم، وتم مؤخراً إجراء تحسيناتٍ كبيرة على المسجد والمناطق المحيطة به كجزءٍ من مشروع “KL River of Life”، حيث تمت إضافة المناظر الطبيعية الصلبة والمقاعد والنباتات الجديدة، والنوافير وإضاءة LED الملونة؛ لتعزيز جاذبية هذا المعلم المهم في كوالالمبور، وتم اكتشاف مجموعة من الدرجات القديمة المؤدية إلى النهر في عام 2014م، كجزءٍ من تنظيف النهر، وتم تجديدها ودمجها في مجمع المسجد المعاد تشكيله.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: