منطقة لا ديفونس التاريخية في فرنسا

اقرأ في هذا المقال


“Paris La Defense”، تغطي منطقة لا ديفونس أكبر مركز اقتصادي في أوروبا، ثلاث بلديات: “Courbevoie” و “Puteaux” و “Nanterre”، وهذه المنطقة التجارية المحاطة بشكلٍ أساسي بالأبراج والمقرات والمكاتب، هي موطن لأطول الأبراج وأكثرها رمزيةً في فرنسا؛ “Coeur Defense”، “EDF”.

منطقة لا ديفونس

تقع منطقة لا ديفونس في الجزء الغربي من مدينة باريس، وهي واحدة من المناطق التجارية الرئيسية في أوروبا، على غرار “The City” في لندن، وكانت المنطقة ذات يوم على طول الطريق المؤدي إلى قلعة “Saint-Germain en Laye”، المقر الريفي لملوك فرنسا، في موقعٍ مثالي على حافة غابة شاسعة، حيث يمكنهم الصيد.

سميت المنطقة على اسم تمثال، “La Defense de Paris”، الذي تم تكليفه لإحياء ذكرى الجنود الفرنسيين الذين قاتلوا في الحرب الفرنسية البروسية، واليوم “La Defense” هي أكبر منطقة تجارية في أوروبا.

المعالم الأثرية في منطقة لا ديفونس

1. “Arche de la Defense”

يعد “Grande Arche de la Fraternite”، المعروف باسم “Grande Arche de la Defense” أو ببساطة باسم “Grande Arche”، أحد المباني الأثرية الرئيسية الموجودة في منطقة “La Defense”، وتم افتتاح “Arche” في عام 1989، ويبلغ ارتفاعه 361 قدماً (110 م) وشكله مثل مكعب ضخم فارغ، وهو مصنوع من الرخام والجرانيت ومغطى بالزجاج.

يحتوي هذا المبنى المثير للإعجاب على منصة مراقبة أعلى القوس، بحيث يمكن للزوار تسلقها للاستمتاع بإطلالةٍ شاملة على باريس كل يوم من أيام الأسبوع من الساعة 10 صباحاً حتى 8 مساءً.

2. مركز “CNIT”

في الخمسينيات من القرن الماضي، قررت السلطات إنشاء مركز تجاري مهم خارج باريس في منطقة لا ديفينس السكنية والصناعية، أولاً، تم بناء “CNIT” (المركز الوطني للصناعات والتقنيات) بشكله الفريد من قبو مثلثي يرتكز على ثلاثة دعامات، ثم مجموعة كبيرة من ناطحات السحاب التي يصل أعلى ارتفاع لها إلى 200 متراً.

3. ساحة الحي التجاري “Dalle”

من أجل عدم إعاقة المشهد الرائع للمحور التاريخي مع السماح بتدفق حركة المرور دون قيود، تقرر إنشاء “Dalle”، وهو لوح خرساني ينحدر برفق من “Pont de Neuilly” حتى القوس الكبير، وتخفي هذه المنصة الاصطناعية جميع روابط النقل (الطريق السريع “A14” والطرق والمترو وخطوط السكك الحديدية للقطارات)، لإنشاء منطقة مشاة ضخمة توفر إطلالاتٍ رائعة على قوس النصر في المسافة.

4. العنكبوت الأحمر

تم تكليف منحوتة الفنان الأمريكي ألكسندر كالدر (1898 إلى 1976) التي يبلغ ارتفاعها 50 قدماً في عام 1974؛ لإضفاء طابع إنساني أكبر على الساحة الرئيسية في “La Defense”، قام “Calder” ببناء “L’Araignee Rouge” على أساس ستة ألواح رأسية تم لحامها في مصنع وتم تجميعها في الموقع، باستخدام براغي خاصة صممها الفنان بنفسه، حيث بدأت علاقة حب ألكسندر كالدر بفرنسا مع وصوله إلى باريس عام 1926 واستمرت حتى وفاته عام 1976.

5. مجموعة الفن في الهواء الطلق

هناك مجموعة فنية في الهواء الطلق منتشرة حول “La Defense”، تضم أعمال كالدر وميرو وغيرهما من الفنانين المشهورين عالمياً، حيث يمثل سيزار بالداتشيني تمثاله الأيقوني لإبهام يبلغ 40 قدماً، وفي المجموع، هناك سبعون قطعة من الأعمال الفنية المعاصرة منتشرة في جميع أنحاء المنطقة، كان المفهوم مشروعاً طموحاً بدأ في عام 1958، فقط عندما بدأ تحديث المنطقة، وتم العثور على بعض الأعمال في المكان الرئيسي في “La Defense”، والبعض الآخر مخفي بين ناطحات السحاب.

6. برج “Tour Initiale”

وهو أقدم برج مكتبي في “La Defense”، يبلغ ارتفاعه 109 أمتار واكتمل في عام 1966، ويعكس شكله الخطي البسيط القيود المفروضة على تصميم مباني “La Defense” في الماضي، ويمكن رؤية تأثير المقر الرئيسي لشركة “Johnson Wax” التابع لشركة “Frank Lloyd Wright” في ولاية ويسكونسن بزواياها الدائرية، حيث ابتكر المهندس جان بروفي الجدار الساتر الزجاجي الفريد، وفي ذلك الوقت، لم يكن من الممكن صنع الزوايا الزجاجية المنحنية إلا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم شحنها إلى باريس.

7. كور ديفانس

تم الانتهاء من بناء ناطحة السحاب هذه التي يبلغ ارتفاعها 161 متراً في عام 2001، وهي تعكس تخفيف القيود المفروضة على الشكل والارتفاع بحلول نهاية القرن العشرين، برجا كور ديفانس متصلان بشكلٍ متموج ينكسر فوق كتلة المبنى، مما يجعلها تبدو أكثر رشاقة.

8. تمثال “La Defense de Paris”

وهو تمثال ضخم يصور مدينة باريس على أنها امرأة ترتدي زي الحرس الوطني وتقف بفخر، فتاة صغيرة تقف عند قدميها تمثل معاناة المدنيين خلال الحصار، بينما يحاول جندي مصاب بجانبها تحميل بندقيته، وهو يمثل مقاومة أهل باريس.

وُضِع التمثال البرونزي في الأصل وسط دائرة مرور مزدحمة من ستة حارات، ولكن في عام 1983 تقرر نقل التمثال إلى “La Defense”، اليوم، تقع هذه القطعة الفنية من القرن التاسع عشر في الساحة، وسط كل هذا الفن الحديث، وتحافظ على مكانة مهمة في وسط المنطقة.

تعتبر منطقة لا ديفونس أكبر منطقة تجارية مشيدة لهذا الغرض في أوروبا، وتمثل المنطقة عرضاً للقفزة العظيمة التي حققتها فرنسا في القرن الحادي والعشرين، وبالنسبة للعديد من زوار فرنسا الذين يأتون إلى باريس ولديهم صورة محددة مسبقاً في أذهانهم، فإن المنطقة التجارية غير متوقعة إلى حدٍ ما، وتكمن قيمتها الحقيقية في موقعها في الطرف البعيد من المحور التاريخي.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: