ازرقاق الأطفال حديثي الولادة

اقرأ في هذا المقال


يولد الكثير من الأطفال باللون الأزرق بحيث يعد هذا طبيعيًا إذا استمر من خمس إلى عشر دقائق حيث أن هذا شائعًا ولا يستدعي للقلق، وفي حال استمر أكثر من ذلك فيجب التحقق من السبب، ويمكن أن يكون حالة مرضية يُستدعي علاجها.

تعريف الزرقة عند الأطفال

 هو الطفل الذي يولد ويكون لون جلده أزرق سواء وجهه، لسانه، شفتيه، أطرافه أو بطنه، والمعروفة أيضًا باسم ميتهيموغلوبينية الدم، يحدث هذا عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأكسجين في الدم.

أنواع الزرقة عند حديثي الولادة

الزرقة الطرفية

أو تسمى الزرقة المحيطية، هي الزرقة التي تصيب الأطراف البعيدة مثل القدمين أو اليدين، وقد تظهر أحياناً حول الفم و حول الحجاب وقد تكون الأطراف رطبة وباردة لكن ما يميزها عن النوع الآخر من الزرقة هو أن الأغشية المخاطية تبقى وردية اللون، قد تكون طبيعية خلال الفحص السريري للأطفال حديثي الولادة وذلك حسب بقية مكونات مقياس أبغار، لكن الغالبية طبيعية ولا تحتاج أي تدخل طبي.

الزرقة المركزية

 هي الزرقة التي تصيب الوجه و الأغشية المخاطية والفم، وعادة تكون بسبب انخفاض الأكسجين في الدم وبهذه الحالة فيجب تقييمها وعلاجها على الفور.

أسباب الزرقة عند حديثي الولادة

يعد نقص الأكسجين السبب الرئيسي لتحول الجلد إلى اللون الأزرق حيث أن الدم الغني بالأكسجين يعطي الجلد اللون الوردي بينما الدم الفقير بالأكسجين يعطي الجلد لونا أزرق. ومن الأسباب التي تؤدي إلى فقر الدم بالأكسجين ما يلي:

  • تشوهات قلبية مثل رباعية فالوت، تحويل الشرايين الكبيرة، ثقب القلب.
  • مشاكل في الرئتين، مثل التهاب القصيبات، متلازمة الضائقة التنفسية، فاصلة انحباس التنفس وغيره.
  • سكري الحمل، حيث يعتبر الطفل أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية.
  • مشاكل في الدم أو الهيموغلوبين حيث تؤثر على قدرته في إيصال الأكسجين للجسم مثل ميتهيموغلوبينية الدم .

عوامل تساهم في نقص الأكسجين وظهور اللون الأزرق عند حديثي الولادة

تحدث الزرقة عادة بسبب تشوه في القلب، الرئتين، أو الدم، حيث أنه في ظل الظروف العادية، بعد تلقي الأكسجين من الرئتين يتم توصيل الدم الأحمر الغني بالأكسجين، من القلب إلى باقي الجسم، عندما يعود إلى القلب، يتم شحن الدم الأزرق فقير الأكسجين، إلى الرئتين لجمع المزيد من الأكسجين، بالتالي يمكن أن تؤدي الاضطرابات في الرئتين إلى منع دخول الأكسجين إلى الدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالزرقة.

تتضمن بعض الأمثلة على تشوهات الرئة التي يمكن أن تؤدي إلى الازرقاق، الأحداث التي تحد من كمية الأكسجين التي يمكن استنشاقها مثل استنشاق الدخان من حرائق المنازل، والتسمم بأول أكسيد الكربون، انسداد في مجرى الهواء يحد من كمية الأكسجين التي تصل إلى الرئتين، الاختناق بجسم غريب، أو الخناق، أمراض الرئة الأولية مثل الربووالالتهاب الرئويوالتهاب القصيبات.

يمكن أن تسبب تشوهات القلب الخلقية بعض الدم الأزرق ناقص الأكسجين، لتجاوز الرئتين تمامًا وعدم جمع الأكسجين أبدًا و يمكن أن تقلل الاضطرابات في الدم من قدرته على امتصاص الأكسجين، حيث تتسبب كل هذه التشوهات في ضخ الدم الأزرق الناقص بالأكسجين، إلى الجسم.

كيف يمكن للوالدين معرفة فيما إذا كان الطفل مصابا بالزرقة؟

من الممكن للوالدين التعرف على الزرقة عند طفلهم لكنه ليس أمرا سهلًا سواء على الأهل أو حتى الأطباء وبالأخص ذوي البشرة الداكنة، حيث أن أفضل طريقة هي النظر إلى لون الأظافر والشفتين واللسان ومقارنتها مع شخص من نفس لون البشرة سواء الأخ أو الأب أو غيرهم.

إذا كانت الزرقة في اليدين أو القدمين أو المنطقة المحيطة بالشفاه فلا داعي للخوف فهي زرقة محيطية وتعد طبيعية لدى الأطفال بحيث تكون بسبب البرد أو البكاء الشديد ويجب أن تعود إلى لونها الطبيعي في حال زوال المسبب، أما إذا كان الازرقاق في الشفتين أو اللسان أو الرأس أو الجذع فهي زرقة مركزية ويجب تقييمها على الفور من قبل الطبيب.

كيفية تشخيص الازرقاق

يقوم الطبيب بجمع المزيد من المعلومات التاريخية، ويفحص الطفل ويحصل على قياس تشبع الأكسجين، حيث أن قياس تشبع الأكسجين غير مؤلم، ولا يتضمن إبرًا، ويتضمن وضع مسبار خاص مضاء من نوع  ضمادة على إصبع الطفل لبضع دقائق أثناء قياس مستوى الأكسجين، سيحدد هذا الاختبار بشكل قاطع ما إذا كان مستوى الأكسجين طبيعيًا أم منخفضًا، اعتمادًا على النتائج، قد يكون الطبيب قادرًا على تقديم الطمأنينة، أو قد يقرر  إجراء مزيد من التقييم أو الاستشارة، مثلًا التشاور مع أخصائي بناءً على النتائج، قد يطلب خدمات أخصائي القلب أو الرئة أو غرفة الطوارئ أو الأطباء المتخصصين في العناية المركزة.

علاج الازرقاق

  • تكون معظم حالات الازرقاق عند الأطفال الزرقة المحيطية ولا تحتاج إلى علاج.
  • أما إذا كانت هناك مشكلة أساسية في الرئة أو القلب، فسوف تختفي الزرقة عندما يعالج الطفل الحالة الأساسية إما طبياً أو جراحياً.

في النهاية إنّ تغير لون الطفل إلى الزرقة خصوصًا الزرقة المركزية في الأطفال حديثي الولادة، لا بد من الأهل للرجوع للطبيب لأنه قد يدل على وجود تشوهات خلقية تؤدي للموت لو لم يتم العلاج في الوقت المناسب.


شارك المقالة: