الحالة الصرعية عند الأطفال Status Epilepticus

اقرأ في هذا المقال


الكثير منا يسمع بالصرع، حيث يعد مرضًا مزمنًا يؤثر على الأشخاص من مختلف الأعمار، وتحدث النوبات الصرعية بسبب حدوث فرط في الشحنات في الخلايا العصبية في مناطق معينة في الدماغ وهو ما يؤثر على الدماغ والجسد على حد سواء، وحتى يسمى صرعًا يجب حدوث نوبتين تشنج بلا مبرر وقد تحدث من مرة واحدة في السنة إلى عدة مرات في اليوم الواحد، ولكن حتى يصبح الصرع حالة صرعية status epilepticus فيجب أن يستمر لمدة معينة وعدد مرات معين وهو ما يعد أخطر.

تعريف الحالة الصرعية عند الأطفال

تسمى بنوبة التشنج التي تمتد إلى أكثر من خمسة دقائق أو التي تحدث أكثر من مرة في فترة خمس دقائق بلا رجوع إلى المستوى الطبيعي للوعي بين النوبات وتعد من الحالات الطارئة التي قد تُحدث ضررًا دائمًا في الدماغ، يكون المرض نادرًا في المجمل ويصيب غالبًا الأطفال وكبار السن، حيث أن في بعض الدراسات وجد أنه يصيب ما بين 17 إلى 23 شخص من كل مئة ألف طفل، بينما تبلغ نسبة الوفاة منها من 2 إلى 7 بالمئة.

أقسام الحالة الصرعية عند الأطفال

تقسم إلى نوعين رئيسين وهما:

حالة الصرع المتشنجة

تؤدي الحالة الصرعية المصحوبة بالتشنجات إلى إصابة طويلة الأمد وتتضمن التشنجات حركات اهتزازية، وأصوات شخير، وسيلان اللعاب، وحركات سريعة للعين وتعد النوع الأخطر.

حالة الصرع غير الاختلاجية

يعاني الأطفال المصابين بهذا النوع من الارتباك أو يبدو أنهم في أحلام اليقظة، وقد يكونوا غير قادرين على الكلام إطلاقًا وقد يتصرفون بطريقة غير واعية.

أسباب  الحالة الصرعية عند الأطفال 

يحدث غالبًا بسبب أسباب مكتسبة فرضًا عن كونه يظهر مع الولادة أو لأسباب جينية وتكون الأسباب المكتسبة عند الأطفال تتضمن نقص الأكسجة، التعرض لضربة على الرأس، الالتهابات في الجهاز العصبي المركزي كالسحايا والالتهابات التي تسبب حمى عالية، وانخفاض سكر الدم أو نسبة الصوديوم، ووجد أيضًا في حالات معينة ارتباطًا بين حدوث المرض ووجود مرض جيني عند الطفل مثل مُتلازمة الصبغي X الهش و متلازمة أنجلمان.

أعراض الحالة الصرعية عند الأطفال

  • تشنجات عضلية.
  • السقوط.
  • الارتباك.
  • شم روائح غريبة.
  • التبول أو الإخراج اللاإرادي.
  • طبق الأسنان بإحكام شديد.
  • تنفس غير طبيعي.
  • صعوبة في التكلم.
  • أحلام اليقظة.
  • الاختناق وحتى الوفاة.

تشخيص الحالة الصرعية عند الأطفال

  • يتم التشخيص في البداية بالاستعانة بأخذ التاريخ المرضي وعمل الفحص السريري من قبل المختص وقد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى فيديو مصور خلال حدوث النوبة للتأكد من وصف العائلة.
  • قد يتطلب التشخيص أيضا إلى تخطيط كهربية الدماغ ويتم ذلك عن طريق وضع أقطاب كهربائية غير مؤلمة على رأس الطفل لقياس النشاط الكهربائي للدماغ خاصةً عند حدوث النوبة.
  • من الفحوصات الأخرى التي قد يطلب إجراؤها هي البزل القطني لمعرفة حدوث التهاب في الجهاز العصبي المركزي وعمل صورة طبقية أو صورة رنين مغناطيسي لكشف وجود مشاكل في الدماغ.

مضاعفات الحالة الصرعية عند الأطفال

تتباين المضاعفات من لا شيء إلى حدوث الوفاة حيث يعتمد بالشكل الأكبر حدوثها على المسبب ففي حال كان بالإمكان إزالة المسبب والالتزام بالعلاج المحدد يقلل من نسبة حدوث المضاعفات لدرجة تصل إلى عدم وجودها، وفي حال كان السبب مستديما مثل ضربة على الرأس التي تؤدي إلى ضرر دائم تحدث المضاعفات والتي تشمل ما يلي:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • تلف القلب.
  • نقص التهوية ونقص التأكسج.
  • ذات الرئة الاستنشاقية الذي يحدث نتيجة دخول الطعام أو حمض المعدة إلى الرئة.
  • حدوث ضرر دائم في الدماغ مما يؤدي إلى الإعاقة الجسدية.
  • زيادة مخاطر المشكلات النفسية والسلوكية والمعرفية والعصبية والأكاديمية والاجتماعية عند الأطفال.

علاج الحالة الصرعية عند الأطفال

يهدف العلاج إلى إيقاف حدوث النوبات التشنجية وعلاج المشكلة الأساسية المسببة ومن العلاجات المستخدمة:

العلاج بالأدوية

يتم العلاج من خلال استخدام أدوية الصرع التالية:

  • ديازيبام diazepam.
  • لورازيبام lorazepam.
  • فينيتوين phenytoin.
  • فينوباربيتال phenobarbital.
  • فالبروات valproate.

وتعطى هذه الأدوية في الوريد غالبًا ويعد لورازيبام lorazepam (أحد انواعالبنزوديازيبين الذي يعمل على تقليل نشاط الخلايا العصبية الدماغية) العقار المفضل في أغلب الحالات.

طرق علاجية أخرى للحالة الصرعية عند الأطفال

في حال فشل أكثر من علاجين للصرع على الأقل قد يلجأ الأطباء في الحالات الشديدةإلى طرق أخرى منها زرع جهاز إلكتروني صغير في الدماغ يساعد في التحكم في نوبات الصرع وأيضًا توجد طرق جراحية ومن أمثلتها الاستئصال القشري البؤري، استئصال نصف الكرة المخية، أو استئصال الجسم الثفني وزرع محفز العصب الحائر، ولكن تعتبر هذه الجراحات شديدة التعقيدولا يتم عملها في أغلب البلدان العربية إلى الآن.

الوقاية من الحالة الصرعية عند الأطفال

في حال كان الطفل مشخصًا بالمرض، إن التزام والديه بإعطائه الدواء بانتظام يساهم في تجنب حدوث النوبات، وفي حال استمرت التشنجات بالحدوث مع أخذ الدواء يجب مراجعة الطبيب إما لزيادة الجرعة أو تغيير العلاج، كما أن التركيز على تجنب حدوث العوامل المسببة للمرض يساهم في الوقاية مثل الحفاظ على سكر الدم ضمن الوضع الطبيعي خاصةً في المصابين بالسكري من النوع الأول الذي يعد النوع الشائع من السكري عند الأطفال.

الأسئلة الشائعة والتحذيرات المتعلقة بالحالة الصرعية عند الأطفال 

من أكثر الأسئلة شيوعًا هو ماذا يتوجب على الأهل فعله في حال أُصيب طفلهم بنوبة الصرع وتتلخص الإجابة بالخطوات التالية:

  • يجب فك ملابس الطفل الموجودة حول الرقبة أو الرأس.
  • ضع الطفل في مكان واسع وآمن لا يوجد فيه أماكن حادة وضعهم على الأرض في حال كانوا جالسين أو واقفين.
  • ابقى مع طفلك وحاول أن تحدد كم من الوقت استمرت النوبة وراقب تحركاته، لما له من أهمية في تحديد التشخيص لاحقًا من قبل الطبيب.
  • لا تضع أي شيء في فم الطفل خلال النوبة وذلك بسبب أن النوبات تجعل الطفل يضم أسنانه بقوة فقد يؤذي نفسه في حال وضعت في فمه شيء.
  • اقلب المريض برفق إلى جانب واحد لتجنب حدوث ذات الرئة الاستنشاقية حيث أن الأطفال خلال النوبة يفرزون رغوة من أفواههم فقلبهم يمنع من ابتلاعهم للرغوة.
  • ضع وسادة أسفل رأس الطفل.
  • الاتصال بالطوارئ بأسرع وقت ممكن خاصةً في حال أصبحت النوبة أطول من مدة الخمس دقائق.
  • بعد انتهاء النوبة، يستغرق الطفل لفترة قليلة في نوم عميق فلا تحاول إيقاظه أو إعطائه طعام أو شراب حتى يستعيد كامل وعيه.

في نهاية المقال نستنتج أن الحالة الصرعية عند الأطفال هي عبارة عن صرع ولكن تزيد مدته عن خمس دقائق فتعد من الحالات المخيفة جدًا للوالدين، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وربما الموت لذلك لا بد من معرفة الخطوات التي يجب القيام بها في مثل هذه الحالة.


شارك المقالة: