الشريان الفخذي
الشريان الفخذي هو أحد الأوعية الدموية الرئيسية التي تلعب دورًا حيويًا في تزويد الجزء السفلي من الجسم بالدم، ويمتد هذا الشريان من منطقة الحوض، وتحديدًا من الشريان الحرقفي، وصولًا إلى الساق والقدم. يعتبر الشريان الفخذي أحد العناصر الأساسية في النظام الدوري للجسم، حيث يضمن تدفق الدم المحمل بالأوكسجين إلى الساقين والأعضاء المحيطة بها. في هذا المقال، سنتناول دور الشريان الفخذي التشريحي، وظيفته الرئيسية، بالإضافة إلى أهم فروعه واضطرابات الشريان الفخذي.
التركيب التشريحي للشريان الفخذي
يبدأ الشريان الفخذي من الشريان الحرقفي الخارجي، الذي هو امتداد للشريان الحرقفي المشترك، في منطقة الحوض. يمر الشريان الفخذي عبر مثلث الفخذ، الذي هو منطقة مميزة تتكون من العضلات وتعتبر معلمًا تشريحيًا مهمًا للجراحين. مثلث الفخذ يُحيط به الحد العلوي من العضلة المقعرة الطويلة من الجانب الإنسي، والحد الجانبي من العضلة السارتوريوس.
يُعتبر مثلث الفخذ نقطة هامة لفهم توزيع الشرايين والأنسجة في هذه المنطقة، حيث يعبر الشريان الفخذي من خلالها، ويمر بالقرب من العصب الفخذي والوريد الفخذي، مما يشكل تركيبة خاصة تُسمى “شكل الدلتا” في الفخذ.
وظيفة الشريان الفخذي
الشريان الفخذي له دور أساسي في توفير الدم الغني بالأوكسجين إلى العديد من أجزاء الجسم السفلي. يعمل الشريان الفخذي على تزويد الفخذ والساق والقدم بالدم، مما يساهم في تزويد الأنسجة بالأوكسجين والمواد المغذية اللازمة لأداء وظائفها الحيوية.
من خلال فروعه الرئيسية، يقوم الشريان الفخذي بتوزيع الدم إلى مناطق متنوعة، بما في ذلك عضلات الفخذ والمناطق السطحية والعميقة من الساق. الشريان الفخذي هو المصدر الأساسي لتغذية هذه المناطق. تشمل هذه الفروع:
- الشريان السطحي: يمد الدم إلى الأنسجة السطحية في الفخذ.
- الشريان العميق: يزود العضلات العميقة في الفخذ بالدم.
- الشريان المشترك: ينقسم إلى فروع أصغر تمد الدم إلى مناطق أخرى من الساق.
مثلث الفخذ
مثلث الفخذ هو منطقة تشريحية هامة يتكون من عضلات الفخذ. عند فحص هذه المنطقة، يلاحظ الجراحون أو الأطباء أن الشريان الفخذي يمر عبر هذا المثلث، ويُعد ذلك نقطة مرجعية دقيقة عند إجراء العمليات الجراحية أو التشخيصات. يقع الشريان الفخذي في الجزء الداخلي من مثلث الفخذ ويحيط به الوريد الفخذي والعصب الفخذي.
الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالشريان الفخذي
على الرغم من أهمية الشريان الفخذي في نقل الدم إلى الأطراف السفلية، فإنه يمكن أن يتعرض لبعض الاضطرابات التي تؤثر على تدفق الدم، مثل:
– انسداد الشريان الفخذي: يحدث عندما تتراكم لويحات دهنية أو جلطات دموية في الشريان الفخذي، مما يقلل من تدفق الدم إلى الساق والقدم. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الانسداد إلى نقص حاد في تدفق الدم ويؤدي إلى أضرار جسيمة في الأنسجة.
– التمدد الشرياني (الأمبولة): يمكن أن يحدث ضعف في جدار الشريان الفخذي نتيجة ضغط الدم المرتفع أو الأمراض الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث تمدد أو انتفاخ في الشريان، ويشكل تهديدًا إذا تمزق أو انفجر.
– الدوالي الوريدية: قد تؤدي مشاكل في الشرايين الفخذية إلى مشاكل في الأوردة المحيطية، مثل الدوالي الوريدية، حيث تتضخم الأوردة في الساق بسبب تراكم الدم وعدم قدرته على العودة إلى القلب بشكل فعال.
العمليات الجراحية والعلاج
في حال تعرض الشريان الفخذي لمشاكل صحية، يمكن أن يتطلب العلاج التدخل الجراحي. واحدة من الإجراءات الشائعة هي استئصال باطنة الشريان الفخذي، وهي جراحة لإزالة اللويحات المتراكمة في الشريان لاستعادة تدفق الدم بشكل طبيعي.
في بعض الحالات، قد تكون “الدعامة الفخذية” خيارًا علاجيًا، حيث يتم إدخال أنبوب صغير يسمى الدعامة داخل الشريان الفخذي لمنع انسداده وتسهيل تدفق الدم بشكل صحيح.
أيضًا، تتطلب بعض الحالات استخدام أدوية مذيبة للجلطات أو أدوية للحد من التورم والالتهابات، خاصة إذا كان هناك تضيق أو انسداد في الشريان الفخذي.
أهمية الشريان الفخذي في الحياة اليومية
الشريان الفخذي ليس فقط شريانًا رئيسيًا في نقل الدم إلى الساقين، ولكنه أيضًا جزء لا يتجزأ من قدرة الجسم على التنقل والقيام بالأنشطة اليومية. من خلال دوره الأساسي في تزويد الأطراف السفلية بالدم المحمل بالأوكسجين، يساهم الشريان الفخذي في توفير الطاقة اللازمة للعضلات والأعصاب للقيام بوظائفها الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفهم الجيد لهذا الشريان مهم في الوقاية من الأمراض والاضطرابات التي قد تؤثر على الحركة والجهاز الدوري بشكل عام.
الشريان الفخذي هو شريان رئيسي في جسم الإنسان يمتد من منطقة الحوض إلى الساقين، حيث يُزود هذه المناطق بالدم الغني بالأوكسجين. من خلال تقسيمه إلى فروع سطحية وعميقة، يساهم في تغذية الأنسجة والعضلات بالمواد اللازمة للحفاظ على وظائفها. يشكل الشريان الفخذي معلمًا تشريحيًا حاسمًا، ويلعب دورًا كبيرًا في ضمان سير الدورة الدموية بشكل سليم في الأطراف السفلية.