يعتبر النسيان جزءًا طبيعيًا من حياة الإنسان، ولكن عندما يصبح مستمرًا أو يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، يصبح من المهم فهم أسبابه واستكشاف سُبل العلاج الممكنة. فكلما تقدم الإنسان في العمر، فإن النسيان لا يؤثر على الوظائف اليومية للشخص إلا أنّه يثير القلق والتوتر مما يستدعي تحديد المشكلة الأساسية وعلاجها.
ما هو النسيان
النسيان هو عملية فقدان أو عدم القدرة على استرجاع المعلومات أو الأحداث التي تم تخزينها في الذاكرة. يمكن أن يشمل النسيان نطاقًا واسعًا من الأمور، بدءًا من النسيان البسيط لتفاصيل صغيرة إلى النسيان الكبير لأحداث هامة.
تعتبر العمليات العقلية المرتبطة بالنسيان جزءًا طبيعيًا من وظائف الدماغ، ولكن يمكن أن يكون للعديد من العوامل تأثير على قدرة الفرد على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها. من بين هذه العوامل تشمل الضغوط النفسية، ونقص النوم، والتقدم في العمر، والأمراض العقلية، والتغيرات الهرمونية، والإصابات الرأسية، والتهديدات الخارجية.
النسيان يمكن أن يكون مؤقتًا أو دائمًا، وقد يكون ناتجًا عن أسباب طبيعية أو غير طبيعية. في بعض الحالات، يمكن أن يكون النسيان جزءًا من آلية الدفاع الطبيعية للدماغ للتعامل مع الكم الهائل من المعلومات التي يتم تلقيها يوميًا.
أنواع الذاكرة:
- الذاكرة قصيرة المدى: وهي الذاكرة التي تسمح باسترجاع نسبة قليلة من المعلومات ولفترة قصيرة من الزمن وتكون سريعة الإختفاء مالم يبذل جهداً لاسترجاعها مثل تذكر رقم هاتف.
- الذّاكرة طويلة المدى: وهي الذاكرة الأكثر تعقيداً التي تحفظ وتسجل المعلومات لفترة طويلة من الزمن وتستمر مدى الحياة مثل تذكُّر المواقف الماضية أثناء الطفولة.
أسباب النسيان
- أسباب نفسية: إنَّ الإجهاد والقلق يعطل تركيزك ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى النسيان لذلك يجب استخدام طرق الاسترخاء، ونمط حياة صحي للحد من الآثار النفسية للمواقف العصبية في البيت أو المنزل.
- اضطرابات النوم: النوم المضطرب يؤدي إلى عدم التركيز، وضعف عام في الجسم مما يؤثر على الذاكرة.
- تعاطي الكحول والمخدرات : ممَّا لها تأثير سلبي على خلايا الدماغ وإتلافها ويؤثر على وظائفه بمافيها الذاكرة.
- الخلل الهرموني: تؤدي التغيرات الهرمونية إلى خلل في وظائف الغدة الدرقية وإفرازاتها مما تعمل على مشاكل عديدة في الذاكرة.
- سوء التغذية: حيث أنَّ التغذية لها دور أساسي في إمداد الجسم بالقوة، والطاقة لتقوم الأعضاء بوظائفها الحيوية أمّا سوء التغذية يقلل من نشاط الدماغ، ويعيق القدرة على التفكير، والتركيز ويضعف الذاكرة.
- السكتة الدماغية: تسبب السكتة مشكلة في تدفق الدم إلى الدماغ ومنها تعطيل خلايا الدماغ وتأثيرها على الذاكرة.
- اضطرابات الغدة الدرقية: يؤثر مستوى إفراز هرمون الغدة على الوظائف الحيوية في جسم الإنسان ومن ضمنها الدماغ مما يؤدي إلى ضعف في الذاكرة.
- الضربة على الرأس: حيث تعطل إحدى مراكز الذاكرة في الدِّماغ وبالتالي النسيان أو فقدان الذاكرة.
- الأورام الدماغية: ئؤثر الأورام والعلاجات الكيميائية على الدماغ بشكل كبير وعلى مستوى التركيز والذاكرة أيضاً.
- الخرف: يعد مرض الزهايمر من أكثر أسباب الخرف شيوعاً حيث يتَّسِم بتدهور في السلوك، والذاكرة.
- انقطاع الطمث (سن اليأس): يمكن أن يؤدي انقطاع الطمث إلى اضطراب في الوظائف العقلية وفقاً لدراسات أجراها مركز جامعة روسستر الطبي في أمريكا.
- عادات خاطئة: انعدام الراحة، السهر، قلّة الحركة، الكسل، عدم ممارسة الأنشطة اليومية، كلها تؤثر على ضعف التركيز، والنسيان. والانعزال الاجتماعي وقلَّة التواصل مع الآخرين.
- التقدم في العمر: حيث أنَّه مع تقدم العمر تضعف الذاكرة بسبب ضعف في خلايا الدماغ أو موتها فيكون أكثر عرضة لمرض الخرف أو الزهايمر.
علاج النسيان
- تحسين نوعية الغذاء: ويشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والغنية بفيتامين ب 12 كاللحوم والدواجن، والبيض والألبان وجوز الهند، المكسّرات، الحبوب الكاملة، الشوكلاتة الداكنة، الأفوكادو، الأسماك الدهنية الغنية بحمض أوميغا 3 كل هذه الأنواع تساهم في تحسين الذاكرة.
- الإكثار من شرب السوائل: حيث أنّها تنشط من عمل الدماغ وتحافظ عليه من الجفاف مما يساعد في التركيز.
- الإبتعاد عن العادات الصحية السيئة: كالتدخين، وشرب الكحول، والسهر المفرط، وتناول الأدوية المهدئة، والإفراط في النوم والأكل.
- تقوية العلاقات الإجتماعية: حيث تساعد في منع الاكئتاب والتوتر اللذان يسهمان في فقدان التركيز.
- ممارسة الرياضة: الرياضة مهمة جداً لتعزيزالطاقة وتنشيط وظائف الجسم ومنها الدماغ.
- التنظيم: يجب جدولة الأمور اليومية وتنظيمها وكتابة كل شيء مهم في دفتر صغير لاسترجاع المعلومات عند الحاجة إليها.
في الختام، يبقى النسيان مظهرًا طبيعيًا من جوانب حياتنا، ولكن فهم أسبابه واستكشاف وسائل الوقاية والعلاج يمكن أن يكون له تأثير كبير على جودة حياتنا اليومية.