يمكن حدوث متلازمة الكتف والذراع في جميع الفئات العمرية تقريبًا وفي كلا الجنسين، تحدث متلازمة الكتف والذراع بشكل مؤلم وحاد في بعض الأحيان، على سبيل المثال أثناء ممارسة الرياضة أو بعد رفع حمولة ثقيلة، يعاني أشخاص آخرون من آلام مزمنة في الكتف والذراع بسبب تآكل المفاصل، كيف يمكن تشخيص هذه المتلازمة؟ هذا ما سنتحدث عنه في المقال.
تشخيص متلازمة الكتف والذراع
يقوم الطبيب برؤية المريض ويلي ذلك فحص جسدي، اختبارات وظيفية سريرية، ملامسة نقاط التشخيص مثل الأوتار والمفاصل، ويتم إجراء اختبار الحركة بناءً على التاريخ الطبي والفحص البدني، يمكن للطبيب عادة وضع افتراضات حول التشخيص المحتمل لمتلازمة الكتف والذراع.
يجب إجراء المزيد من التحقيقات من أجل التشخيص كما يلي:
فحوصات الدم
يكون فحص العظام معيار لمتلازمة الكتف والذراع، على سبيل المثال يمكن أن يقدم فحص العظام مؤشرات على تأكل مفصل الكتف، متلازمة الاصطدام، الكتف المتكلس، والألم العضلي الليفي، كسر العظام خصوصاً كسر عظم الترقوة أو الجزء العلوي من الذراع الذي يسبب متلازمة الكتف والذراع، إذا كان الداء العصبي أو القوباء المنطقية وراء متلازمة الكتف والذراع، فيمكن اختبار عينة دم من المريض بحثًا عن الأجسام المضادة ضد العامل المسبب للمرض، يمكن أيضًا تحديد اضطرابات التخثر كسبب محتمل لنزيف المفاصل المؤدي الى متلازمة الكتف والذراع عن طريق تحليل الدم.
الفحص العصبي
يتم هنا فحص الحالة الوظيفية والتوصيلية للمسالك العصبية إذا كان القرص الغضروفي في العمود الفقري العنقي يسبب متلازمة الكتف والذراع.
فحص الكتف والجذع
يجب القيام بتعرية الجذع من أجل فحص الكتف والذراع، بمجرد خلع الملابس، يجد الطبيب مؤشرات على قيود الحركة المرتبطة بالألم والوضعيات الوقائية، يظهر الفحص الخارجي للجزء العلوي من الجسم ضمورًا في عضلات معينة مرتبطة بألم مزمن في الكتف والذراع، مع خلع ملابس الجزء العلوي من الجسم، ينظر الطبيب أيضًا إلى الكتفين في مقارنة جانبية ويبحث عن التغيرات في الشكل والعضلات بالإضافة إلى التورم أو السماكة أو التغيرات العظمية.
فحص الكتف
عن طريق ملامسة الكتف، يحدد الطبيب المناطق المؤلمة بشكل خاص، إنّ نوع الألم الذي يسببه والمكان الذي يمكن أن يحدث فيه الألم بالضغط مهمان في فهم السبب.
الاختبار الوظيفي
يعتبر اختبار الحركة الوظيفي جزءًا مهمًا جدًا من التشخيص، يقوم أخصائي الكتف بفحص الحركة النشطة للمصاب، والحركة السلبية، يوجه الطبيب الذراع لمفصل الكتف، يستخدم سلسلة من اختبارات الكتف الخاصة بإصابات معينة وحالات مزمنة، من خلال رفع الذراعين، الدوران الداخلي، تطوير القوة ضد المقاومة، قبضة المئزر أي القبضة للخلف، يمكن التحقق بدقة من وظيفة عظام وعضلات وأوتار الكتف والذراع، يسمح اعتماد الألم على الحركات باستخلاص استنتاجات دقيقة حول الهيكل التالف أو المصاب، يعتبر رد فعل الألم للضغط على الكتف هو أيضًا إشارة تشخيصية مهمة، يعد الفحص السريري المتباين مهمًا بشكل خاص لتشخيص متلازمة الكتف والذراع لأن الكتف يتم تعليقه بحرية من العديد من العضلات والأوتار، قبل إجراء الاختبار الوظيفي يجب أن يكون لدى أخصائي الكتف فكرة دقيقة عن الحالة السريرية.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يُظهر الفحص بالموجات فوق الصوتية أيضًا حركة جميع الهياكل في منطقة الكتف والذراع، ولا يمكن استخدام جميع طرق التصوير الأخرى إلا في حالة الراحة، الفحص بالموجات فوق الصوتية يتم بالفحص الديناميكي للأوتار والأنسجة الرخوة أثناء الحركة، يمكن أيضًا إظهار احتباس السوائل على سبيل المثال في حالة التهاب جراب مفصل الكتف جيدًا باستخدام الموجات فوق الصوتية، لا تتضمن الموجات فوق الصوتية التعرض للإشعاع، يمكن للطبيب والمريض رؤية ومناقشة نتيجة الفحص على الشاشة على الفور، عن طريق الموجات فوق الصوتية أيضاً، على سبيل المثال يمكن أن يتم كشف الكتف المتجمد، وتمزق وتر العضلة ذات الرأسين، والتهاب العضلات والتهاب جراب مفصل الكتف التي يمكن أن تكون سبباً في متلازمة الكتف والذراع.
التصوير بالأشعة السينية
يمكن للتصوير بالأشعة السينية، على سبيل المثال، إظهار ترسبات الكالسيوم المؤلمة في مفصل الكتف وعظم الذراع، يتم التصوير بالأشعة السينية في بعض الحالات بفحص الهيكل العظمي كاملاً، تظهر الأشعة السينية أيضًا ترسبات الكالسيوم في الأنسجة، وهي سبب شائع لألم الكتف، يمكن أيضًا تحديد سمك طبقة الغضروف بشكل غير مباشر ولكن بدقة عن طريق قياس فجوة المفصل، هذه هي الطريقة التي يمكن لجراح العظام من خلالها تشخيص متلازمة الكتف والذراع، تُظهر صورة الأشعة السينية أيضًا تغيرات التهاب المفاصل في العظام التي تسببها النبتات العظمية (النتوءات العظمية).
من خلال قياس المسافة من رأس عظم العضد إلى الأخرم في صورة الأشعة السينية، يمكن أيضًا تشخيص الشكاوى الناتجة عن اصطدام الكتف (ضيق تحت الأخرم)، يتم أخذ الأشعة السينية إذا كان سبب متلازمة الكتف أو الذراع أي حالة أخرى مثل الكتف المتكلس وألم العضلات الروماتيزمي وكسر في العظام أو خلع في مفصل الكتف.
التصوير المقطعي المحوسب (CT)
التصوير المقطعي مشتق من تقنية الأشعة السينية، يعرض التصوير المقطعي المحوسب صورًا بالأشعة السينية لشرائح فردية، وتظهر بوضوح العظام والأوتار والأنسجة الرخوة، يمكن زيادة القيمة التشخيصية للصور المقطعية باستخدام عوامل التباين، بهذه الطريقة يمكن أيضًا عرض مناطق جزئية داخل العظام، من العيوب الخطيرة لفحص التصوير المقطعي المحوسب التعرض العالي المصاحب للأشعة السينية، إذا كان سبب آلام الكتف، على سبيل المثال ورم في الرئة (ورم بانكوست)، أو انسداد رئوي، أو متلازمة القرص الغضروفي في العمود الفقري العنقي، فيمكن توضيح ذلك باستخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر.
التصوير بالرنين المغناطيسي
لا يتطلب التصوير بالرنين المغناطيسي أي أشعة سينية ضارة، يمكن التصوير بالرنين المغناطيسي أخصائي الكتف من تقييم حالة الأوتار والأربطة في الكتف والذراع، يتم تعيين طبقة تلو الأخرى، لا يؤدي العمل بالمجالات المغناطيسية إلى التعرض للإشعاع، على وجه الخصوص، يمكن أن يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل جيد تغيرات الأنسجة الرخوة أو الالتهاب أو احتباس الماء كسبب لألم الكتف، يُشار إلى التصوير بالرنين المغناطيسي عندما يكون متلازمة الكتف والذراع بسبب متلازمة اصطدام الكتف، أو تآكل المفاصل، أو تمزق الكفة المدورة، أو متلازمة ضغط حزام الكتف.
فحص سوائل الأنسجة
يتم فحص سوائل الأنسجة من خلال ثقب في مفصل الكتف والأنسجة الرخوة لعضلات الذراع، بإبرة تحت التحكم بالموجات فوق الصوتية، يمكن للطبيب سحب سائل الأنسجة من الجراب أو المفصل وفحصه عن كثب، يوفر لون ولزوجة السائل أدلة على عمليات متلازمة الكتف والذراع الأساسية، يمكن أيضًا فحص السائل تحت المجهر أو فحص الجراثيم والالتهابات، بهذه الطريقة يمكن للطبيب تحديد العديد من أسباب متلازمة الكتف والذراع، إذا اشتبه الطبيب في وجود عدوى بكتيرية في مفصل الكتف، فسيأخذ عينة من السائل الزليلي بإبرة رفيعة (شفط المفصل) لعمل زراعة البكتيريا، إذا كان من الممكن بالفعل إنماء البكتيريا من السائل الزليلي، فهذا يؤكد شك الطبيب.