داء لايم عند الأطفال Lyme disease

اقرأ في هذا المقال


العدوى البكتيرية قد تصيب أي مكان في الجسم، وقد تصيب كل من الأطفال والصغار، ويعد الدماغ من هذه الأمكنة المحتملة، ويكون نوع العدوى البكتيرية وأعراضها يعتمد بالشكل الأكبر على نوع البكتيريا المسببة للمرض، ومن هذه الأمراض التي تصيب الأطفال هو مرض لايم، حيث يصيب الأطفال من عمر 5-9 سنوات.

تعريف داء لايم عند الأطفال

هو عدوى تصيب الجهاز العصبي المركزي بأحد أنواع البكتيريا تسمى البروسيلا بورجدورفيري Borrelia burgdorferi، تحدث العدوى بشكل شائع في أشهر الصيف في المناطق الريفية في الولايات المتحدة، حيث تنتقل هذه البكتيريا عن طريق القراد الصلب، والتي لديها مجموعة من العوائل ولكنها أكثر انتشارًا في قراد الغزلان والموظ، ومع ذلك، في حوالي نصف الحالات فقط يوجد تاريخ سابق للدغة القراد، يصاب المرضى الذين هم من الأطفال غالبًا باعتلال الدماغ واعتلال الأعصاب المتعدد والتهاب بيضاء الدماغ وفقدان السمع، حيث تم التعرف على هذا المرض، لأول مرة في عام 1975 في مجموعة من الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل في لايم.

عوامل خطر داء لايم

  • العمر، حيث يُعد داء لايم أكثر شيوعًا بين الأطفال من سن 5 إلى 9 سنوات وفي بعض الدراسات يصيب من هم دون ال 16 سنة، ويصيب البالغين أيضًا الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 69 عامًا.
  • عيش الطفل في مناطق موبوئة بداء لايم أو تكون فيها القرادة منتشرة بشكل كبير خصوصاً في فترات الصيف.
  • ممارسة الطفل لأنشطة في الهواء الطلق مثل الذهاب للمنتزهات، الغابات، حدائق الحيوان والمحميات خاصةً محميات الغزلان والموض.
  • عدم التخلص من القراد قبل مرور يومين من إصابة الطفل به، وذلك لأن ترك القراد لمدة تزيد عن اليومين تؤدي إلى دخول البكتيريا المسببة لداء لايم إلى دم الطفل مؤديةً إلى المرض.
  • قيام الطفل بأنشطة واللعب في مناطق تحتوي على القراد الناقل للمرض، خصوصاً في حال تعري جسمه وعدم ارتدائه لباس كامل، لذلك لا بد من الالتزام باللباس الطويل والأكمام الطويلة خاصةً في الرحل المدرسية الاستكشافية للمناطق الطبيعية ورحل التخييم.

أعراض داء لايم عند الأطفال

يكون هناك انتفاخ واحمرار حول لدغة القراد ولكن هذه العلامة لا تعني دائماً إصابة الطفل بداء لايم، بشكل عام يمكن أن ينتج عن مرض لايم غير المعالج مجموعة واسعة من الأعراض، اعتمادًا على مرحلة الإصابة، ومن هذه الأعراض ما يلي:

العلامات والأعراض المبكرة 

وهي العلامات التي تظهر على الطفل بعد فترة الحضانة التي تمتد4-20 يوماً من لدغة القراد، مثل:

  • بعد مرور فترة الحضانة، يظهر طفح جلدي حمامي مهاجر، وهو آفة حمراء متسعة غير مؤلمة مع حافة منتشرة خارجية حمراء زاهية، يظهر عند 70 إلى 80 بالمائة من الأطفال المصابين، يبدأ في موقع لدغة القراد بعد مرور فترة الحضانة في المتوسط 7 أيام، يتوسع تدريجيًا على مدار عدة أيام حتى يصل عرضه إلى 30 سم، يكون ملمسه دافئاً ولكنه نادر أن يكون حاكًا أو مؤلمًا للطفل، قد لا تلاحظه الأم على الطفل حتى يكبر حجمه، حيث يكون على شكل علامة هدف تعرف باسم عين الثور، وقد يظهر في أي منطقة من الجسم، ولا يظهر دائمًا كطفح جلدي حمامي مهاجر فقد يشبه الإكزيما، أو حرق الشمس، وقد تختفي وتظهر عدة مرات.
  • أثناء المرض المبكر عند الطفل، غالبًا ما تكون الآفة الجلدية مصحوبة بارتفاع درجة حرارة الطفل وصداع وتعب عام وألم عضلي وألم في المفاصل، وانتفاخ العقد اللمفية، عادةً ما تتقلب هذه الأعراض على مدار عدة أسابيع ثم تختفي، وفي حال انتشار البكتيريا إلى باقي أنحاء جسد الطفل تظهر أعراض لاحقة.

العلامات والأعراض اللاحقة 

وهي الأعراض التي تظهر بعد أيام إلى شهور بعد لدغة القراد، منها:

  • صداع شديد وشعور الطفل بتيبس في الرقبة.
  • طفح جلدي إضافي في مناطق أخرى من الجسم.
  • شلل العصب الوجهي مما يؤدي إلى شلل وجه الطفل.
  • ألم متقطع في الأوتار والعضلات والمفاصل والعظام، حيث تحدث أمراض المفاصل في حوالي 50٪ من الحالات وتتنوع في أشكالها، وتعد نوبات التهاب المفاصل المتكررة شائعة، وفي 10٪ من الحالات يحدث مرض تآكل المفاصل المزمن من شهور إلى سنوات بعد النوبة الأولى.
  • خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب بسبب التهاب عضلة القلب وإحصار القلب.
  • نوبات دوار أو ضيق في التنفس.
  • آلام عصبية المنشأ.
  • آلام حادة أو تنميل أو وخز في اليدين أو القدمين.

تشخيص داء لايم عند الأطفال  

يعتبر داء لايم من الأمراض التي يصعب تشخيصها عند الأطفال وذلك لأن أعراض هذا المرض توجد في العديد من الأمراض الأخرى، وحتى القراد الناقل للمرض قد ينقل أمراض أخرى، وطرق تشخيص هذا المرض تتضمن:

  • التاريخ المرضي والفحص السريري للطفل، حيث أن وجود تاريخ للدغة قراد مع وجود الأعراض السريرية المميزة لداء لايم مثل الطفح الجلدي الحمامي، كما أن معرفة إذا كان أشقاء الطفل يعانون من نفس الأعراض أو أن العائلة قد سافرت مؤخرًا إلى مكان يشتهر بهذا المرض قد يساعد في التشخيص.
  • اختبار الأمصال ELISA، يتم اللجوء إلى قياس مستوى الأجسام المضادة في الجسم ضد البكتيريا المسببة للمرض، ولأن الأمصال قد تكون سلبية في المراحل المبكرة من المرض، لذا يُنصح بتكرار الاختبار المصلي بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وأيضاً تكون سلبية بعد استخدام المضادات الحيوية ضد البكتيريا، ويتم إجراء هذا الفحص على عينات الدم، أو عينات من السائل النخاعي أو السائل حول المفصل، ويكون في 95% من المصابين موجب، ونستخدم هذه الطريقة في حال كان الطفل لديه أعراض داء لايم ولكن لا يوجد أثر لعضة القرادة.
  • لا نقوم بإجراء زراعة للبكتيريا المسببة للمرض، حيث أنه من الصعب عزل الكائن الحي المسبب للمرض، ففي حال أخذ عينات من الدم وعمل زراعة للبكتيريا لا تظهر على فحص الزراعة.
  • فحوصات أخرى مثل التخطيط الكهربائي للقلب، صورة الرنين المغناطيسي للدماغ، البزل القطني ويتم عمل هذه الفحوصات في حال ظهرت أعراض تشير لانتشار المرض في أعضاء مختلفة عند الطفل كالقلب والدماغ.

مضاعفات داء لايم عند الأطفال

على الرغم من أن معظم الأطفال المصابين بالمرض يمكن علاجهم بجرعات من المضادات الحيويةلمدة تصل 2 إلى 4 أسابيع وإذا كان التشخيص مبكرًا فيتوقع شفاؤها التام بلا أي مضاعفات، إلا أن عددًا من المضاعفات قد تحدث، ومنها:

  • متلازمة داء لايم ما بعد العلاج، حيث على الرغم من العلاج، إلا أن قلة من الأطفال المصابين قد يعانون في بعض الأحيان من أعراض الألم، التعب أو صعوبة التفكير التي تستمر لأكثر من 6 أشهر بعد الانتهاء من العلاج وقد تستمر هذه الاعراض لأشهر وسنين.
  • في حال عدم العلاج أو العلاج المتأخر يحصل عدد من المضاعفات مثل التهاب المفاصل المزمن، خصوصاً مفصل الركبة، وأعراض عصبية مثل اعتلال الدماغ وشلل الوجه، ومشاكل في القلب.

علاج داء لايم عند الأطفال

إن الدواء المفضل للحالات المبكرة غير المصحوبة بمضاعفات فوق عمر 12 سنة هو الدوكسيسيكلين doxycycline، وللأطفال الأصغر سنًا أموكسيسيلين amoxicillin، يوصى أيضًا بإعطاء سيفوتاكسيم cefotaxime أو سيفترياكسون cefstriaxone أو بنزيل بنسلين Benzylpenicillin في الوريد لمدة 2-4 أسابيع، عندما يرتبط مرض لايم بمضاعفات قلبية أو عصبية.

وقاية الطفل من داء لايم

  • الابتعاد عن أماكن تواجد الناقل للمرض وهو القرادة خصوصًا في فصل الصيف.
  • لبس الطفل لباس كامل كي لا تجد القرادة مكان للدغ الطفل.
  • المحافظة على نظافة الطفل، مثل الاستحمام وغسل الملابس.
  • إزالة القراد فور إصابة الطفل بها.
  • الإسراع في الذهاب للطبيب فور إصابة الطفل بلدغة القراد.
  • الالتزام بالعلاج المناسب للوقاية من المضاعفات.

الأماكن التي قد يختبئ بها القراد

ومن الأماكن التي قد يتواجد بها القراد على طفلك، هي:

  • سرة البطن.
  • خلف الأذنين.
  • على الرقبة.
  • خلف الركبة.
  • بين أصابع القدمين أو اليدين.
  • في منطقة العانة أو تحت الإبطين.

هل داء لايم عند الأطفال معدي؟

نعم يعد معدي، حيث أنه قد ينتقل من طفل إلى آخر ولكن طريقة العدوى تكون من خلال ناقل المرض القرادة والتي تحتاج إلى أن تلتصق في الجلد يومين على الأقل كي تتمكن من الوصول إلى الدم، لذلك لا بد من إزالتها فور إصابة الطفل بها.

وفي الختام إن أفضل طريقة لحماية طفلك من المرض هو بتجنب التعرض لعضات القرادة، وعلى الرغم من سعيك سيدتي لإبعاد القرادة عن طفلك إلا أنها قد تصل فلذلك يجب حرص الأمهات على الفحص المستمر لوجود القراد في طفلها.

المصدر: Illustrated textbook of pediatrics,by Tom lissauer and Will Carroll ,5th editionNetters pediatrics, by Todd A.Florin and Stephen ludwig,5th editionNelson essential of pediatrics ,by Karen Marcdante and Robert Kliegman,8th edition


شارك المقالة: