قيء الدم عند الأطفال حديثي الولادة

اقرأ في هذا المقال


لا بد لكل أم من المحافظة على سلامة الرضيع خصوصاً في الأيام الأولى من حياته وملاحظة أي تغيير أو عرض أو ظاهرة غريبة تحدث له والذهاب لعرضه على الطبيب وذلك لأن الطفل في هذه الأيام يكون ذو مناعة منخفضة، وأي مرض قد لا يشكل ضرر للكبار قد يكون قاتل ومميت، ومن هذه الظواهر الغريبة هو خروج دم من فم الطفل، وعلى الرغم من وجود قيء دم عند الكبار ولكن تختلف أسبابه عند الصغار.

تعريف قيء الدم عند حديثي الولادة

هو خروج دم أحمر غامق يشبه القهوة المطحونة، بكميات مختلفة حسب السبب من فم الطفل بسبب حدوث نزيف في الجهاز الهضمي العلوي، خلال الشهر الأول من حياته، وهو حالة نادرة جداً، له العديد من الأسباب ولكن من أشهر هذه الأسباب هو ابتلاع الطفل لدم والدته خلال الولادة.

أسباب قيء الدم عند حديثي الولادة

  • أشهر سبب هو ابتلاع الطفل لدم والدته خلال عملية الولادة، أو خلال الرضاعة إذا كان هناك تشققات في ثدي الأم.
  • قد يكون السبب وجود جرح في فم الطفل وهنا عادة ما تكون كمية الدم قليلة.
  • نقص فيتامين K، يعد نقص فيتامين K عند الأطفال من الأمور الخطيرة التي قد تؤدي إلى مشاكل نزيف منها النزيف الدماغي الذي قد يكون مميت، حيث أن فيتامين K مهم لعوامل التخثر المهمة لمنع حدوث نزيف، لذلك أي طفل عند ولادته يتم حقنه بفيتامين K في العضل، لكن الأطفال الذين تتم ولادتهم في المنزل بدون الذهاب للمشفى قد لا يتلقون هذه الجرعة من فيتامين K بالتالي يكون الطفل معرض لنقصه وحدوث نزيف والذي قد يكون من أعراضه خروج دم من فم الطفل.
  • وجود تقرحات في الجهاز الهضمي العلوي ابتداء من المريء إلى المعدة أو الاثني عشر التي قد تؤدي إلى خروج دم من فم الطفل، وقد يكون سبب هذه التقرحات هو التعرض لبعض الأدوية مثل دواء الاندوميثاسين indomethacin.
  • خلل في الصفائح الدموية وعوامل التخثر التي تمنع حدوث نزيف وهذا النوع له العديد من الأسباب منها ما هو وراثي ومنها ما هو مكتسب، بعضها يتم تشخيصه في بداية حياة الطفل والقسم الآخر قد يبقى بدون أعراض حتى وصول الطفل إلى عمر أكبر.
  • بعض الأدوية مثل الأسبرين، يعمل الأسبرين على إحداث خلل في عمل الصفائح الدموية لذلك يمنع أخذه عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، أو أدوية أخرى مثل الستيرويد.
  • إذا كان الطفل يعتمد على أحد أنواع الحليب الذي يحتوي في مكوناته على شيء يتحسس منه الطفل فينتج من ذلك تفاعل حساسية قد يكون من أعراضها النزيف وخروج دم من فم الطفل.
  • ارتداد المريء قد يحدث عند الرضع فيقوم الطفل بإرجاع ما بداخل معدته وقد يصاحب ذلك دم، وتسمى بظاهرة القشط عند الأطفال.

أعراض قيء الدم عند حديثي الولادة 

تكون الأعراض خروج دم من فم الطفل لونه أحمر غامق يشبه لون القهوة المطحون، تختلف كميته باختلاف السبب، وقد يصاحب هذا القيء أعراض مثل الاستفراغ، وجع في البطن وغيرها من الأعراض التي تعتمد على نوع السبب الذي أدى إلى هذا النزيف.

تشخيص قيء الدم عند حديثي الولادة

يقوم الطبيب في التشخيص من خلال ما يلي:

  • أخذ تاريخ مرضي دقيق لمعرفة الأعراض وعوامل الخطر، مع عمل فحص سريري يتضمن رؤية الطبيب للطفل وتقييم حالته ونموه ونشاطه ورؤية إذا كان هناك أي جروح في فمه.
  • يقوم الطبيب بعمل فحوصات مخبرية لرؤية عوامل التخثر والتأكد من سلامتها، أو إذا كان هناك أي عدوى.
  • يقوم الطبيب بعمل تنظير علوي للتأكد من سلامة المريء والمعدة والاثني عشر من وجود أو تقرحات أو أي عيوب خلقية وعائية تؤدي إلى حدوث هذا النزيف.
  • التصوير الوعائي، يتم حقن سائل داخل الأوعية ثم أخذ صورة أشعة سينية لتحديد مكان الخلل في الأوعية الدموية.

علاج قيء الدم عند حديثي الولادة

  • العلاج بالتنظير، يعتبر التنظير وسيلة تشخيصية وعلاجية، حيث يقوم الطبيب بربط الأوعية الدموية معاً أو بحقن مادة تعمل على تسكير الأوعية الدموية لمنع النزيف.
  • الأدوية، حسب سبب النزيف قد يحتاج إلى علاج دوائي، مثلا إذا كان السبب ارتداد مريء أو قرحة، يكون العلاج باستخدام أدوية مضادة للحموضة.
  • نقل الدم، إذا كان كمية الدم التي تم فقدها كبيرة فقد تتم عملية نقل دم.
  • العلاج بالجراحة، قد يتم العلاج من خلال الجراحة، حيث يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية وذلك في حالات معينة بعد فشل طرق العلاج الأخرى.

الوقاية من قيء الدم عند حديثي الولادة

  • إعطاء سوائل لمنع حدوث جفاف عند الطفل، حيث أن نزف الدم قد يؤدي إلى حدوث جفاف عند الطفل.
  • عدم إعطاء أدوية قد تؤدي إلى حدوث نزيف مثل الأسبرين، الستيرويدات.

في النهاية لا بد للأم من الحفاظ على طفلها وسلامته، وعرضه على الطبيب في حال وجود أي عرض يدعو للشك مثل قيء الدم، وذلك لتشخيصه وعلاجه في أقرب وقت.


شارك المقالة: