على الرّغم من أنّ التّقدّم في العمر قد يكون مُخيفاً، إلّا أنّه لا يجب أن يكون كذلك. وتُعدّ الشّيخوخة جُزءاً من الحياة، وهناك العديد من التّغييرات الّتي يمكنكَ إجراءها؛ لتكون شخصاً بالغاً ونشيطاً وفعّالاً أيضاً عن طريق اتّباع بعض العادات الصحيّة الّتي تُساهم في تحسين حياتك. ماهي هذه العادات؟ وما فوائدها؟ وكيف نتّبعها؟ عزيزي القارئ سنطرح في هذه المقال عن كلِّ ما يخصّ العادات الصّحيّة الّتي يجب اتّباعها في مرحلة الشّيخوخة.
ما هي الشيخوخة
الشيخوخة: هي عبارة عن مرحلة من مراحل دورة الحياة. وتُعدّ من المرحلة النهائيّة من مراحل العمر وتبدأ من سن 60 فأكثر، وتتميّز بظهور علامات مثل ازدياد ظُهور بعض المشاكل الصّحيّة وعدم قُدرة الشّخص على القيام بمهامّه والشّعور بالوحدة والكآبة.
الشيخوخة الصحية
تُعرّف منّظمة الصّحة العالميّة الشيخوخة الصحيّة بأنّها: عمليّة الحفاظ على القُدرة الوظيفيّة الّتي تُمكّن من الرّفاهيّة ويشمل ذلك قدرة الشّخص على تلبية احتياجاتهم الأساسيّة، وقدرتهم على اتّخاذ القرار، والمُساهمة في بناء المُجتمع، والقُدرة على بناء العلاقات الاجتماعيّة.
العادات الصحيّة عند كبار السن
1- الطعام الصحي
مع تقدّم العمر يخضع الجسم لبعض التّغييرات المُهمّة فيتباطأ الجهاز الهضمي في عملهِ، لذلك يوصي الخُبراء بشرب الكثير من الماء والمُشروبات الصحيّة؛ للحماية من الجفاف وبقاء الجسم رطباً. لذلك فإنّ اتّخاذ خيارات جيّدة للنّظام الغذائي سيُساعد كبيري السّنِّ على تحسين صحّتهِ والوقاية من بعض الأمراض. ويجب تناول الخُضروات والفواكه والحُبوب الكاملة لا تقلّ أهميّة عن أيِّ وقت مضى. ومُنتجات الألبان، والأطعمة الغنيّة بفيتامين د والألياف. وتجنّب الأطعمة الغنيّة بالسُّكريات والدّهون غير المشبعة والأطعمة المُصنّعة.
2- الحصول على النوم الكافي
إنّ الاستيقاظ المُتكرّر والأرق في اللّيل أمرُ شائع بين كبار السّنّ، لذلك يجب عليك تحفيز النّوم لهُ عن طريق تجهيز الغُرفة وتوفير أجواء مُناسبة تُساعد على سرعة النّوم، والّتي يُمكن من خلال ضبط درجة حرارة الغُرفة، وإطفاء الأضواء، أو إبقاء الضّوء خافتاً، وأن يكون الفراش والوسائد مريحةً، والابتعاد عن الأكل والتّدخين قبل النّوم.
3- النشاط الجسدي
التّمرينات البدنيّة لا تُخفّف الاكتئاب فحسب، ولكنّها تُحسّن من الطّاقة الجسديّة والذّاكرة. ويُمكن أنَّ يُحافظ برنامج التّمرينات المُعتمد من قبل الطّبيب أو المشي لمسافات طويلة أو التّنزه لفترة قصيرة؛ لما له من فوائد عديدة، وأهمها الحفاظ على صحّة خلايا الدّماغ عن طريق توفير المزيد من الدّم والأكسجين. ويُسيطر على الوزن ويُعزّز المزاج، ويُساعد على النّوم بشكلٍ أفضل ويُساعد على تقوية العضلات والعظام يُقلّل من حدوث أمراض الضّغط والسّكري والكوليسترول في الدّم.
4- الحصول على معلومات إدارة الدواء
اسأل عن أدوية كبار السّن، واستعرضها مع طبيبك بشكلٍ مُنتظم. ويجب النّظر في التّفاعلات الدّوائيّة المُحتملة وتدوين أيّ أعراض جديدة مثل الحسّاسية، النُّعاس، وفقدان الشّهيّة وغيرها.
5- زيارة طبيب الأسنان
يجب زيارة طبيب الأسنان كُل ستّة أشهر؛ لأنَّ خطر التسوّس يزداد مع تقدّم العُمر بالإضافة إلى ذلك يُمكن ربط العديد من التهابات الفم بأمراض صحيّة خطيرة مثل: مرض السُّكري، وأمراض القلب، والسّكتة الدّماغيّة. لذلك يجب زيارة الطّبيب بانتظام.
6- التركيز على الوقاية
” درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج” من المُهمِّ جدولة فُحوصات مُنتظمة مع طبيبك للتّأكّد من أنّ كلَّ شيء على ما يُرام. لن يعطِ الطّبيب أيَّ دواء لكنّه سيوجّه المريض في رعاية الإطار البشري، والنّظام الغذائي وفي سبب المرض والوقاية منه. الوقاية أمرٌ مهمٌّ للغاية بالنّسبة لكِبار السّن بما في ذلك الفُحوصات الصحيّة لمستويات الكوليسترول ومشاكل القلب ومُتابعة السُّكري والضّغط. ويحتاج كِبار السّن أيضاً إلى اللُّقاحات الّتي تمنع من الإصابة من مرض الأنفلونزا والالتهاب الرّئوي.
7- متابعة فحص النظر
يجب أن يحصلَ كِبارُ السّنِّ الّذين يرتدون نظّارات طبيّة على برنامج طبّي لفحصهم كلّ سنة حول التّغييرات الّتي قد تحدُث للنّظر وفحص العيون؛ لضمان صحّتهم. والمرضى الّذين يعانون من مشاكل في النّظر يتمُّ فحصهم بشكل أكبر ومُتكرّر. وإنّ الحُصول على عدسات طبيّة سليمة تُقلّل من فُرصة الوقوع على الأرض.
8-العلاقات الاجتماعية
إنّ البقاء نشيطاً اجتماعيّاً يُساعد كِبار السّن بعدّة طُرق وفقاً للمعهد الوطني للشّيخوخة ومنها، أنّ العلاقات الاجتماعيّة ترتبط مع المُؤشّرات الحيويّة الإيجابيّة للصّحّة. ويرتبط الرّفاه بتقليل الالتهاب ممّا يُساعد كِبار السّن على تجنُّب المشاكل مثل: الزّهايمر، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل، وأمراض القلب. كما أنّ العُزلة الاجتماعيّة هي عامل خطر للاعتلال والوفيات، وخاصّة بين كبار السّن؛ لأن الوحدة ترتبط بارتفاع ضغط الدّم، وهي عامل خطر للاكتئاب.
