الإمام المحدّث أحمد بن حنبل

اقرأ في هذا المقال


اسمه وكنيته

هو : الإمام المحدّث الفقيه العالم الورع الفقير الزَّاهد، أبو عبدالله أحمد بن حنبل الشّيباني، الذُّهلي، أحد الأئمة الفقهاء الأربعة عند أهل السُّنة، وصاحب المذهب الحنبليّ، كان معروفاً بالأخلاق والفقه والزُّهد والورع .

ولادته ونشأته

ولد الإمام أحمد بن حنبل صاحب المسند في الحديث في بغداد، سنة 164 للهجرة الموافق للميلاد سنة 855 ، ونشأ ققيراً ويتيماً بعد وفاة أبيه وهو في سنِّ الصِّغر، ونشأ مع أسرة كانت تعاني من الفقر، لكنّها كانت تحبُّ العلم وطلبه، وكانت أسرته تحثُّه دائماً على طلب العلم ومجالسة العلماء، وظهرت على الإمام أحمد بن حنبل علامات النبوغ الذِّهنيّ والذكاء منذ صغره، وبذلك شهد له علماء عصره.

طلبه للعلم ورحلاته العلمية

كان الإمام أحمد بن حنبل في دور طلب العلم صغيراً، حيث لم يكن أقرانه يتعلَّمون شيئاً، فكان يجالس العلماء، ويستمع منهم، وظهرت عنده محبّة التوجّه لطلب العلم خاصّة، فدرس علوم الحديث والفقه في بغداد، وكان يجلس إلى شيخه الإمام هشيْم الواسطيّ في بغداد، ويأخذ منه الحديث والفقه، ثمَّ رحل عالمنا إلى خارج بغداد من مدن العراق، ثمّ إلى الحجاز وتُهامة واليمن، وبقي يطلب العلم في هذه المدن، ويجلس إلى علمائها حتى قارب عمر الأربعين، فرجع حينها إلى موطنه الأصليّ بغداد، وجلس متفرِّغاً لمجالس علمه مع طلبة العلم، وكان منهم من يصل إليه من مدن بعيدة لينهل من علم الإمام أحمد رحمه الله.

شيوخه وتلاميذه

درس الإمام أحمد بن حنبل على يد كثيرٍ من العلماء، فدرس الحديث صغيراً عند شيخه هشيْم الواسطيّ، ثمَّ التقى بالإمام الشَّافعيّ فتعلَّم منه وهو من شيوخه، وكانت صلتهما، أي الشافعي وأحمد حميمة، حتى روي عن أحمد أنَّه دائماً كان يذكره في صلاته ويدعو له.

وتتلمذ على يد أحمد كثيراً من طلبة العلم، ومن هؤلاء : البخاريُّ صاحب الصَّحيح، وولديه صالح وعبدالله، وغيرهم.

أحمد بن حنبل والمسند والطريقة

رتَّب الإمام أحمد بن حنبل كتابه المسند بطريقة مختلفة عن غيره، فرتَّبه على طريقة الأسانيد المرتبطة للصَّحابة الكرام، وتحت عنوان كلٍ منهم الأحاديث التي رواها عن النبي صلّى الله عليه وسلم، ويعتبر كتابه المسند بعد الصَّحيحين والسُّنن الأربعة مرتَّبة.

محنة الإمام أحمد

لقي الإمام أحمد من الفقر صغيراً ومن البلاء والمحن بعد ذلك في علمه وعقيدته،فحُبس رحمه الله أيَّام الفتن في الدّولة العباسية، وتحديداً في خلافة المأمون بن هارون الرشيد، الّذي كان يميل لرأي المعتزلة، الّذين قالوا بخلق القرآن وثبت الإمام أحمد على رأيه بأنَّ القرآن صفة من صفات الله ليس بمخلوق، وبقي على حاله بين التضييق والحبس والسِّجن والسَّوط بين خلافة المأمون والمعتصم والواثق حتى جاء الخليفة المتوكِّل فأنهى هذه الخلافات قطعياً.

وفاة الإمام أحمد

توفي الإمام أحمد بعد صراع ٍلم يدم طويلاً مع مرضه، وكان ذلك سنة 241 للهجرة، الموافق للميلاد 855،وكان عمره يقارب السَّابعة والسَّبعون من العمر، عليه رحمة الله تعالى


شارك المقالة: