الإيمان بالأنبياء والرسل وصلته بالإيمان بالله تعالى

اقرأ في هذا المقال


ينبني الإيمان بالله تعالى على إيمان العباد بالملائكة والكتب، والرسل واليوم الآخر والقدر، وكان الإيمان بالرسل واحداً من الأصول التي يقوم عليها إيمان العبد بالله تعالى، فما صلة الإيمان بالرسل بالإيمان بالله تعالى؟

الإيمان بالرسل أصل إيماني

إنّ الإيمان بالرسل واحد من الأصول الإيمانية، التي ينبني عليها إيمان العبد وتصديقه لوجود الله تعالى، حيث جعل الله تعالى الإيمان بالرسل من أركان الإيمان، وأوجب على العباد الإيمان بالرسل والأنبياء، والعمل بما جاؤوا به من أحكام وشرائع، قال تعالى: “قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى” سورة آل عمران 84.

وقد توعّد الله تعالى مَن يُكذب الرسل والأنبياء، بالضلال في الدنيا والخسران في الآخرة، قال تعالى: “وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا” سورة النساء 136.

صلة الإيمان بالرسل بالإيمان بالله

ولا يُؤمن العبد ويُقدّره حق قدره، مَن يؤمن بالله تعالى ويكفر برسله وكتبه، قال تعالى: “وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ” سورة الأنعام 91. ومَن يعلم ما اتصف الله تعالى به من صفات العلم والحكمة، ولتحقيق الإيمان بالله والوصول لأسمى درجات الإيمان، يجب أن يُؤمن بالرسل إيماناً صادقاً، وما جاؤوا به من كتب ورسالات وشرائع.

ويُعتبر كافراً عند الله تعالى مَن يدّعي أنه مؤمن بالله تعالى، ويكفر برسله، ولا ينفعه هذا الإيمان بشيء، فهو يكفر بركن من أركان الإيمان، فقال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً* أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا” سورة النساء 150-151.

ولا يجوز التفريق بين الله تعالى ورسله، وكفر بالله مَن يعتقد بذلك، فالشرائع التي أنزلها الله تعالى على عباده، هي ما جاؤوا به الرسل والأنبياء، والكفر بالرسل يعني جحود رسالات الله تعالى، وردّ شرائعه وإنكارها. والمنكِر لرسالات الله جل وعلا هو الممتنع عن القيام بالتزام الشرائع والعبادات التي أمر الله بها عباده.

ولا يتحقق إيمان العباد الصادق بالله تعالى، إلّا بعد الإيمان بالرسل والأنبياء، والعمل بما حملوه من رسالات، واتباع أحكامها وضوابطها، والتزام أوامر رسل الله تعالى وأنبيائه، والاقتداء بهم، والعمل على إعانتهم في حمل الدعوة إلى عبادة الله تعالى وتوحيده.


شارك المقالة: