جابر بن عبدالله

اقرأ في هذا المقال


الصّحابة هم أعلامٌ في العلم النّبويّ، علمِ حديثِ رسولِ اللهِ ــ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم ــ حيث هم من أهمّ مصادر التشريع والفقة وشرح وتفسير القرآن، كيف لا وهم من شهدوا الوحي والتنزيل على محمد، وأخذوا منه، وكان لهم منبعاً يستقون منهُ مباشرة، ونعرج إلى عَلَمٍ من جهابدتهم، إلى الأنصار من كان لهم الفضل في نصرةِ رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ جابر بن عبدالله، المُحدّث المُكثر، الفقيه، المُجاهد، من لم يتخلّف عن غزوة من غزوات النّبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ إلَّا غزوة بدر وأحد، وذلك لصِغرِ سِنّهِ.

اسمه ونسبه وولادته:

هو الصّحابيُّ المُحدّث الأنصاري، جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام، من قبيلة الخزرج، وأبوه كان من السابقين إلى الإسلام، ومن أهل العقبة الّذين ناصروا النبي وتعهَّدوا بحمايته كما يحمون أولادهم وأزواجهم، وقد استَشهد في غزوة أحد، وأمه نسيبة الأنصارية، وكان يكنى بأبي عبدالله، وقيل كنّي بأبي محمد.

وولد الصّحابي جابر بن عبدالله في يثرب في العام السادس عشر قبل هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم.

سيرتهُ وجهادهُ:

كان جابر بن عبدالله من الّذين لم يتوانوا لحظة عن الالتفاف حول رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وشارك في كلِّ غزوات النّبيّ عليه السّلام، بعد غزوة بدرٍ وأحد، وشارك في فتوحات الشام، وفتوحات الإسلام بعد عصر النّبي عليه السّلام.

جابر وروايته للحديث

كان جابر بن عبدالله من رواة الحديث، المكثرين الحافظين، وكان لهُ مجالس علم يُدَرٍّس فيها الحديث، وينقل فيها ماسمعه وشهده من النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وكانت مجالس علمه بعد وفاة النّبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ في المدينة، في مسجد رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وكان ــ رضي الله عنه ــ لا يتوانى عن الرحلة في طلب الحديث أيضاً، فروي أنّه رحل إلى مصر ليسمع من عبدالله بن أنيس.

روى جابر بن عبدالله عن النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وعن أبي بكر، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعن أبي هريرة، وعن طلحة بن عبيدالله، وغيرهم من صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وروى عن جابر بن عبدالله كثير من الصّحابة والتابعين كالحسن البصريّ، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن المسيّب، وغيرهم رضي الله عنهم ورحمهم جميعاً.

وروى جابر بن عبدالله من الأحاديث سمعاً من النبي عليه السّلام أو ممَّن سمعهُ من الصّحابة عن النبي عليه السلام مايزيد عن 1540 حديث.

وفاة جابر بن عبدالله

روي في وفاة جابر أنَّهُ توفّي سنة 73 أو 74 أو سنة78 للهجرة، وأصحّ ماروي عن وفاته هو ما أورده الذّهبيّ أنّهُ توفِّي في سنة 78 للهجرة النّبويّة الشريفة، وكان آخر من مات وممّن شهد بيعة العقبة.


شارك المقالة: