حبر الأمة عبدالله بن عبّاس

اقرأ في هذا المقال


من آل بيت النّبي صلّى الله عليه وسلّم من كانوا من رواة الحديث النّبويّ الشريف، مكثرين في رواية أحاديث خير آل البيت، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لقربهم من النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن هؤلاء حبر الأمة، وترجمان القرآن، من دعا له عليه الصّلاة والسّلام، فقال((اللّهم فقِّه في الدّين وعلّمه التأويل))، ومضت به بركة دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأصبح من فقهاء الإسلام ومحدّثيهم من الصّحابة رضوان الله عليهم، ألا وهوالصّحابي الجليل، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبدالله بن عبّاس، الفقيه المحدّث، إمام أهل التفسير،

اسمه ونسبه وكنيته

هو الصّحابي الجليل عبدالله بن عبّاس بن عبد المطلب بن هاشم، لقّب بعدَّة ألقاب منها : حبر الأمة، وترجمان القرآن، هو من آل بيت النّبي عليه السّلام، فهو ابن عمّه العبّاس ، كان ممّن لزموا النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ورووا الحديث عنه وتعلموا لقربهم منه الفقه وعلّموه، وكان من أصغر الصّحابة سنّاً، ولكنّه من أكبرهم علماً.

ولادته ونشأته وطلبه للعلم

أورد المؤرخون في ولادة ابن عبّاس، أنّها كانت في السنة الثالثة قبل الهجرة النّبويّة الشريفة، أي في مايقابلها من الميلاد سنة618 ، ونشأ قريباً من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكان يحبّه النّبيّ عليه السّلام ويعلّمه، وكان يردد في خطابه لابن عبّاس فيقول له: ياغلام ، وهذا دليل على صغر سنِّه لأنَّ العرب تُطلق لفظ الغلام على من هو دون العشر سنين، وعندما توفي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يكن بن عبّاس قد تجاوز الخمسة عشر عاماً، وبالرغم من صغر سنه، ألَمَّ ابن عباس بكًمٍّ من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

عبدالله بن عبّاس وروايته للحديث

كان عبدالله بن عبّاس من المكثرين للحديث من النّبي عليه السّلام، وكان حريصاً أيضاً على تعلّمِه من كبار الصّحابة ومحدّثيهم، وكان لا يسمع بحديثٍ، إلّا ذهب لصاحبه إلى بيته، ويبقى بانتظاره حتى يسمعه منه، ويتثبت من صحته، فيخاطبونه بأنَّه لو دعاهم لأتَوه هُمْ، فيقول لهم: العلم يؤتى ولا يأتي، وكان مرجعاً بالرغم من صغر سنّه للصّحابة رضوان الله عليه، فيصطحبه عمر بن الخطاب إلى مجالس علماء كبار الحديث والتفسير من الصحابة، ويقيم الحجّة به عليهم، واستعان به الخلفاء الراشدين الأربعة في أمور الحديث والفقه، وذلك لغزارة علمه رضي الله عنه، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم ما يزيد عن 1660 حديث، وروى عنه كثير من الصّحابة، وكثير من التابعين.

وفاته رضي الله عنه

توفي الصّحابيّ عبدالله بن عبّاس رضي الله عنه سنة 68 للهجرة بالطائف، عن عمرٍ يناهز الواحد والسبعين، وقد قدّم لرواة الحديث وطلبة العلم علماً ينقل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.


شارك المقالة: