الإيثار ويعني تفضيل مصلحة الغير على مصلحة الإنسان نفسه، ويتم من خلالها بذل كل ما في طاقة النفس الإنسانية لإسعاد الآخرين وفي سبيل إرضاء الله تعالى، ومن خلال الإيثار يستطيع الشخص نيل رضا الله ومحبة الناس بشكل خاص، والبُعد عن ما يُعرف بالأنانية.
قصة عمار وعامر والشيخ كريم
عمار رجل في المتوسط من عمره يسكن في قرية بسيطة، سكانها يتميزون بالحب واحترام كل منهم الآخر، وعمار يعمل في صيد الأسماك، لكن عمله لا يأتي بالدخل الجيد الذي يستطيع من خلاله تلبية جميع نفقات الزوجة والأبناء لديه، وجاء شهر رمضان والعيد على الأبواب، والناس كلها بانتظار العيد ليشتروا ما يحتاجونه من مستلزمات العيد.
لكن عمار وللأسف عمله لا يستطيع من خلاله سداد الحاجات العادية للعائلة، فكيف به إذا أراد تلبية احتياجات العيد، وهذا الأمر اضطر عمار الى أن يلجأ لأحد أصدقائه وهو عامر ليطلب منه المساعدة ليطلب منه دَين ليسدّ بها حاجات ابنه.
بالفعل ذهب عمار لبيت صديقه عامر ليطلب منه مبلغاً من المال وكان حال عامر ليس بأفضل من وضع عمار فهو يعمل بالليل والنهار، ولكن عمله أيضاً لا يستطيع من خلاله سداد قوت يومه، وكان في تلك الفترة قد جمع في كيس خاص به بعض المال من أجل أن يَسدّ نفقات العيد لزوجته وأبنائه.
في تلك الفترة وبينما طلب عمار ليستقرض من عامر المال، لم يكن من عامر إلا أن طلب من زوجته أن تحضر الكيس، وأعطته لزوجها مع بعض نظرات الحزن والعتب على زوجها الذي قد جمع المال لسداد نفقات العيد.
مرّ اليوم الأول والثاني على عامر ولم يعلم كيف سيسد نفقات زوجته وأبنائه، ففكر بالذهاب للشيخ كريم وهو صديقه ليقترض المال منه، والشيخ في تلك الفترة لم يكن يملك المال الأمر الذي جعل الشيخ يذهب لعمار ليقترض لعامر وله المال.
وفي تلك الفترة عرف الشيخ الكيس الذي فيه المال وقال لعمار: أليس هذا الكيس لعامر؟
أجاب عمار : أجل إنه له.
الشيخ: تعال معي لقد خطرت ببالي فكرة وسنحل فيها مشكلتنا جميعاً، وبالفعل ذهب الشيخ وعمار إلى بيت عامر.
عمار والشيخ وعامر اجتمعوا وقرروا بأن يقتسموا المال بينهم الثلاثة مناصفة دون أن يزيد أحدهم على الآخر وعندما يرزقهم الله سيسدون المبلغ بالكامل لصاحبها الرئيسي.
جاء العيد وفرح الجميع وكل منهم قام بتسديد نفقات الآخر دون عناء، وهكذا لقد وضع الجميع أروع صور الإيثار والمحبة ورأى الجميع كل منهم فرح ومسرور والجميع بخير.
قصة دينية للأطفال حول الإيثار وأهميته في بناء المجتمع
في يوم من الأيام كان أبو خالد عائد من العمل، وجاء كل من أحمد وخالد عند والدهم وطلبوا من والدهم الذهاب في رحلة مدرسية، كانت المدرسة قد نظمتها وطلبت منهم اللجنة الخاصة بالرحلة مبلغاً من المال.
الوالد بدوره قال لهم: يا أبنائي إنكم تروني أجِد وأتعب من أجل راحتكم وتلبية متطلباتكم، لكن وضعي المادي لا يسمح لي بأن أعطيكم الإثنين، بدوره خالد قال: والدي العزيز أعطِ أخي أحمد المبلغ واجعله يذهب وأنا سأنتظر وأذهب في المرة القادمة إذا نظمت المدرسة رحلة أخرى.
أما أحمد فلم يكن أنانياً فقد طلب من والده أن يعطي خالد وهو من سيأجل الذهاب في الرحلة هذه المرة، فخالد وأحمد ضربا أمام والدهم أروع صور الإيثار فقال لهما: أحسنتما يا أبنائي وأحمد الله لأن تعبي وتربيتي لكم أعطتني أفضل النتائج، وبإذن الله سأوفر لكم الإثنين ثمن الرحلة وستذهبون سوية، بارك الله لي فيكما يا أبنائي.
بالفعل ذهب خالد وأحمد في الرحلة وعادوا في المساء وشكرا والدهم؛ لأنه منحهم فرصة الذهاب في تلك الرحلة.
وسأل خالد وأحمد ما هي فوائد الإيثار يا أبي؟ فتحدث الأب لهما عن فوائد الإيثار وما هي إيجابيات الإيثار في المجتمع وقال:
- نيل رضا ومحبة الله.
- نشر المودة بين الناس.
- بناء مجتمع قوي ورصين بين الناس.
- يزرع الألفة بين الناس وزيادة التعاون بينهم.
- يحصل الفرد على غايته المرجوة من خلال الإيثار.
وهكذا فإن تفضيل المصالح الشخصية تُعتبر من الأمور غير المرغوب فيها أما مصالح الآخرين فإنها من الأمور التي دعا لها الإسلام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” فالرسول صلى الله عليه وسلم خير البشرية ضرب لنا أروع الأمثلة في الإيثار.