قصة دينية للأطفال عن التكافل الاجتماعي وأهميته في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


التكافل الاجتماعي هو تضامن المسلمين وغير المسلمين، ويكون ذلك بأمور شرعها الله تعالى ويكون في صلة الرحم وكذلك تشغيل الشباب العاطل، وهناك أيضًا التكافل المالي وكذلك التكافل بين الأقرباء.

قصة دينية للأطفال حول التكافل الاجتماعي وأهميته

لم تكن الظروف في المدرسة التي يدرس فيها عمار مختلفة عن بقية المدارس، ففيها الغني وفيها الفقير الذي لا يوجد ما يسدّ رمقه، وفي يوم من الأيام وبينما كان الأستاذ عامر يجتمع بطلابه ليتحدث معهم حول أنه على الجميع التجمع في ساحة المدرسة؛ لمعرفة من يريد أن يساهم في مساعدة الفقراء، حيث سيتم جمع مبلغًا مناسبًا لمساعدة الطلاب الفقراء وشراء ما يلزمهم من مساعدات من غذاء وملابس وكذلك دواء.

لقد كانت تلك الفكرة قد راقت لكثير من الطلاب وشكروا أستاذهم عامر؛ لأنه قد ساهم في جعل الكثيرين يهتمون بالأمور التي تهم المدرسة، كذلك بمصالحهم الشخصية وهو يرسم الطريق ليكونوا أبناء فاعليين بالمجتمع وليس متقاعسين، فهذا الأمر يجعل الكثير من الناس يشعرون بالآخرين وبأوجاعهم.

في تلك اللحظة طلب الأستاذ عامر منهم بأن يجمعوا ما يستطيعون من الأموال أو الملابس أو غذاء، فهذه الأمور جميعها تعتبر من الأمور الضرورية التي يحتاجها الفرد، كما أنها تعتبر من أنواع التكافل الاجتماعي.

الطالب مهند عندما عاد من المدرسة وجد والده ووالدته في غرفة الجلوس، وتحدث معهم حول الاجتماع الذي قام به الأستاذ عامر، وفي تلك اللحظة سأل والد مهند وأنت بماذا تريد أن تشارك يا بني؟ إن هذا الأمر قد أمرنا به الله تعالى وهو من الأمور الضرورية في حياتنا؛ لذا يجب أن نقتدي برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فالتكافل الاجتماعي مطلوب من الجميع فنحن بحاجة للمساعدة حتى نستطيع أن نعيش بأمان.

مهند: لقد سمعت بكلمة التكافل الاجتماعي حيث كان الأستاذ ومن خلال حديثه يتكلم عن التكافل الاجتماعي، هل التكافل الاجتماعي هو نفسه التعاون يا والدي؟

الوالد: أجل يا بني التعاون هو نفسه التكافل الاجتماعي لكن التكافل الاجتماعي يكون بشكل أوسع من التعاون وأعم.

مهند: لكن ما هي أنواع التكافل الاجتماعي يا والدي؟

الولد: أنواع التكافل الاجتماعي هي:

  • التكافل المالي: وهو مساعدة بعضنا البعض من خلال الأموال وتقديم المساعدة المالية، ويكون بين الأقرباء والجيران، كأن يكون أحدهم بحاجة للمال لعمل مشروع أو  يكون تقديم المال من أجل سداد ديون البعض، أو حتى شراء بعض الأشياء الضرورية.
  • التكافل المعنوي: من خلال تشغيل الشباب العاطل عن العمل، وهذا النوع من التكافل فيه مصلحة للمجتمع قبل الفرد فبدلاً من أن يلجأ الشباب للتسول والسرقة يلجؤون إلى العمل من خلال مخاطبة الجهات المعنية، بذلك فبدلاً من أن يكون مجتمعنا اتكالي يكون مجتمع عامل ويعمل لخدمة نفسه وخدمة الوطن الذي يعيش على أرضه.

قال مهند: ما هي فوائد التكافل الاجتماعي؟

قال الوالد: زيادة محبة الناس ومساندتهم والوقوف جنبا الى جنب مع بعضهم البعض.

وغرس روح التعاون بين الأفراد والمجتمعات وبناء مجتمع قوي متماسك.

ومراعاة ظروف الفقراء والمرضى من خلال الوقوف لجانبهم.

مهند: لكن يا والدي هل الله تعالى قد فرض التكافل الاجتماعي للمسلمين فقط؟

الأب: لا يا بني إن التكافل الاجتماعي مطلوب من الغني قبل الفقير والصغير قبل الكبير والمسلم وغير المسلم، ويجب أن يكون التكافل في أمور فيها من الخير ما يساعد الأفراد وبناء مجتمع قوي بالرغم من اختلاف الديانات.

الوالد: الآن هل عرفت ما المقصود بالتكافل يا بني؟

مهند: نعم يا أبي فالتكافل فيه من الخير الكثير، وأشكرك يا والدي على ما قدمت لي من معلومات فيها من الخير لي ولأخوتي، وأضاف سوف أجمع ما استطعت لمساعدة أصدقائي والقيام بعمل مفيد من أجل الارتقاء بمجتمع متماسك وسأشجع جميع أصدقائي من أجل التعاون فيما بيننا.

وفي اليوم التالي ذهب مهند ومعه ما يستطيع به أن يساعد أصدقائه به، وشكر الطلاب أستاذهم عامر لحسن أخلاقه وزرع روح التعاون فيما بينهم.

هذا ومن الجدير بالذكر بأن الدول الإسلامية قد ساعدت كثيراً في تنمية المجتمعات النامية، حيثُ قامت العديد من الدول ببناء مؤسسات لزيادة التكافل الاجتماعي عبر الحضارات المتقدمة وبناء مؤسسات متعددة؛ مثل مؤسسة التنمية الاجتماعية؛ وذلك لحماية الأسر الفقيرة والمنكوبة من ناحية معنوية فهي لا يقف دورها عند الظروف المادية فقط.


شارك المقالة: