قصص دينية للأطفال عن كراهية إفشاء السر

اقرأ في هذا المقال


إفشاء السر هو من الأمور المكروهة بين الناس وله من الآثار السيئة على الأسرة والمجتمع وخاصة إذا كانت تلك الأسرار خاصة جدًا، فلا يجوز للشخص المؤتمن بإفشاء السر، ويكون إفشاء السر متعمدًا وفي غير الأحوال التي توجبها الشريعة الإسلامية ففي إفشاء السر تدمير للعلاقات بين أفراد المجتمع.

قصة هدى وإفشاء أسرار البيت

هناك أسرة بسيطة جدًا، رب الأسرة يعمل مهندسًا والأم تعمل كذلك، وفي يوم من الأيام المدير طلب من المهندس أن ينتقل هو وعائلته إلى قرية ليست ببعيدة، وهذه القرية يوجد فيها غابة مخيفة وفي تلك الفترة  عاش الأب والأم فترة عصيبة في التفكير، وقرروا أن يذهبوا لتلك القرية مع أبنائهم في النهاية.

والأم والأب كانوا قلقين؛ لأن عندهم أطفال ولا يتحملون فكرة أن يتركوا أبناءهم وحيدون في البيت خوفًا من أن تدخل عليهم إحدى الحيوانات المفترسة، نبّهت الأم والأب الأولاد بعدم فتح الباب لأحد خاصة إذا خرج الوالدين من البيت، وعدم الحديث مع أحد؛ لأنهم غريبون عن هذه القرية.

وفي يوم من الأيام خرجت هدى الابنة الكبرى في العائلة وتبلغ التاسعة من عمرها ونظرت من الشرفة مع أختها الصغرى، وبدأت تتحدث لأختها بأنها تشتهي الخروج في الغابة، وتلعب بالعجلة التي تمتلكها وعندما جاؤوا لتلك القرية قد حرموا من أشياء كثيرة.

فجأة دخلت الأم على هدى  وأختها وهن يتحدثن عن الخروج للغابة واللعب فيها، الأم سمعت بعض الحديث وطلبت منهن أن لا يخرجن خارج البيت، ولا يفتحن الباب لأحد خاصة إذا كان الوالدين في الخارج.

في اليوم التالي خرج الوالدين للعمل بعدما أكدوا على الفتاتين بعدم فتح الباب للغرباء وعدم الخروج إلى الغابة؛ لأن فيها حيوانات مفترسة.

وهدى بدورها اعتبرت خروج الأهل بالنسبة لها عبارة عن  فرصة، وبعد خروجهم تسلّلت للخارج وأخذت الدراجة ثم ذهبت لتلعب، كما وأنها كان عندها حب الاستطلاع للخارج، وبينما كانت تلعب مسرعة للخارج قبل أن تراها أختها الصغرى ظنًّا منها أنها ستعود قبل رجوعهم، ولكي لا تخبر أختها أهلها عن خروجها.

بالفعل ركبت دراجتها وأخذت تفودها بكل ثقة حتى رأت الثعلب الماكر في تلك اللحظة رآها الثعلب الماكر الذي أعدّ العُدُّة ليعرف كيف سيصطادها.

لم يترك الفرصة واقترب ذلك الثعلب الماكر من تلك الفتاة وأخذ يتحدث لهدى، وأخبرها لما لا تأتي معه وسوف يريها طريقًا مختلفة وجميلة، وهدى بدورها ذهبت تسير معه ولم تدع شيئًا إلا وتحدثت به لذلك الثعلب كما وأخبرته بأن أختها الآن الصغرى وحيدة في البيت، وأنها خرجت دون علم والديها وبدون علم أختها، بدوره الثعلب الماكر فكر بالطريقة التي سيأكل هدى فيها أولا ثم يذهب لأختها في البيت ويملأ بطنه باللحوم.

فجأة وبدون سابق إنذار وإذا بالسيارة وبها والدي، هدى رأت والديها وكانت لا تود أن يَروها وحاولت الإسراع لتعود للبيت، لكن أمها رأتها وهرب الثعلب الماكر فلامت الأم ابنتها هدى؛ لأنها كانت قد نبّهت عليها بعدم الخروج وفتح الباب لأحد.

هدى بدورها أخبرت أمها بأنها أخبرت الثعلب بأن أختها في البيت وحدها وتحدثت إليه بالأمور التي جعلتهم يسكنون في الغابة، والأم بدورها رأت الثعلب يتجه نحو بيتهم الأمر الذي جعلها تطلب من زوجها بالإسراع باتجاه البيت، في تلك اللحظة وصل الوالدين نحو البيت وإذا بالثعلب الماكر يريد أن يأكل ابنتهم الصغرى، لكن رحمة الله وحب الوالدين لأبنائهم جعلتهم ينقذون الموقف قبل فوات الأوان، الأمر الذي جعل هدى تبكي أسفاً وندماً لما فعلت ووعدت والديها بأن لا تكرر ذلك.

الأم والأب بدورهم طلبوا من هدى بأن تسمع الكلام وأن تجعل هذه الفترة التي اضطروا فيها الجلوس في تلك القرية بأن تمضي على خير ولا تفشي أسرار البيت لأي أحد.

قصة ليث والعجوز

ليث طالب ذكي ولديه الفطنة والذكاء، وكان هذا الطفل يبلغ التاسعة من عمره وكان ليث ووالدته يسكنون في بيت يملأه الحب والسعادة، بالإضافة لذلك كانت علاقة ليث بجيرانهم رائعة فالكل يحترم بعضهم البعض إلا أنهم كانت لديهم جارة عجوز وكانت تلك العجوز تتحقق بكل شيء، وتكره أن ترى جيرانها من حولها مسرورين، بالإضافة لذلك كانت العجوز مزعجة جداً وكانت دائمة الصراخ مما جعل الجيران يتذمرون من صوتها العالي.

في يوم من الأيام حدثت مشكلة كبيرة بين والدة ليث والعجوز، فوالدة ليث تتضايق من الصوت المرتفع والعجوز كانت تصرخ فطلبت منها والدة ليث بأن لا تزعج جيرانها بصوتها المرتفع؛ لأن الناس عندهم أطفال وصوتها مرعب بالنسبة للأطفال وعندما يستيقظون على صوتها يفزعون.

وفي اليوم التالي لدوام ليث في المدرسة نادت تلك العجوز على ليث وسار إليها لتستفسر منه حول علاقة الأسرة ببعضها البعض، كما وأنها حاولت إخافة ليث بصوتها العالي والمزعج، لكن ليث كان يتذكر كلام جدته التي كانت هي السبب بفطنته وذكائه، وكان قد تذكر نصيحتها بعدم إخراج أسرار البيت للناس الغرباء وحيث أنه استمد منها الأخلاق الكريمة كانت تعلمه أصول الشريعة الإسلامية، فحاولت العجوز المنبوذة والمزعجة أخذ معلومات وأسرار البيت منه لكن دون فائدة.

اضطرت لأن تصرخ على ليث، لكن دون لم يقل لها شيء رغم صراخها وسمع الجيران صوتها وكذلك والدي ليث مما اضطر والديه والجيران أن يجتمعوا عند العجوز لينقذوا ليث من صوتها المزعج وإخافتها له. بالفعل جاء والد ووالدة ليث وأنقذوه من تلك العجوز الأمر الذي جعل الجيران يسألوا ليث عن السبب الذي جعلت العجوز تصرخ عليه وأخبرهم ليث بالسبب.

في تلك اللحظة اجتمعت الأسرة على أن يخرجوا تلك العجوز من القرية وبالفعل اتفقوا وأخرجوها من القرية بأكملها وعاش الجميع بالقرية بأمان وبهدوء لا مثيل له وعاش الجميع آمنين وبهدوء.

ما هي آثار إفشاء السر على البيت والمجتمع

  • إفشاء السر فيه من لؤم الطبع كذلك إفساد في المروءة نتيجة التربية غير السليمة.
  • كما أن في إفشاء السر نقض للوعد وخيانة للأمانة التي حملها صاحب السر لصديق أو لأي شخص.
  • يعتبر من الأمور التي فيها قلة الصبر على حفظ السر.
  • يعتبر إفشاء السر وخاصة عند الغضب آخره ندامة وحسرة، فيجب على الفرد امتلاك أعصابه عند الغضب.
  • إفشاء السر فيه قتل للثقة بين أفراد المجتمع ونزع للعلاقات بينهم.
  • إفشاء السر وخاصة سر الميت فيه عقوبة كبيرة أكبر بكثير لمن هم على قيد الحياة، وبنتيجته يحصل الفرد على عقاب ووعيد شديد من الله تعالى.

شارك المقالة: