قصة دينية للأطفال عن التسول وأثره في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


التسول المقصود به طلب العطف والاستجداء من الآخرين من خلال طلب المال أو الطعام، وكذلك من خلال عاهات توجد في الأسرة للفت انتباه الآخرين، ومن الممكن أن يكون المتسول صادق أو لا، وقد تكون هذه الظاهرة موجودة من خلال طرق أبواب بيوت الناس، أو من خلال الجلوس على جنبات الطرق المختلفة، أو من خلال التجمعات الكبيرة في الأماكن العامة.

قصة دينية للأطفال عن التسول وأثره في المجتمعات

هناك عائلة بأكملها كانت قد اعتمدت على التسول في تسيير الحياة الصعبة وهذه العائلة ونتيجة الحروب فقدت كل ما تملك من المال، حيثُ أن العائلة مكونة من أب وأم وأطفال وكان من بين هؤلاء الأطفال طفلة اسمها رقية وهي تبلغ من العمر خمسة سنوات.

والد رقية من الرجال الذين يضيعون المال من أجل الترفيه عن النفس من خلال شربه للمسكرات والتي كان يضطر كثيراً لجمع المال من أجلها، أما زوجته زينب فقد كانت كأي سيدة متزوجه مضطرة للصبر على زوجها وتضحي من أجل أطفالها بصبرها على حياة الفقر، مما جعل الأطفال يعيشون بين والد ذو قلب قاس وأم تعطي ما عندها من الحنان والعطف.

ورقية ابنة المرأة الصابرة والرجل ذو القلب القاس هي بطلة قصتنا، رقية طفلة تعاني من شلل أطفال منذ صغرها وكانت رقية تأتيها بين فترة وأخرى نوبات قلبية تعاني منها في حياتها، الأم تتمنى أن تتشافى من مرضها هذا أما والدها فقد كان يأخذها ويسلمها لشبكات التسول هناك من أجل الحصول على المال.

في تلك الفترة المتعبة كانت رقية قد تعبت كثراً أصبحت النوبات القلبية تأتيها بشكل متكرر، والوالد بالنسبة له هذه فرصة ليزيد دخله اليومي من خلال تأجيرها لأحد المسؤولين من شبكة التسول وكلما زاد مرض رقية كلما جلبت له المزيد من المال.

في تلك الفترة ساءت حالة رقية كثيراً والأب لم يكترث لسوء حالها، والأم بدورها أخذت ابنتها للطبيب وطلب الطبيب من العائلة بأن تستريح تلك الفتاة الأب بدور قال نحن نأخذها في كل يوم للعب والتنزه، الأم بدورها لم تستطع أن تتفوه بكلمة لذلك الطبيب؛ لأن زوجها رجل ذو قلب قاس ويشرب الخمر ولو تحدثت الأم بكلمة لحدث للأم ما لا يحمد عقباه.

بعد أن خرج الوالد ورقية من عند الطبيب، أخذ الوالد ابنته لسيدة خبيرة في عملية التسول، وأعطاها لتلك المرأة لكن بشرط أن ترفع المبلغ الذي ستعطيه إياه في كل مساء، المرأة اعتبرتها فرصة لأنها ستزيد من مصدر دخلها من التسول والأب بدوره مسرور؛ لأن رقية ستأتي كل يوم له بالكثير من المال.

في يوم من الأيام ودون سابق انذار لذلك الأب الجشع انقطع عنه المال؛ لأن رقية قد فارقت الحياة وذلك بسبب نوبة قلبية حادة وبذلك انقطع دخل الأسرة بالكامل، والأم زينب قد لامت زوجها كثيراً لكن دون فائدة، وقالت له بأن الطبيب قد طلب منه أن يريح ابنته وهو بدوره لم يستمع لنصيحة الطبيب وأخذ بها إلى شبكات التسول التي لم ترحم طفولتها.

لكن ليس بيد الأم حيلة فهي تريد أن تحافظ على باقي أطفالها من ذلك الزوج الجشع، والذي لا يكف عن شرب الخمور، رحم الله رقية التي فارقت الحياة نتيجة طمع والدها، فقد أصبح وضع الأسرة في الحضيض لأن رقية مصدر دخلهم قد فارقت الحياة.

لم تكن هذه الظروف مرهونة بتلك العائلة فهناك كثير من العوائل التي وقعت ضحية تلك العصابات ونتيجة طمع تلك الشبكات التي تعمل لجلب المال بهذه الطريقة البشعة، وتستخدم الأطفال والمرض كسلعة تباع وتشترى والهدف الوحيد عندهم هو جلب المال.

هناك الكثير من القصص التي عرف عنها بالتسول وهذا الأمر أصبح مخيفا لدرجة أن الكثير من الدول تحذر من هذا الأسلوب البشع، والذي لا يليق بالأمم خاصة الإسلامية خاصة وأن رسولنا وشريعتنا الإسلامية قد دعت للعمل من أجل العيش بكرامة وعدم طلب الاستجداء من الآخرين.

كما وأن شريعتنا وديننا الحنيف قد نهى عن هذا الأسلوب لأننا أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تعمل لتأكل وما أجمل أن نكسب رزقنا بعملنا وليس باستجداء عطف الناس بظاهرة بشعة وهي ظاهرة التسول.


شارك المقالة: