قصص دينية للأطفال عن بر الوالدين

اقرأ في هذا المقال


لقد دعا الله لبر الوالدين وجعل رضا الله من رضا الوالدين حيث قال تعالى “وبالوالدين إحساناً” ويجب على الأبناء الاعتناء بوالديهم وأن يطيعوا والديهم في غير معصية الله، فالوالدين يجب أن يكون لهم كل الاحترام.

قصة حارث بن النعمان وأثر بر الوالدين عليه في حياته

لقد كان الحارث بن نعمان من أبرّ الناس بوالديه، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رآه في المنام وهو يقرأ القرآن في الجنة، ويذكر أن هذا كان من شدة بره بوالديه. ويذكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الصحابي الحارث كان لا يقبل إلا أن يطعم والدته بيده.

لقد نال هذا الصحابي الجليل البار بأمه شرف رؤية الوحي جبريل عليه السلام مرتين، وكان إذا أراد أن يخرج من البيت، يجب أن يبقى أحدهم عندها وعندما يعود من الخارج يسأل ماذا قالت أمي؟

قصة الرجل العجوز وأبنائه الثلاثة للأطفال

يُحكى أنه وفي الزمان القديم كان هناك رجل عجوز وعنده ثلاثة من الأولاد، وكانوا يعيشون سوية في بيت مليء بالهناء والسعادة التامة، وكان الأولاد وأباهم العجوز دائماً سوياً.

وفي يوم من الأيام أصيب الأب بمرضٍ خطير، وازداد المرض والأب يتألم حتى أوشك العجوز المسكين أن يشرف على الموت، لم يترك الأبناء أباهم العجوز بل قاموا بالعناية به وجلبوا له الدواء والطعام بل كانوا يتنافسون في رعاية والدهم العجوز.

جاء الأخ الأصغر في يوم وقدم رأياً لأخوته وهو أن يعتني كل يوم أحدهم بأبيهم لكنهم رفضوا اقتراحه، ثم قدم لهم رأياً آخر وهو أن يهتم هو وحده بوالده مقابل أن لا يأخذ من ميراث والده وبعد التفكير وافق الأخوة على اقتراح أخيهم الصغير.

أخذ الأخ الأصغر أباه وظلّ يعتني بوالده هو وزوجته وقدموا له الخدمة على خير وجه حتى مات الأب العجوز، وفي يوم من الأيام، وبينما كان الإبن الأصغر نائماً، رأى والده في المنام وهو يخبره بأنه قد خبأ صندوق فيه مال وفير في مكان بعيد وذكر له المكان بالتفصيل.

وبالفعل استيقظ الأخ الصغير، وذهب يبحث عن المكان الذي حدده له والده، وهناك وجد الأخ الصغير الصندوق، وبعد ذلك ذهب لأخوته وحكى لهم ما حصل معه، فقالوا له: لقد تنازلت لنا عن كل نصيبك من ميراث والدنا، ولهذا فإن الصندوق من نصيبنا، وليس لك أي حق في هذه الأموال والمجوهرات.

رجع الأخ الأصغر إلى بيته بعد أن أعطى إخوته المال، وفي الليل وحيث هو نائماً جاء والده له في المنام مرة أخرى، وطلب من ابنه أن يذهب للمكان نفسه وأخبره أيضاً بأن هناك مالاً خبأه، وبالفعل ذهب الأخ الأصغر إلى المكان ووجد الصندوق وفيه مال، وتكرر ما حدث معه في المرة الأولى وأخذ إخوته المال.

عاد الأخ الأصغر حزيناً لما حدث معه، وعندما استغرق في النوم رأى والده للمرة الثالثة في النام وأخبره بأنه خبأ ديناراً في جرة الماء في حقلهم البعيد.

ذهب الأخ الأصغر وجلب الدينار من الجرة، ثم ذهب إلى أخوته وأخذوا يسخرون منه وقالوا له: ديناراً واحداً خذه إن شئت.

عاد الأخ الأصغر للبيت، وبينما هو عائد قابل صياد عجوز يعرض سمكاً للبيع، فاقترب منه وسأله بكم تبيع هاتين السمكتين، أجاب الصياد لا أريد سوى دينار وبالفعل أخذ الأخ الصغير السمكتين وطلب من زوجته أن تنظفهما وطلب منها أن تعدهما للطعام.

وما إن شقت الزوجة السمكة الأولى حتى وجدت بداخلها شيء يلمع  وأخرجته فإذا بالجوهرة في قلب السمكة، وما أن أن أنهت تنظيف السمكة الأولى، حتى شقت السمكة الثانية فوجدت جوهرة أخرى في بطنها.

تناقل الناس الخبر، حتى وصل الخبر إلى الحاكم ولما علم بالأمر أمر بإحضارها وكافأ الرجل بالمال؛ لأن الملك كان منذ سنوات يبحث عن هاتين الجوهرتين الثمينتين، فهاتين الجوهرتين تعودان إلى عائلته ولكن قد فقدهما ذات يوم في البحر، ومن ذلك الوقت وهو يبحث عنهما وقد نذر أن في نفسه أن يكافئ من يعيدهما إليه بالمال الوفير.

العبر والمواعظ من قصة الرجل العجوز والأبناء الثلاثة

  • إن رضا الوالدين والعناية بهما ليس لهما جزاء إلا الخير الذي يناله الأبناء من الله عند إرضائهم لوالديهم.
  •  الوفاء بالوعد الذي برز من تصرفات الأخ الأصغر عندما أخبر إخوته بالصندوق والمال الموجود به؛ لأنه كان قد تنازل عن أموال أبيه مقابل خدمته.

قصة أحمد بن حنبل للأطفال وبره بوالدته

لمّا صار أحمد بن حنبل في الخامسة عشرة من عمره، قدم  إلى بغداد عالم كبير ونزل في الضفة المقابلة لمنزل أحمد بن حنبل، في ذلك الوقت فاض نهر دجلة وارتفع الموج حتى أدرك قصر الرشيد وترك الرشيد قصره ورحل إلى قصر آخر وسارع طلاب العلم ليركبوا الزورق ويذهبوا للضفة الأخرى.

وطلب أصدقاء أحمد أن يركب معهم في الزورق، لكن أحمد رفض حتى يطمئن والدته عنه، وقال: أمي لا تدعني أركب الماء في هذا الفيضان، وترك المركب وعاد إلى أمه.

هذا ويذكر أن أحمد بن حنبل كان شديد البرّ لأمه فهو لم يتزوج حتى لا تنافس سيدة والدته في السيادة على البيت فلم يتزوج حتى توفيت أمه؛ لأنه أراد أن يتفرغ تماماً لخدمة والدته، وقد تزوج وعمره ثلاثون عاماً.

المصدر: قصص إسلامية للأطفال، محمد منير النبارعلمني النبي، ليلى حافظ القواسميغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، عبد اللطيف عاشورأخلاق الطفل المسلم، أبو حازم الأتري


شارك المقالة: