قصص دينية للأطفال عن المحافظة على المساجد

اقرأ في هذا المقال


المساجد هي بيوت الله عز وجل التي تقام فيها العبادات، فالمسجد كان في بداية الدعوة الإسلامية عبارة عن دار للعلم والثقافة وكان يسمى في البداية الجامع، وكلنا نعرف أن أول مسجد بني في الإسلام هو مسجد قباء.

قصة الأب الذي أخذ طفله للمسجد للصلاة

كان هناك أسرة ملتزمة بالدين الإسلامي والقيام بأركانه، وكانت تلك العائلة حريصة على تعليم أصول الدين لأطفالها، وقرر الأب أن يأخذ طفله الذي لم يتجاوز بضع سنوات معه للمسجد؛ وذلك ليؤدي الصلاة معه.

كان الإمام يشجع الأطفال دائمًا على الصلاة وكان يقول من يأتي ويصلي معي سوف أعطيه بعض الدراهم، والكثير كان يلوم الشيخ؛ لأنه يعطي الأطفال الدراهم حتى يدخلوا معه للمسجد.

لكن الشيخ ردّ عليهم وقال: أخسر بضع دراهم حتى أكسب دخول الأطفال المسجد، ولكي تتعلق قلوبهم بالمسجد ويصبح عندهم حب دخول المسجد وأداء الصلاة فيه.

المهم في يوم وبينما الناس في المسجد يصلّون بجانب الشيخ، جاء الرجل ومعه طفله ليصلوا جماعة في المسجد، الطفل في أول ركعة صبر وبقي بجانب والده، أما في الركعة الثانية فقد ركض بين صفوف المصلين وأحدث ضجة هائلة في المسجد وهو يركض.

بالنسبة للناس معظمهم تأذوا من الضجة التي أحدثها الطفل في المسجد وكان الأب يريد أن يوبخ طفله على ما فعله، لكن الشيخ عندما صلى وسلم وانتهى من الصلاة، التفت لوالد الطفل وقال له: في المرة القادمة عندما يأتي ابنك أحضر له ما يتمنى من الألعاب.

الوالد في البداية اندهش من قول الشيخ، لكن الشيخ بحكمته استطاع أن يوصل للوالد أن دخول الطفل  للمسجد يجب أن يكون بأسلوب الترغيب لا الترهيب.

فسأل الشيخ: عندما يذهب ابنك معك لتشتري بعض الأشياء مثلاً الألعاب ويكون طفلك في وقتها مشاكس ويوقع تلك اللعبة ويقوم بإحداث إزعاج في ذلك المحل ألا ترى أن صاحب المحل يبقى مبتسماً ومتحملاً لما يحدثه ابنك داخل المحل من ضجيج؟

قال الأب: نعم كثيرًا ما يحدث ذلك مع ولدي.

قال الشيخ: ما الذي يجعل صاحب المحل يتحمل ابنك؟ هل هو مسرور من تصرفات ابنك، أم لأنه يريد فقط أن يصل لغايته في البيع؟

الشيخ: إنه يتحمل ابنك من أجل جمع النقود والبيع؛ لذلك كثيرًا ما ترى الأطفال تتعلق قلوبهم وعقولهم بالمحلات وخاصة دكان الألعاب، فصاحب المحل يتحمله لأجل أن يجمع النقود. وكيف نحن لا نتحمل الأطفال عند دخولهم المساجد إذا اتّبعنا أسلوب الترهيب لطفلك عندما يدخل المسجد ويحدث الضجيج فإن ذلك سيؤدي لكره الطفل لبيت الله ولن يترعرع على حب المسجد.

والأطفال الجالسين بجوار الشيخ فرحوا بما قاله الشيخ واستفادوا درساً في وضع الألفة والمحبة في قلوب الأطفال؛ ليكبروا على حب بيوت الله وزيارتها وتعلقت قلوب الأطفال في المسجد لكي يتعلموا من الشيخ والإمام الكثير من الدروس.

قصة التجارة والبيع أمام المساجد

أبو خالد مثله مثل كثير من التجار الذين نراهم عندما يأتي موعد الصلاة، يأتون ببضاعتهم عند المسجد، وذلك عند باب المسجد ليبيعوها للداخلين للصلاة دون معرفة هل هذا يؤذي المصلين والمسجد أم لا؟ كل ما يهمه هو إنفاق ما معه من بضاعة، وفي يوم جاء الشيخ وسأله يا أبا خالد هل تنظف ما يتبقى من بضاعتك أمام المسجد؟

هل ترى أنه من المناسب أن تأتي ببضاعتك وتضعها عند باب المسجد وتعيق الحركة وقد تسدّ الباب على المصلين ببضاعتك؟ ألا تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك؟

فهذا بيت الله ولا يجوز لك اتباع هذا الأسلوب في البيع والشراء والمناداة بصوت مرتفع على بضاعتك، فهذا المسجد أقيم من أجل ذكر الله، وليتعلم الناس أصول وتعاليم الإسلام وليس من أجل البيع والشراء.

إن صراخك أثناء الصلاة يزعج المصلين، وكذلك وضع بضاعتك على باب المسجد يجعل المصلين متضايقين من الدخول للمسجد، فأنت تؤذي المصلين عند دخولهم وخروجهم إليه.

ومن ثم دعا الشيخ أبا خالد للصلاة، وقال: هل تعلم أن الرزق بيد الله فأنا لا أراك تدخل للمسجد!

أجاب أبا خالد: انني أصلي ولكن ليس داخل المسجد، فقال الشيخ ما المانع من أن تدخل المسجد وتصلي فيه؟ الأولى بك أن تصلي ومن ثم تذهب لتجارتك، ألا تعلم أن الله سيبارك لك في رزقك بعد ذلك.

طأطأ أبا خالد رأسه، وقال: سوف التزم بكل ما يخص آداب المحافظة والعناية بالمسجد ولن ترى مني إلا كل خير وجزاك الله عنا كل خير وبارك الله فيك.

قال الشيخ: كل ما أريده هو الحفاظ على بيت الله وكذلك المصلين الذين يدخلون في المسجد، فأنا لا أرغب بأن يحرموا من الصلاة وأريد منك أن تتوكل على الله في جلب الرزق، بارك الله فيك وبرزقك وأتمنى من الله أن يرزقك من حيث لا تحتسب.

بدأ أبا خالد يجمع بضاعته وذهب بعيدًا عن باب المسجد وقام بتنظيف الفناء للمسجد، وذهب للصلاة مع الشيخ في المسجد وعندما خرجا قال أبو خالد فعلاً ليس هناك أجمل من النظافة والعناية ببيت الله بارك الله بك أيها الشيخ.


شارك المقالة: